23 ديسمبر، 2024 5:19 م

العراق ما بعد الغزو

العراق ما بعد الغزو

في 9/4/2003 اعلن العراق رسميا بلدا محتلا من قبل القوات الاميركية وبالتعاون مع الحليف الايراني
ولم يكن بمقدور الشعب العراقي تصديق او تفهم حقيقة ماحصل بعد الغزو حيث تحول العراق الى شبح يطارد حياتهم بكل تفاصيلها اليومية من تفجيرات وقتل منظم نشأت مرحلة جديدة من مؤامرة تستهدف العراقي ومرحلة اسست الى استباحت الدم
يمكن ان ابدا بهذه المقدمة ,عراق على الموضة ,عبوة ناسفة ,سيارة مفخخة ,مخدرات ,اسلحة كاتمة للصوت , وعملية سياسية فاشلة وانواع اخرى لايعلمها الا الله …..مصطلحات جديدة لم نكن نسمع بها ولا تخطر على بال اي عراقي قبل 2003 ,نعم عراق مفخخ في كل لحظة ينفجر تارة سياسيا واخرى امنيا

لو سلطنا الضوء على الملف الامني نلاحظ ان هنالك دقة في التفجيرات وحجمها واماكن استهدافها تبعث بالعقل اسئلة كثيرة لا حصر لها من التحليل والتفكر المراقب للساحة العراقية
يلاحظ مدى السيطرة والنفوذ وسرعة التنفيذ والمساحة الواسعة للاختراق لتنفيذ العمليات واللعب على الاوراق بهدوء
ان مسلسل التفجيرات الاخيرة التي ضربت عددا من مساجد السنة وسلسلة التفجيرات الاخرى التي تعصف يوميا بالعراق فهي لا تستثني حيا من احياء العراق فالتفجير الذي يضرب بالانبار نفسه وبنفس التوقيت يضرب البصرة والهدف واحد ابرياء يسقطون اما الرسالة والمقصد فهي واحدة اننا نتحكم بالعراق امنيا ونضرب كيف نشاء ومتى نريد ولنا السيطرة والتحرك بحرية والنفوذ .هؤلاء لايهم الدم العراقي ان كان سنيا ام شيعيا هدفهم نعمل تحت شعار اعادة العراق الى المربع الاول وجعل الشارع والناس تعيش في حيرة من امرها وقلق وتوتر ورعب والقول السنة تضرب الشيعة والشيعة تضرب السنة هذا واضح مثل قرص الشمس وبالتأكيد هم جناح تابع لدول اقليمية لها نفوذ ونشاط ولهم الحرية بالتحرك وفق غطاء شرعي ويمتلكون هويات خاصة وسيارات مخولة بالتحرك من دون اي ازعاج يصيبهم .
في الاوانة الاخيرة شهد الملف الامني العراقي انتكاسة خطيرة تمثل باستهداف عدد من المساجد بعبوات ناسفة واغتيالات باسحلة كاتمة لقادة الحراك الشعبي في المحافظات الست المنتفضة بالاضافة إلى استعراض الميليشيات علنا امام انظار الحكومة والتهديد بقتل الناس الذي سرعان ما ترجم على الارض وبحسب والوكالات العالمية الاخبارية فان الاسبوع المنصرم شهد احداث خطيرة في الملف العراقي الامني المثير للجدل قتل على اثرها الامئات من العراقيين العزل لا حوله لهم ولا قوة اما عمليات القتل متنوعة بين سيارات مفخخة واسلحة كاتمة للصوت والمتابع وتحديدا للقراءة الامنية في مرحلة من المراحل كانت عمليات الاغتيال وقتل الناس تنفذ بواسطة العبوات الناسفة واليوم يبدو الطريقة تغيرت تماما فالعمليات اصبحت اكثر فعالية وانشط حركة وقوة وهذا بما لا يدع مجالا لشك ان هذه الجماعات بدات تدير العمليات بشكل رشيق وتعمل تحت الاضواء .

اتابع بعض التحليلات من كبار المحللين والمسؤولين بالشأن العراقي والعربي واحترم كل الآراء بان مايجري من عمليات قتل في العراق هي نتيجة تشابك الاحداث الاقليمية في المنطقة ماحصل مؤخرا في سورية الجارة للعراق والتظليل عن مايحدث هناك وخلط الاوراق وشغل الاعلام الدولي بحرق الارض العراقية وان احدات سوريا بدات تدريجيا تنعكس على الملف العراقي ممكن ذلك والاخطر في التحليل ان بشار الاسد في حال سقط ان العراق هو البلد القادم للانهيار وهم يركزون على موضوع غاية بالخطورة اذا رحيل الاسد فان ابواب جهنم سوف تفتح على مصراعيها
لحرق العراق

لكني لااتفق معهم جملة وتفصيلا من الناحية الامنية لجملة من الاسباب اولها ان التفجيرات والاغتيالات في العراق ليست وليدة اللحظة واود الاشارة إلى مسالة هامة الساحة العراقية هي ساحة تازم وشد وجذب بين اقطاب العملية السياسية وبين مخابرات الدول الاقليمية منذ احتلال البلد والجارة سورية متمثله طبعا بدائرة الحكم فيها هي من اشعل العراق لفترة من خلال ارسال السيارات المفخخة والمقاتلين العرب وهذا ظاهر للعيان في العراق ولا انسى ايضا ظهور نوري المالكي الشهير في مؤتمر بعد ما اتهم ووصف نظام الاسد بقاتل العراقيين هذا لاينكر هو جزء من تركة الاحتلالين المتحالفين الامريكي والايراني
لكني اتفق معهم سياسيا ,
و اعتقد ان موضوع العراق بالنسبة للاعلام العربي والاجنبي اصبح مادة غير دسمة بمعنى الخبر العراقي صار عادي ومألوفا وعاديا والحديث بالشأن عراقيا يكدر المزاج
هم يبحثون عن الدول الاكثر سخونة لتركيز عليها اعلاميا
الشق الثاني السياسي لم يتوقف مشروع الغزو بتدمير العراق عند حد سحقه بالتفجيرات والقتل ورعب الناس لا بل تعداه الى تأسيس لعملية سياسية فاشلة ونظام سياسي مضطرب لم يفلح في رص صفوف طوائفه والعمل تحت عنوان الشراكة الحقيقية والمشاركة الفاعلة
بل عمد الى خلق الازمات وتحويل مشروع السياسة الى برميل متفجرات شرارة واحدة تشعله والعودة بحكم العراق الديمقراطي الى الوراء للحاكم المستبد وتشويه صورة العراق اقليميا نظام حقيقة يدل على غباء صانعوه وفشل متصدروه
قصة الامن والسياسة في عراق ما بعد الغزو شائكة ومعقدة والحلول بسيطة ليست بوضع الخطط ونشر الجنود وارباك المشهد اكثر فاكثر وانما مالم تنسحب دول بعينها وترفع يدها واجهزتها المسيطرة والمتحكمة بالورقة العراقية الامنية والسياسية معا والاهم هو ولادة حكومة عراقية تعمل بصدق تجمع ولا تفرق و خلاف هذا فلن نرى الا مزيدا من الدماء تسيل وارواح تغادر الاجساد ذنبها ولدت على ارض الرافدين فصار شعب يباع ويشترى بثمن بخس اسمه العراقي.