17 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

موفق محمد لاتحزن ..!

موفق محمد لاتحزن ..!

لاتحزن عزيزي موفق محمد شاعرنا الكبير وانت تضطرالى ترك منبر الشعر في اختتامية مهرجان بابل الثقافي الدولي ..ألم تقل ان البلد مات ،وان كنت لااتفق معك كثيرا،لكنها “زهكة” الشعراء ..
هل كنت تنتظر جمهورا مشغولا بالف قضية وقضية ان يصغي اليك وللشعر والموسيقى ويستمتع كثيرا بالرقص ..جمهور ركبته الازمات من ازدحامات الشوارع الى ازدحامات المقابر!
جمهور مازال لايعرف ان كان لديه رئيس جمهورية أم لا؟ وان كان يعرف فلا احد يحترمه ويطلعه على صحة الرئيس ..
 جمهور لايعرف ان كان رئيس وزرائه رئيسا لكل العراقيين أم لحزبه ودولة قانونه ! جمهور لايدري ان كان مجلس”نوابه” مجلسا للنواب أم للصفقات!س
جمهورلايكترث بالشعر ومعاناتك بالسكاكين التي تثخن جراح العراق ونهريه والمنحدر !
جمهور يتفرج يوميا على مسرحية كوميدية من الدرجة العاشرة لسياسيين يمنعون الغناء والرقص والموسيقى والمسرح والحب ويحاربون ابا نؤاس والمتنبي في قبرهما ويفصلون الاناث عن الذكور في المدارس ويقسمون الكليات الى كليات للطلبة وكليات للطالبات في سابقة خطيرة نزولا عن “رغبة” الاهالي ولم يرهم الجمهور وهم يتنازلون لرغباته في تفاصيل الحياة اليومية !
لم يمت البلد ، لكن الحياة ماتت فيه ، فالشعر ليس لهم لان هواك غير هواهم وطريقة حبك غير طريقة حبهم وحزنهم ليس مثل حزننا.. والمسرح ليس للمبدعين وانما هو مسرح للصوص والحرامية وسراق المال العام ، لاحظ كيف ان لحظة فنية فيها شيء من التعري كما يفهمونها قلبوا عليها الدنيا واطاحوا برؤوس من اجلها ، لكن شواربهم لم ترتجف لضياع البلاد وتزايد الارامل والايتام والدم المباح في البلاد.. وكراسي الكفاءات ليس للكفاءات الحقيقية وانما لارباع الكفاءات بل للذين بلا كفاءات اصلا  فهم”الاقدر” على قيادة البلاد الى “بر الامان” برالصراعات التي لانهاية لها حتى الآن!!
لذلك ماتت الحياة في بلاد مابين النهرين ، وتصاعد حزنك على دجلة والفرات وبدأنا نفقد الامل تدريجا بل وسريعا في اننا سنرى قريبا عراق الحلم في داخلنا .. العراق الذي اعتقدنا ذات خديعة انه سيسع الجميع  لننصت فيه للشعر ونتمايل مع انغام الموسيقى ونرقص في شوارع بغداد والبصرة وبابل وذي قار وواسط وميسان وديالى وصلاح الدين والانبار وكل العراق لمستقبل اطفالنا فقط لاغير !
المنصة ليس للشعر ياصاحبي الحزين والمتوتر دائما والحالم بغد أفضل ..
المنصة اليوم لحيتان البلاد ..
المنصة لمقتنصي الفرص ونهازي الحياة ..
لاتحزن موفق محمد فأوان الشعر لم يحن بعد !!

أحدث المقالات