السيد ( Lakhdar Benkoula ) الباحث في علم اللسانيات والمتوفي سنة 1916 وهو من أصول فينقية عربية نشر موضوع مُهمّ شرح فيه كيف أصبحت فرنسا وريثة لعقيدة روما وحاضنة للتثليث المسيحي وبيّن خفايا ذلك الحرص الفرنسي على سياسة الإنتداب والتدخّل في الشؤون الداخلية للمغرب العربي .. حيث كانت روما تحكمها ديانة التثليث المسيحي وفي أواخر القرن الخامس فقذت معظم مماليكها او مستعمراتها التي كانت على ديانة التوحيد المسيحي. وفي سنة 496-498 تبنت الكنيسة الفرنسية مبدأ التثليث واحتضنت ” قنصل الرومان consul de Romains” الذي جعل فرنسا الحاضنة الرسمية للتثليث المسيحي واصبحت الوريثة الشرعية لروما .. وقد ترسخت هذة العقيدة في فرنسا بعد ان جاء الملك كلوفيس clovis الذي ينحدر الى قبيلة الفرنك Francs التي يفتخر الفرنسيون الكاتوليك بتسمية فرنسا france على اسم تلك القبيلة، بينما قبل تلك الفترة كانت كل مناطق فرنسا الجنوبية والغربية واسبانيا على دين التوحيد المسيحي Arianism التي كانت تهدد عقيدة إمبراطورية روما التثليثية. الى ان قام الملك كلوفيس بمجازر قتل فيها كل المسيحيين المُوحّدين في اوروبا من اجل ترسيخ التثليث المسيحي تحت زعامة ونصائح القساوسة الفرنسيين وقد تبنت كاتدرائية نوتردام التي احترقت بالامس تلك العقيدة التثليثية ..
أما بالنسبة لمنطقة المغرب العربي فكانت تحت سيطرة الوندال المُوحدين التي دخلوها في سنة 455 وقد حاربوا عقيدة التثليث الرومانية وقد انطلق الوندال من المغرب العربي لغزو مدينة روما، لهذا تحرص فرنسا على التدخل في شؤون المغرب العربي من اجل الإبقاء على عملية الإنتداب الدائم لأن القضية مصيرية ووجودية بالنسبة لفرنسا التي تخشى الحلم المزعج من إحياء تاريخ التوحيد الدوناتي المسيحي الذي سوف يهدد ويقضي على خرافات وأكاذيب التزوير التثليثي المسيحي الذي يصدّقه ويؤمن به زوراً ملايين المسيحيين التثليثيين في العالم. وكذلك الخوف من رجوع شبح قرطاج وزمن الفتوحات الاسلامية واحياء الإشعاع الحضاري والثقافي العربي لهذا عملت فرنسا على شرعنة استعمار المغرب العربي ومحاولة طمس المعالم الحضارية العربية والإسلامية ومنها اللغة العربية لان فرنسا لازالت تعتبر نفسها وصية على دول المغرب العربي وسوريا ولبنان وبقية مستعمراتها في العالم وايضاً الحامية لعقيدة التثليث من اجل عدم انتشار عقيدة التوحيد المسيحية المتأثرة من بلاد الشرق ..