17 نوفمبر، 2024 10:02 م
Search
Close this search box.

الغِزّي

أرصفة، توسدتها ، في قيظ
وأرصفة ، برقدتك، تتندى
من لسان يذوب وجدا
بقصاصات علب سجائر
تنثر أغانيك
وجع مرتجى
ووجع مؤجل
يتوزعك ما بين اروقة الصالحية
وجسر الأحرار
• ” غريبة الروح..
لا طيفك يمر بيها..
ولا ديرة تلفّيها
صفت وي ليل هجرانك
ترد وتروح
عذبها الجفه وتاهت
حمامة دوح ”
وطائر إغريقي
ينداح بين السنونوات
على الضفاف القريبة اغنيات
تنتثر بأفواه الشدو
• كلمات
يريدونك ان تغنيها بفرح
” يكَولون غني بفرح..
وآنه الهموم غناي..”
اذ كنت تمضي
بكل درابين المحبة، وما ” لكَيت”
” دوريت”
بكل بساتين ” العشك لمن غفيت”
أيها الغزي
بم جئت تغزو..؟
و بغداد الأميرة
تكورت بعينك المطفئة
المخبوءة خلف ذؤابتك
أغرّك منها انك اطّرحت في مخدعها
تعب في ليلها
كؤوس السلوى
لتتوجك أميرا للشعر
ليس لك من بغداد، سوى ليلة
وبعدها الرصيف

•• القصيدة مهداة الى الشاعر جبار الغزي ” ١٩٤٦ – ١٩٨٧ ” شاعر غنائي تألق بجيل السبعينيات،، بدأ رحلة الغربة من ناحية الفجر بقضاء الرفاعي في مدينته الناصرية الى بغداد،
••• بعد شعور بالمرارة لفشله بالزواج من حبيبته التي ألهمته قلائد الاغنية العراقية، لتبدأ معها رحلة المعاناة التي استمرت طيلة السنوات اللاحقة، الأمر الذي جعله يودع ملامح مدينته مرغما عسى ان تنسيه بغداد وملذاتها وصخبها انهيار حبه الأول، الا أنه، كما هو واضح في شعره، ازداد وجعاً بعد أن رأى أن الوجوه غريبة ليس فيها من أحب، والشوارع لا تحمل أثرا لذكرياته .
غلب عليه اسلوب كتابة الاغنية وقد ابدع فيها وكان من أروع كتاب الاغنية العراقية وغنى له اشهر المطربين العراقيين مثل ياس خضر، حسين نعمه ، قحطان العطار، سيتا هاكوبيان، ستار جبار، فاضل عوّاد، سعدون جابر وحميد منصور
رحل الشاعر الى مثواه الاخير عام 1987 في منطقة المربعة بشارع الرشيد كما هو حاله ” غريبة الروح ” حيّا وميتا لم يودعه سوى اقرب أصدقاءه .

أحدث المقالات