قدمت الناصرية عبر تاريخها الطويل المجيد للعراق وللانسانية الكثير من العطاء والملاحم والدروس …وهي المدينة الوحيدة التي عرفناها دائما بانها تعطي الكثير دون ان يقدم لها اي شيء بالمقابل..فهي مدينة الحرف الاول ومهبط الرسل والانبياء..مدينةالحضارات الاولى في التاريخ والمجد والكبرياء ..مدينة الفن والشعر والشهداء ….حالمة وادعة غافية على ضفاف فراتها المتعب والمثقل بالبنايات والمساطحات التي غزته دون وجه حق وبكوميشينات معلومة لحيتان الفساد التي تربعت على كراسي المسؤولية والتي استباحت المدينة حتى لم يبق شيء الا واستحوذوا عليه وابناؤها صامتون لاحول ولاقوة لهم امام جبروت اذرع المافيات والسلطة والمادة 4 أرهاب …فركنوا الى الصمت المميت حيث يطرحون الهموم والمواساة داخل تجمعاتهم الحزينة في المقاهي التي تفترش الشوارع وتراقب المارة في صغيرتهم وكبيرتهم ..المدينة الان تغرق في تعاطي المخدرات وحبوب الانتشاء وجرائم الاغتصاب والطلاق وانحطاط القيم والاعراف دون ان نرى او نلمس اي تحرك من الحكومة المحلية ومجلس المحافظة الغارقين في الفساد والافساد…. او رجالات الدين ومكاتبهم الكثيرة الوفيرة اي بارقة امل باتجاه الوعظ والارشاد ومحاسبة من كان سببا لان تصل المدينة الى مراحل الخطر والانهيار في معتقدات ابنائها وسلوكياتهم فهم في واد والعالم في واد اخر فكلهم مترفون والحمدلله ..ونواب البرلمان المحسوبين على المحافظة كل يجري وراء ليلاه وحزبه وجماعته التي تاويه ومصالحهم التي يجب ادامتها ومشاريعهم الشخصية التي غالبا ماتكون في ازدياد فحصدوا الاراضي والبنايات والعمارات والاستثمارات وشواطيء الفرات وبساتينه التي تحولت الى فيلل وشاهقات ……انقذوا الناصرية قبل ان تتحول الى اثر منسي غير مذكور ..النفايات تملا الازقة والشوارع…البسطيات والتجاوزات في كل مكان …المقاهي التي تمتليء بالشباب والاركيلة وما تحتها تملأ الارصفة والمواطن له الشارع فقط مع السيارات….العمران شبه معدوم الامن تبليط هنا وهناك سرعان ماتظهر عيوبه وفساده بعد ايام قلائل ….والعاقبة للمتقين
ثانيا تصريحات غير مسؤولية
===============
ابتليتم وابتلينا بمن حسبوا علينا طلما وجورا مسؤلينا …حيث لايخلو يوم او ساعة من زمن الا ويطلع علينا احد قادة هذا الزمن الاغبر بتصريح ناري بكلام معسول مصفى يوهم ناسه ومريديه بانه المنقذ الذي سيحيل احلامنا الهاربة منا دوما الى واقع محسوس ملموس…فتراه ينتقد هذا الطرف اوذاك ويحمله مسؤلية ماوصل اليه البلد من فساد ودمار ونسي او تناسى ان ذاك المسؤول ان لم يكن من كتلته فانه حليفه ايام الانتخابات والاستحواذ على المناصب والمغانم والتصويت على المكتسبات ….كفاكم صراخا وعويلا ومهاترات سياسية لاجدوى منها …كلكم شاركتم في الفساد ومارستموه …كلكم تخاصمتم في المهاترات وفي جلسات الانس والسمر والمغانم اخوة يوسف ….انتم من اوصلنا الى هذا الدرك الخطير …امنعوا اعضاؤكم من التصريحات واجعلوا لكل كتلة منكم ناطقا واجدا صريحا بأسمكم …لاتكثروا من اللقاءات والمقابلات فالكل يتذمر منكم ومن احاديثكم المقيتة التي لاتغني ولاتسمن ولا تشبع ولا تكسي …..ارحموا ناسكم وناخبيكم واهلكم …وليكن ولاؤكم للعراق الواحد الموحد وليس لدول الجوار ..تذكروا انكم كنتم نسيا منسيا في غربتكم ولم يكن اي احد فيكم رقما مميزا مطلقا …بلدكم وناسكم واهلكم هم من صنعوكم …فكونوا لهم حصنا يكونوا لكم سدا وسندا ….
ثالثا:؛كتل جديدة لا رائحة او طعم لعا
————————————————
في الوقت الذي يعاني فيه المواطن العراقي من ضنك العيش وقسوة الحياة وتجبر المتسلطين وانعدام الفرص …يطل علينا بين الفينة والاخرى من جمع مالا مستباحا سحتا ليكشف عن نيته في تشكيل كتلة جديدة لتضاف الى كتل الحرمنة والسرقة والاستحواذ..حيث ادرك هذا النائب او ذاك بانه اصبح في موقع يؤهله للقيادة والسيطرة واستلام زمام الامور …ناسيا بان المواطن لم يعد بحاجة الى كتل جديدة في بلد حجمه لا يستوعب كل تلك الكتل والاحزاب والتي لم يجني منها سوى الخراب والدمار والفقر وانعدام الامان وجيوش من البطالة والجرحى والشهداء والايتام والارامل ….يريد افعالا ..لا اقوالا …يريد اصلاحا حقيقيا …لا فلسفة جوفاء وشعارات رنانه وتغريدات لاتوفر له اي شيء…يريد اصلاحا يرى فية السارق والمسيء والخائن ومن باع الارض والعرض واستحل الحرمات خلف القضبان …يريد ان يرى قانونا صارما يجد فيه خلاصه وامنه …يريد حكومة قوية تدير شؤونها بنفسها وتمنع من يصرح اي من كان خارج حدود الصلاحية …حكومة ترى مصالح شعبها كبقية خلق الله في ارجاء المعمورة …حكومة تعيد للعراقي كرامته المتباحة في مطارات الامم….حكومة يكون جل همها وعملها خدمة المواطن والمواطنة …
دعونا نحلم ….عسى ان نستفيق يوما ونرى العجب العجاب …….