الصحافة العبرية والعالمية تقرأ .. نتائج الانتخابات الإسرائيلية !

الصحافة العبرية والعالمية تقرأ .. نتائج الانتخابات الإسرائيلية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

حاولت الصحف العبرية والأجنبية تقديم قراءة لفوز رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، مجددًا في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية؛ وإقرار القائد العسكري السابق، “يني غانتس”، بهزيمة قائمة “أزرق أبيض”، حيث أنه للمرة الأولى منذ أربعة عقود يتمكن اليمين من الحصول على أغلبية مريحة، حيث حصد حزب “الليكود”، بعد فرز 100 بالمئة من الأصوات، على 36 مقعدًا مقابل 35 لتحالف الوسط، في مؤشر على أن المجتمع الإسرائيلي ذاهب من اليمين إلى اليمين.

يمنح “حماس” ما تريده..

وبحسب صحيفة (غيروزاليم بوست) العبرية، فإن فوز “نتانياهو” يمنح “حركة حماس”؛ ما كانت تريده: “عدو لا يتمكن من إتخاذ خطوات حاسمة، ويزيد في عهدة أمد الصراع وزعزعة أمن الاحتلال الإسرائيلي”.

وقد جاء فوز “نتانياهو”، بعد أسابيع فقط، من تصعيد عسكري مع “حركة حماس” في “قطاع غزة”، فقدت فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي عدد من منازل المستوطنين، ما اعتبره السياسيون تساهلًا في التعامل مع ما وصفتها الصحيفة العبرية؛ “جماعة إرهابية”.

وأكدت (غيروزاليم بوست)، أنه وسط تراخي “بنيامين نتانياهو” في التعامل بقوة مع “حماس”، يخرج جيش الاحتلال معلنًا أنه نجح في القضاء على خطورة حركة “الجهاد” الفلسطينية.

على الرغم من أن “نتانياهو” يصف نفسه بأنه المهتم الأول بالأمن القومي لدولة الاحتلال، إلا أنه – بحسب الصحيفة الإسرائيلية – لا يبدو حريصًا على صراع عسكري آخر مع “حماس”، ما منح الحركة حرية أكبر في كسب نفوذ داخل “قطاع غزة” وشن هجمات أيضًا.

وأضافت الصحيفة العبرية؛ أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأوامر من “نتانياهو” نفسه، كان يدافع أحيانًا على بعض هجمات “حماس” الفلسطينية، حيث برر قصف الحركة لأكثر من 1500 صاروخ وقذيفة من القطاع، في 30 آذار/مارس الماضي، بأنها أخطاء ناجمة عن أعطال فنية في صورايخ “حماس”.

إسرائيل تسير في الإتجاه الخاطيء..

من جانبها؛ حذرت صحيفة (بوليتكين) الدنماركية من أن “إسرائيل” تسير في الإتجاه الخاطيء، مشيرة إلى أن نتائج الانتخابات تشير إلى أنها تدير ظهرها بقوة لعملية السلام، ولحلم حل الدولتين.

وكشفت الصحيفة الدنماركية، في تحليلها، عن أن “بنيامين نتانياهو”، رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، نجح في تهميش الصراع “العربي-الإسرائيلي” خلال السنوات الأخيرة، وأنه “يكذب” للتقليل من أهمية الأزمة، خاصة أن شعبًا بالكامل يتعرض للقمع، مشيرًة إلى أن “إسرائيل” تحولت إلى شكل من أشكال المستعمرات.

السجن ينتظر “نتانياهو”..

وركزت صحيفة (تليغراف) البريطانية؛ على جزئية التهديد القانوني الذي ينتظر “نتانياهو” خلال الشهور المقبلة، مشيرًة إلى اتهامات الفساد والتربح التي تطارد زعيم “حزب الليكود”.

وذكرت، في تقريرها، أنه: “رغم فوزه بفترة حكم خامسة، فإنه ربما يتم النبش، الأسبوع المقبل، في أدلة قضايا الفساد الموجهة ضده”.

وأشارت (تليغراف) إلى مفارقة فوز “نتانياهو” اليوم واحتمالية سجنه خلال العام المقبل.

