تمتلك السويد العديد من مقومات النجاح في المجالات الطبية والرعاية الصحية ، وذلك من خلال توفيرالابنية الحديثة والاجهزة الطبية المتطورة في جميع المستشفيات والعيادات الطبية في العاصمة ستوكهولم وفي بقية المحافظات الشمالية والجنوبية ، كما لا احد ينكر ان هذه المستشفيات تضم العديد من الصيدليات التي تحتوي على انوع مختلفة من أرقى وافضل الادوية في العالم ، والتي تصرف الى المرضى بأسعار زهيدة كونها مدعومة من الحكومة السويدية ، فيما تمنح هذه الادوية الى المهاجرين واللاجئين العراقيين والعرب ( مجانا ) ، ونجد ان المستشفيات والمستوصفات تتمتع بالانظمة والقوانين الصحية المتميزة ، ومنها على سبيل المثال دقة المواعيد ، وسرعة استجابة الاطباء والممرضات وكافة العاملين الى طلبات المرضى الراقدين داخل هذه المستشفيات او اسعاف ومعالجة المرضى المراجعين لها صباحا ومساءا ، والشيء الملفت للنظر نظافة الغرف وقاعات الاستراحة وعيادات الطوارىء وعلى مدار الساعة ، كما لا احد ينكر ان من اهم الانظمة السائدة في السويد هو الاهتمام بالانسان بشكل لا يصدق ، حيث تتم الاستجابة الفورية للحالات الطارئة من اجل انقاذ المرضى من الموت ، ومنها سرعة أرسال سيارة الاسعاف الى موقع الحادث او الى مقر سكن المريض واحيانا ترسل ( طائرة هليكوبتر ) الى هذا الموقع لنقلة الى اقرب مستشفى وبدون مقابل .
ولكن !! ورغم كل هذه الامتيازات والخدمات العامة والتعامل الانساني مع المرضى من قبل الاطباء والممرضات ( ملائكة الرحمة ) ، الا ان المستشفيات في السويد تفتقر الى وجود الاطباء الاختصاصيين والاكفاء او الممارسين وذوي الخبرة في مجال الطب ، ونلاحظ تواجد الاطباء الشباب في المستشفيات من الذين يتم تخرجهم من كلياتهم ويمارسون عملهم في التدريب بدون خبرة كافية ، ومن ثم يتم توزيعهم على المستشفيات ، وهنا تقع الكارثة وهي معالجة المرضى بدون الخبرة الطبية الكافية والاعتماد على المعلومات التي يحصلون عليها في جامعاتهم ، وان اغلب الاطباء السويديين يعتمدون على المعلومات المكتوبة والمنشورة في مواقع ( الانترنيت ) او من خلال الاطلاع على بعض الكتب الطبية ، او من خلال استشارة زميل لهم يتواجد معهم في المستشفى ويكون اقدم منهم في الخدمة ، لغرض الحصول على بعض الاجراءات التي سوف يتخذها هذا الطبيب الشاب تجاه المريض .
ولهذا نجد ان الطبيب العراقي في جميع مستشفيات السويد له مكانتة المرموقة والاعتماد عليه بشكل كبير ، حيث هناك العديد من التصريحات الى المسؤولين والمعنيين في الجانب الصحي السويدي ومن وزراء الصحة وبعض المشرفين على القطاع الصحي ، يؤكدون من خلال هذه التصريحات ويعترفون ان مستشفيات السويد تعتمد على الاطباء العراقيين ومن الاصول العراقية والمقيمين في السويد والذين يعملون في كافة المستشفيات المنتشرة في مدن ومحافظات السويد ، وان هؤلاء الاطباء لهم الدور الكبير في انعاش القطاع الصحي والرعاية الصحية وانقاذ المرضى من الموت من خلال الخبرات المتراكمة للاطباء العراقيين والمهنية العالية التي يتمتعون بها ، ويشكلون هؤلاء الاطباء رابطا مشتركا مع الاطباء السويديين في تبادل الخبرة ونقل المعارف والمعلومات الطبية من الطبيب العراقي الى الطبيب السويدي ، فيما نجد ان الطبيب العراقي يمتلك الخبرة العالية والعقل المتفتح وهو في بلاد الغربة ، وهذا العمل الرائع من قبل هؤلاء الاطباء هو انعكاس للثقافة والعلم والكفاءة العراقية الغير محدودة ، كما سيرفع هذا الطبيب اسم وسمعة بلده العراق عاليا من بين بلدان العالم المتواجدة في دولة السويد ، وان جميع العراقيين سعداء بأداء الاطباء العراقيين اينما تواجدوا في مناطق ومحافظات السويد كافة … تحية كبيرة لجميع الاطباء العراقيين في مملكة السويد على أدائهم المهني النبيل والانساني .