مهلاً لطفاً , فيرجى عدم الذهاب ولا الإياب بعيداً بهذا الشأن المتعلّق بالعنوان , فتقتضيني مقتضيات الأمانة الصحفية وغير الصحفية ايضاً , أن لا اُحمّل الجانب الأمريكي ” المتمثل بشخص اكاديمي واحد فقط ” لما حصل من إزعاجٍ او انزعاجٍ عراقي ” لروّادٍ ورائداتٍ من النُخب المثقفة ” , اكثر من 1 % او أقلّ قليلاً ولربما اكثر قليلاً ايضاً
إذ كان من المقرر حضورنا الأسبوعي في مبنى اليونسكو \ بيت الحكمة , حيث اختيرت ” فجأةً ” مادّة او فقرة جديدة مغايرة لتنوعات المنصات الثقافية السبع , وذلك لعرضٍ خاص بصيغة ” ورشة عمل ” يقدمها مدير برنامج الكتابة العالمي في جامعة ” ايوا ” الأمريكية , السيد كريستوفر ميريل – الشاعر والكاتب الصحفي في ورشة الكتابة الإبداعية في الساعة العاشرة من صباح امس الخميس , وفوجئنا بالتبليغ لمغادرة قاعة اليونسكو الى قاعةٍ اخرى في بيت الحكمة ” ربما لحجم سعتها او لسبٍ آخر قد يتعلق بجانبٍ امنيّ ” .. وتجمهر جمهور الحضور هناك دون أن يبدأ العرض ولا بحضور الضيف الى هذا المضيف .! وطال الأنتظار غير الحار , واكتسحتنا ملامح التذمّر والأستهجان جرّاء هذا الأنتظار الضّار لنحو ساعةٍ ونصف .! , حتى أطلّ حضرته ” كرستوفر ” وبمعيته مترجمة عراقية طالبة دكتوراه لغة انكليزي ” وكأنه لا يوجد غيرها ! ” .
في الممرّ الطويل في القاعة المؤدي الى المنصّة , تعمّدتُ مواجهة ومقابلة السيد الضيفface to face وابلغته بالأنكليزية اولاً عن مدى التذمر الذي اصاب جمهور الحضور جرّاء هذا الأنتظار , لكنه اعتذر بحرارة واوضحَ أنّ فريقاً او مجموعةً من وكيل وزارة التعليم العالي ونائبةً في البرلمان وممثلاً عن وزارة التربية بالأضافة الى عددٍ قليل من اساتيذ بيت الحكمة التقوا واجتمعوا به على انفراد في احدى الغرف المخصصة مما ارغمه للأستجابة لهم والتباحث معهم حول القضايا المطروحة , وابلغته ” اثناء وقوفنا ” عن تحفّظي للعنوان الذي اختاره < ورشة عمل في الكتابة الإبداعية > , فهكذا عنوان لم تتحدد فيه طبيعة ونوع الكتابة الأبداعية , سواءً في مجال الأدب او الثقافة عموما او الإعلام وما الى ذلك , واضفت حتى الخط – Callgraphy هو نوع من ابداعات الكتابة , فأين كلّ ذلك من العنوان الذي اختير لهذه الورشة .! لكنّ صاحبنا لمْ يبدِ ايّة اجابة .
ثمً بعد انتهاء المحاضرة او الورشة وما تخللها من امثلة وتجارب اجريت في جامعة ” ايوا ” الأمريكية , كانت مداخلتي بالضدّ الكامل مما طرحه الضيف , وهو ما لا يناسب ايّ تجربةٍ لتنمية الأبداع في الكتابة دون الأنطلاق من نقطة الصفر والأصطدام بالمطبات المعنوية والأصغاء والأهتمام لآراء النقاد , وقد اسعدني تطابق وجهات نظر بعض الزملاء والزميلات من روّاد الندوة او الورشة , واسعدني اكثر توافق آراء بعضٍ آخر من ملاحظاتي النقدية ممّن التقيتهم مساء ذات يوم امس في المركز الثقافي الفرنسي
بقي ان اشير إشارةً عابرة او غير عابرة عن فترة الأنتظار الطويل قبل بدء اعمال الجلسة او الورشة , والتي لاحظتُ فيها تكدّس عدد من مركبات الشركات الأمنيّة وعجلات السفارة الأمريكية في الباحة الخارجية لبيت الحكمة , حيثُ بانَ أنّ أحد مسؤولي السفارة الأمريكية قد حضر الملتقى , لكنّ تراكم تلكُنّ السيارات المصفحة اثار استهجاني السيكولوجي وتسببّ بسدّ الشهيّة ايضاً .!