يلهج لسان حال الشعب العراقي، ببيت الشعر الشهير: “مشيناها خطى كتبت علينا.. ومن كتبت عليه خطى مشاها” وهو ينتقل من سلاسل طاغية الى اغلال ديمقراطي.. من يمين قاتل الى يسار حرامي.
سلمنا القدر من سيئ الى اسوأ ومن حرب هوجاء، افتعلها الطاغية المقبور صدام حسين على الجبهات، الى تفجيرات تأملية، يصنعها السياسيون، بمباركة رئيس الوزراء نوري المالكي، او بغض الطرف عنها، عملا بمبدأ، فوت لي وافوت لك، جاعلين من العراق حلبة مساومات او مزادا سريا لصفقات الموت المعلنة.
المالكي وكتلته، ان لم يشاركوا فهم يباركون، وان لم يسهلوا التخريب، لا يمنعون تنفيذه، بدليل استمرار مواجهة السيطرات، للعبوات الناسفة، باجهزة كشف كرات الكولف.
انها مهزلة تفضي الى مجزرة، والمالكي يرفع الفواصل بين هزال الدولة وحز اعناق الشعب، جمعا في المساجد والحسينيات والمدارس والكليات ومساطر العمال البسطاء ومقاهي راحة المتقاعدين، و… حرما، قوات الامن وراء القائد العام للقوات المسلحة تتفرج!
بات وجوبا رحيل المالكي من منصبه وليس مستحبا… التاريخ يعيد نفسه، بتوفر الظروف ذاتها، فصدام كان يريح شخصه، بتسليم رقاب الشعب للامن العامة والحروب، تحزانها، ثم سلم العراقيين الى حصار فت في عضدهم،…
يستقوي هو ويضعفون؛ بما يجعل كرسيه، ومستلزمات حكمه، منيعة.
والمالكي الآن يبيد الشعب بالتناحر الطائفي والمفخخات المرخصة، التي تكاد تصدر بها اجازات عمل حكومية، تيسر مرورها من السيطرات الى اهدافها، انى تكون.. مكانا وزمانا، تنفجر حين وحيثما يخطط لها المخربون.
فارحل يا مالكي؛ حفظا لماء وجه العراق، الذي اصبح ملزما بك، كما الزمه صدام بالتغني خيرا على مضض.. ارحل حفاظا على وحدة العراق الذي يكاد يتشظى بعد فشلك الذريع، او تعمدك الفظيع، تدميره…
العراق تتناهشه مخالب التمزق وانياب الفساد، فلا تكن طاغية ديمقراطي يلقى ما لقيه صدام، من مصير ضيق الافاق من حوله بما رحبت، فلم يجد امامه سوى حفرة على هامش تكريت، لفظته الى مشنقة الاعدام جزاء ما جار به من ضيم على العراقيين.
والمالكي بدلا من استثمار فرصة التحرر من الطاغية، في انشاء دولة متحضرة، تفيد من ثرائها المادي وغناها بالعقول المبدعة في ميادين المعرفة كافة، حول العراق الى قرية مهملة، في حد الدنيا على شفى جرف ينهار الى ما وراء العالم المدني.. جعل العراق دولة خزعبلات، تجهيلا للمتعلمين وتسييدا للجهلة عليهم.
فحق علينا القول يدمرنا:
“لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم.. ولا سراة اذا جهالهم سادوا”
وتلك هي حقيقة واقعنا الذي يحدوا ركب اباعره نوري المالكي على رمل سافٍ في صحراء لا نهائية، يسوقنا اليها من دون ان نستطيع ايقاف التداعي، مثلما ساقنا صدام الى حربه ضد ايران وغزوه دولة الكويت الشقيقة، و… من تكلم قتلناه ومن سكت مات بغِله.
هواء فاسد.. قدر العراقيين هواء يزكم انفاسهم.
كلاهما.. الطاغية بحروبه والديمقراطي بفساده، فـ.. وا حسرتاه! متى ننام ونشعر ان رأسنا على الوسادة..
اتعظ بما انتهى اليه سلفك صدام يا مالكي، فالله يمهل ولا يهمل، وظلم الشعوب لا يمحي من ذاكرة الاجيال، طال الوقت ام قصر.
ارحل من لذة السلطة واغوائها، الى رضى الضمير اقرارا بالفشل، ولسوف يسامحك مجلس النواب.. ارحل ولسوف يلتمس الشعب لك عذراً بعدم الملاحقة القانونية، جراء الفساد المالي الذي تواطأت معه لاعوان الظلمة المحيطين بك، والارهاب الذي اشرعت مغاليق البلاد امامه، من دون مصدات وغرزت مكعبات كونكريتية احالت رفاه الشعب الى جحيم، بحجة بلهاء في التصدي للمخربين.
ارحل ولسوف تعفى من الملاحقة القانونية ازاء جرائمك وتخبطاتك واهمالك الدولة عمدا.. سامحا لـ (جماعتك) يعيثون فيها فسادا.. تعفى لا لبراءتك، وانما كي نحافظ على بقايا حيطان لم يطالها معوليكما انت وصدام تهديما.