19 ديسمبر، 2024 2:08 ص

الليبيون في غيابة الجب

الليبيون في غيابة الجب

على غرار اشقاء يوسف (ع) وغيرتهم منه, فإن اشقاء ليبيا قبل اعدائها هم من وضعوها في غيابت الجب ,بسرعة البرق الخاطف وبجرة قلم تم تحويل الملف الليبي الى الامم المتحدة,اتخذ قرار الغزو ,تدمير المقدرات بدءا بالركن الاساسي للدولة وهي القوات المسلحة والمنظومة الامنية,غيرة اشقاء ليبيا تمثلت في رغبتهم الاستحواذ على سوق النفط والغاز,من ناحية ليزدادوا ثراء ,ومن ناحية اخرى لكسب ود سيدهم “العم سام”. الذي يجهض أي محاولة من شانها توحيد الامة العربية,لتكون للأمة مكانتها بين الامم.
دول الجوار التي نعلم جيدا مدى تدخلها بالشأن الليبي ,التي فاخر بعض ساستها يوما بأنهم ساهموا في تحرير الليبيين من الديكتاتورية ,نجدهم اليوم يعلنون بأنهم ضد التدخل في ليبيا وكأن ما قاموا به بالأمس من فتح حدودهم على مصارعها امام الهجرات المتتالية للإرهابيين هو عمل خيّر, قاموا بحفر الخنادق وإقامة الأسلاك الشائكة(كان الاجدر بهؤلاء صرف الاموال لإقامة مشاريع تنموية تسد رمق الكثير من الاسر المُعوزة) خوفا من عودة ابنائهم الذين قاموا بتسفيرهم الى ليبيا, بعد ان ضاقت بهم السبل وأصبحوا يتلقون الضربات الموجعة من قبل القوات المسلحة التي اخذت على عاتقها تحرير الوطن من الارهاب,نقول لساسة هذه الدول ذوقوا بعضا مما اذقتمونا اياه ,ليس تشفيا, بل لتدركوا ولو اخيرا جزءا من حجم معاناتنا بسببكم .
لم تشر المصادر التاريخية او الكهنوتية الى المدة التي قضاها يوسف(ع) بالجب,الا ان استمرار حالة عدم الاستقرار على كافة الصعد,جعلت من الليبيين يعيشون حياة الذل والمهانة على ايدي ابناء الوطن الذين تم انتخاب بعضهم وأولئك الذين تكفل الغرب بتسميتهم,ومن خلال التجربة ثبت بان غالبيتهم يعملون لحساب انفسهم,وقد لا نجافي الحقيقة اذا قلنا بان بعضهم ينفذون اجندات خارجية,ويسعون جاهدين الى اهدار المال العام وضرب اللحمة الوطنية من خلال الفتن التي يذكونها بين مكونات المجتمع .
المؤسف له حقا وفي ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلد ان نجد بعض من اخوتنا في الشرق الليبي وهم قلّة (التكتل الفدرالي)من ينادي بالعودة الى الفدرالية او التهديد بالانفصال, وهناك المتباكون على دستور 51 وكأن فيه خلاص البلد,بل هي محاولة لتمزيق الوطن, لكن عزاءنا في ابناء الوطن الشرفاء في كامل ربوع الوطن بان تبقى ليبيا دولة موحدة ذات سيادة.
لقد ضاق الليبيون ذرعا بالأوضاع القائمة,فالطوابير اليومية امام البنوك لأجل الحصول على الرواتب التي لم تعد تسد الرمق لم تختفي من المشهد على مدار العام المنصرم,اضافة الى الطوابير التي تظهر بين الفينة والأخرى على محطات وقود السيارات, والانقطاع اليومي للتيار الكهربائي, وانعدام الخدمات الصحية حيث تم الاعلان عن ان اعداد المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة قد قارب المائة الف مواطن, اضافة الى تدنّي الخدمات التعليمية.خمس سنوات كانت كافية لإحداث تغييرات نوعية في حياة الليبيين في كافة المجالات لو خلصت النوايا ,مليارات الدولارات اهدرت,كما تم تحويل مليارات اخرى من قبل من توالوا على حكمنا خلال فترة الماضية لأجل استثمارها في الدول التي ساعدتهم في خراب البلد.
لم يصل الليبيون بعد الى حد الخروج على الحاكم الجدد,املا في ان تسفر جهود الخيرين من ابناء الوطن الى حلحلة الاوضاع, علّها تُخرجهم من غيابت الجب التي طال أمدها, ربما يعود من ساهموا في ايصال البلد الى هذه الحالة الى رشدهم,وتتكاثف الجهود لبناء الوطن.

أحدث المقالات

أحدث المقالات