18 نوفمبر، 2024 1:32 ص
Search
Close this search box.

السيد مقتدى الصدر والقيادة الرشيدة الصالحة

السيد مقتدى الصدر والقيادة الرشيدة الصالحة

في زمن الفوضى والدجل والكذب والنفاق السياسي والمجتمعي تحتاج الجماهير إلى خطاب واقعي يتجاوز الجغرافية البلاغية والعبارات المغلفة بالرداء السفسطائي والتي لاتجدي نفعاً في علاج الامراض المستفحلة في الجسد الاجتماعي والسياسي، حيث يمكن للحوار الواقعي والخطاب الوطني الحقيقي البسيط والواضح والبعيد عن الكلمات المموسقة أن يكون احد العلاجات لتلك العلل والادران التي باتت تشكل عقد مستعصية في الواقع العراقي، وباتت مسؤولية الخلاص من تلك العلل تقع على عاتق القيادات المتصدية للعمل في الساحة العراقية. ولقد شاهدنا الكثير من قادة الكتل السياسية وهم يتحدثون إلى المسؤولين من اتباعهم بأحاديث لم تخرج عن السياق الرسمي واللقاء البروتوكولي لتكون صالحة فقط للتسويق الاعلامي، فلم نرَ اياً منهم يتحدث  بصراحة وينصح اتباعه ويحذرهم من مغبة القصور او التقصير في أداء دوره التشريعي او التنفيذي. إلا ان اللقاء الاخير لسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) مع الفائزين بثقة الجماهير في انتخابات مجالس المحافظات كسر هذه القاعدة واصبح إنموذج في القيادة الرشيدة والصالحة، فقد كان حديثه بمنتهى الصراحة والعفوية والصدق، نائياً بمفرداته عن الدبلوماسية السياسية والتزويق اللفظي ولوازم الظهور الاعلامي. فقد وجد السيد مقتدى الصدر بحسه القيادي وتكليفه الوطني إن المرحلة الراهنة تستوجب التعامل بحزم وجدية لأن الامر يتعلق بتقديم الخدمة للشعب عن طريق مجالس المحافظات فكان لابد من ايصال الرسائل الواضحة إلى الفائزين، فلربما تنسيهم نشوة الفوز معاناة الناس وآلامهم وتجعلهم يتنكرون لأصوات ناخبيهم التي لولاها لما استطاعوا الوصول إلى هذه الكراسي اضافة إلى دعم الجهة التابعين لها. لقد شكل هذا الحديث علامة فارقة في طبيعة تعامل القائد مع الرعية او الاذرع القيادية، حيث ركز على عدم التساهل مع من يسيء إلى سمعة  الاسلام والمذهب والوطن، او يسيء إلى من ينتمي إليه، حديث يكشف عن مكنونات الفكر القيادي للمدرسة الصدرية التي من اهم مميزاتها النزول إلى ساحة الميدان سواء على المستوى الجهادي او السياسي او الثقافي او اي مستوى آخر. كان حديثاً واقعياً ينطلق من نواة الفرد إلى دائرة المجتمع  ليكون النتاج مثمراً وينعكس على الحياة العامة للشعب العراقي، حديث ربما فاجأ الكثيرين إلا اولئك الذين يعرفون مقتدى الصدر جيداً، انه لايسعى إلى مكسب سياسي او دنيوي زائل ولايثنيه شيء عن قول كلمة الحق ولايهمه سوى إصلاح الخلل الذي يكتنف العمل السياسي في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها العراق.  قد يختلف معي البعض فيما اوردته في هذا المقال ولكني اتمنى عليهم ان يدلونني على إنموذج آخر يمكن أن يحتذى به او ينافس الانموذج الصدري في محاسبة اتباعه بل قد يتبرأ منهم عندما يكون خطأهم جسيماً ! في الوقت الذي لانكشف سراً عندما نشير إلى قيادات مرموقة واحزاب عريقة تدافع عن الفاشلين وتحمي السراق والفاسدين ! تحية للقيادة الصدرية الشابة الواعية التي تعتمد الصراحة والوضوح لأن المجاملة في الزوايا المخفية وتحت اجنحة الظلام تؤدي إلى هدم جسور التواصل والثقة وإخفاء الحقائق عن الجماهير، وألف تحية لمن لا يخاف في الله لومة لائم ولا يجامل على حساب المصالح العُليا للعراق وشعبه.

أحدث المقالات