لم يعد للشك الا ان يتسرب من جديد الى نفوس المراقبين ، سييما وأن العام الاؤل من عمر الدورة الانتخابية سيغادرنا قريبا ، وهذا هو حال السنين التي تسربت تدريجيا من بين ايادي العراقيين منذ السقوط دون تقدم يذكر او حتى تحسن ملموس ، واليوم على ما تشير تسلسل الأحداث ، ان الكتل السياسية لا زالت تحكم على الأمور بشكل أناني او على الاقل عادت إلى العناد السياسي ، وإلا لماذا لا تنتهي مسألة إكمال الكابينة الوزارية ، إذ لا زال العراق يقرر مصيره دخول هذا الشخص او ذاك إلى الحكومة ، أي سياسة هذه وأي ترف ذاك المتعامل به مع مشاكل بلد بلغت فيه البطالة ا35% ., او الفقر 37% وفي الريف أكثر من 40% ، هذه المشكلات يضاف إليها تفشي الأمية والأمراض ، وغيرها من عوامل التأخر التي باتت بحاجة إلى خطط مستعجلة ودقيقة تصل اهدافها بمديات محددة ومعلومة النتائج ،
ان الكتل تعلم انها تعمل في الفراغ ، او ان جعبها فارغة من الحلول وانها تعلم أيضا انها تضع العراقيل أمام رئيس الوزراء الذي هو بدوره يتعثر في خطأه ولم تظهر منه اية بوادر عملية تفيد انه قادم على اقتحام الصعوبات ، بل ظل عمله حتى هذه اللحظة عمل روتيني ،،، لا أستثنائي ،، مما يوحي انه سيستنفذ الزمن وهو واقف في محله ، وان العراق سيظل هو في المحصلة واقف في مكانه ، لقاء سياسيين عابثين لا يعرفون غير الظهور في الفضائيات وفضح بعضهم البعض الاخر ، ويلقي باللائمة كل منهم على الآخر ، والحق أنهم جميعا لا يعباون بالزمن ، فلا الوزراء كانوا أستثنائيين ولا رئيسهم ولا الاحزاب التي تقف ورائهم ، والكل سيظل هكذا ما مادام هناك شعبا لا يمتلك غير الهبات ، في حين ان الشعوب اليوم تتصف بالمطاولة لتحقيق اهدافها ، وهكذا هي في السودان والجزائر ، والله لا يغير قوما حتى يغيروا ما بأنفسهم…