لا وجود لليسار الإسرائيلي..

في المجمل؛ اتفقت تغطيات أغلب الصحف الأميركية والإسرائيلية على الكارثة التى لحقت باليسار الإسرائيلي، فمجلة (ذا ويك) أكدت في تعليقها أنه: “لم يبق شيء من اليسار الإسرائيلي”.

بينما أكدت (نيويورك تايمز) الأميركية؛ أن “إسرائيل” أصبحت ملك “نتانياهو” بعد أن نجح في الفوز بفترة ولاية خامسة، مشيرُة إلى الأزمة التي تعانيها الديمقراطية الإسرائيلية إثر النتائج.

وكان الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفلين ريفلين”، قد أشار إلى أنه سيبدأ، الأسبوع المقبل، مشاورات مع رؤساء الأحزاب قبل أن يتخذ قراره فيما يتعلق بتكليف تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فيما رجحت المؤشرات أن يكون “نتانياهو” هو الشخص المكلف بالمهمة.

ووفقًا للقانون الإسرائيلي؛ فإن المرشح المكلف بتشكيل الحكومة أمامه مهلة 28 يومًا لإتمام مهمته، يمكن تمديدها بمقدار 14 يومًا إضافيًا. وفى حالة تعثر محاولاته، يمكن للرئيس الإسرائيلي تكليف بديل من المرشحين الفائزين.

صادقوا على بقاء الوضع الراهن..

مجلة (إنترسبت)؛ نشرت مقالًا للصحافي، “روبرت ماكي”، يقول فيه إن الناخبين في “إسرائيل” صادقوا بشكل ساحق على بقاء الوضع الراهن، من خلال إعادة انتخاب رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، الذي وعد ببساطة بإهمال الضغط الدولي المتراجع لإنهاء الحكم العسكري المفروض على ملايين الفلسطينيين، الذين يعيشون دون حقوق مدنية في الأراضي التي احتلت عام 1967.

ويشير “ماكي”، في مقاله، إلى أنه بعد عد حوالي 97% من الأصوات، فإن “نتانياهو” كان في موقع رائد للقيام بتشكيل ائتلاف من الأحزاب القومية في “الكنيست”، بينهم متطرفون عنصريون يريدون نزع الجنسية من غير اليهود، وطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة.

ويلفت الكاتب إلى أنه بمجرد إعلان نتائج الاستطلاع على أبواب محطات الانتخاب، بأن “حزب الليكود” سيكون أحد حزبين كبيرين في “الكنيست”، فإن “نتانياهو” وعددًا من مؤيديه قاموا برفع لافتات “الليكود”، ولافتات تحمل اسم “ترامب”، وسخروا من “الإعلام المنحاز”.

ضم أجزاء من الضفة الغربية..

ويفيد “ماكي” بأن، “نتانياهو”، وعد عشية الانتخابات، الناخبين المتطرفين، بضم أجزاء كبيرة من “الضفة الغربية”، حيث يعيش أكثر من 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات، لليهود فقط، وهي غير شرعية بحسب “القانون الدولي”، والإحتفاظ بالسيطرة العسكرية على بقية مناطق “الضفة الغربية”.

ويجد الكاتب أن “وعد رئيس الوزراء حول ما كان واضحًا، خلال عقد من حكمه، إلى أمر رسمي، وهو أن إسرائيل لا تنوي أن تفي بإلتزاماتها بموجب إتفاقية أوسلو التي تنص على إقامة دولة فلسطينية، وتخطط للاستمرار في حكم دولة واحدة يحرم فيها حوالي نصف الشعب من حقوق المواطنة أو حق التصويت بناء على إثنيتهم”.

ويقول “ماكي”: “يمكن الحكم على حجم الانتصار، الذي حققه نتانياهو، بالرغم من أن الحزب الذي كان يشكل أكبر تهديد له قاده جنرالات سابقون تفاخروا بضربهم لغزة ولم يقترحوا إنهاء الاحتلال”.

استمرار الأمن مقابل التضحية وإنهاء الاحتلال..

