اثار قرار الرئيس الامريكي في تشديد العقوبات الامريكية على طهران, اهتمام بالغ للوكالات الخبرية الكبيرة ومنها (BBC), حيث تناقلت قرار الغاء الاستثناءات الممنوحة لخمس دول (تركيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية) لشراء النفط الايراني, وبدءا من الشهر المقبل, حيث تنتهي فترة الاستثناء في 2 ايار المقبل, ويهدف القرار الامريكي الى تصفير صادرات النفط الايرانية, وحرمان ايران من مصدر دخلها الرئيسي!
هكذا تمارس امريكا سطوتها على العالم وتحاول فرض ارادتها حتى على الكبار, في سبيل تطويع الشرق الاوسط لرغباتها.
ان ايران تعتبر شوكة في خاصرة الوحش الامريكي, فأمريكا ترفض التمرد على رؤيتها للمنطقة, وتطالب الجميع بالخضوع الكامل لها, والا وضع نفسه في مواجهة الوحش الخبيث متعدد الامكانات (امريكا), فكيف بدولة تقود خط الممانعة ضد الارادة الامريكية في المنطقة, لذلك تتعرض ايران لحرب لا هوادة لها.
كانت حسابات ترامب ان ايران ستخضع له بعد اشهر من العقوبات الاقتصادية المشددة, لكن ثبتت ايران امام هذا التحدي, بسبب امتلاكها اقتصاد قوي, حتى يخيل للمتابع انها كانت تتوقع الحصار لذلك استعدت له.
والهدف الامريكي من زيادة مساحة الضغوط الاقتصادية على طهران, هو لتحقيق صفقة جديدة, تتمثل ان يشتمل التفاوض ليس فقط انشطت ايران النووية, بل ان يمتد الى برامج الصواريخ الباليستية, والى مسعى خبيث ابعد هو لتغيير النظام في ايران, عبر الضغط الاقتصادي محاولا التأثير اجتماعيا بعد التضخم الكبير للعملة الايرانية.
ويبدو ان الامم المتحدة اصبحت لا ترد الظالم عن ظلمه, فكيف يتفق فرض حصار على شعب مع مبادئ الامم المتحدة, وهذا يؤكد ان الامم المتحدة اسيرة بيد امريكا, بل كيف ترتضي نخب الغرب وشعوب الدول الاوربية ان يسطو على القرار العالمي قوة غاشمة! وهذا يؤكد لنا خطيئة من يقول بان الغرب حكومات متحضرة, ونخب راقية, وشعوب تناصر العدل, فهي بشكل مباشرة او غير مباشرة تبارك للظالم فعلته وتسانده.
الاغرب تبعية بعض العرب للفعل الامريكي, جاعلين من ايران عدو, فيشتركون بكل جد واجتهد في حصار ايران, ودعم البرامج الامريكية في حرب طهران, ويتحولون لأدوات امريكية مطيعة, ويقبلون حتى بتحقيق اهداف صهيونية في مقابل الحد من تطور ايران, لذلك عند نظرة بسيطة للأعلام العربي ستجده قد جعل من ايران عدوا على كل الاصعدة! وهكذا تحقق الحكومات العربية رضا الاسياد, حتى مع المشاركة بظلم شعب مسلم.
اعتقد سيستمر الصمود الايراني امام قرارات ترامب الغبية, ولن تصل امريكا لأهدافها الخبيثة, وستخيب امال العربان, وسيتأكل الحصار مع الزمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