ويضيف الكاتب: “كما أوضح الصحافي الإسرائيلي، نوعام شيزاف، الأسبوع الماضي، في نشرة (بودكاست)، لمجلة (972+)، فإن كلًا من حزب الليكود بقيادة نتانياهو ومنافسه حزب أبيض وأزرق بقيادة بني غانتس، رئيس الأركان السابق، خيرت الإسرائيليين للتصويت لصالح الوضع الراهن، حيث يستمرون بالإستمتاع بالأمن الذي يوفره جيش قوي، دون الحاجة في المقابل للتضحية وإنهاء الاحتلال وصناعة السلام”.

وتورد المجلة، نقلًا عن “شيزاف”، قوله: “إذا نظرت الى الاحتلال وأنواع الحلول المعروضة على الإسرائيليين، فإن أوضحها هو حل الدولتين، وأقلها شعبية هو حل الدولة الواحدة.. وعادة ما يتم التعامل معهما على أنهما خيار بين واحد من اثنين: إن لم توفر حل الدولتين فستضطر إلى حل الدولة”.

ويذهب “ماكي” إلى أنه: “نظرًا إلى أن عدد السكان العرب يساوي عدد اليهود في الأرض التي تسيطر عليها إسرائيل كلها، فإن السلام من خلال بلد لشعبين يتمتع فيها العرب واليهود بالحقوق السياسية والمدنية ذاتها سيضمن الديمقراطية، لكنه سينهي مشروعًا صهيونيًا عمره قرن لإقامة دولة يهودية تكون، كما صرح نتانياهو مؤخرًا، مبدئيًا للمواطنين اليهود وليس لغيرهم”.

خيار ثالث..

ويقول “شيزاف”: “لكن أظن أنه في الواقع.. هناك خيار ثالث، لإبقاء الأمور كما هي.. ولنسمه الوضع الراهن.. سينظر الإسرائيليون إلى حل الدولتين بالشكل الذي كان يسوق له في التسعينيات.. وهذا عنى بالنسبة للإسرائيليين الانسحاب من الضفة وغزة، وتفكيك المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية كلها.. وهو ما يعني معركة داخلية وتكلفة مالية باهظة، ويجب أن نعترف بأنها مخاطرة عسكرية؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يتوقع ماذا سيحصل بعد 5 سنوات أو 10 أو 15 سنة من اتفاق السلام، أو ما سيحصل عندما تغادر إسرائيل الضفة”.

ويضيف “شيزاف”: “حل الدولة الواحدة من وجهة النظر الإسرائيلية أسوأ، لأنك تتحدث عن ضم الضفة الغربية وغزة، ونظريًا إعطاء حقوق التصويت للشعب كله بين النهر والبحر، وحينها وفي أفضل حال سترى نظامًا سياسيًا مختلفًا سيكون نوعًا من التعادل، والأسوأ من وجهة نظر إسرائيلية أنه سيكون نظامًا سياسيًا يسوده الفلسطينيون”.

ويوضح قائلًا إن “نتانياهو” واليمين يقولون للإسرائيليين بأن الوضع الراهن “ليس فقط أفضل بكثير من حل الدولة الواحدة أو الدولتين، بل إن بعض الأشياء التي قال الناس إنه لا يمكن تحقيقها إلا بصفقة سلام يمكن تحقيقها بالإبقاء على الوضع الراهن”.

ويرى الكاتب أن: “من الفوائد التي استطاع الإسرائيليون الحصول عليها، من خلال سياسة القوة، هي العلاقات الأقل سرية مع السعودية، والمناورات العسكرية المشتركة في سيناء مع الجيش المصري”.

ويستدرك “ماكي” بأنه: “بالرغم من بعض النجاحات والهيستيريا لدى الحكومة الإسرائيلية، فإن الجهود الفلسطينية فشلت في جعل إسرائيل دولة مارقة، مثل جنوب إفريقيا من خلال حملة المقاطعة الدولية”.

وتشير المجلة إلى أن “شيزاف” يخلص إلى القول: “إذا أخذت هذا كله في عين الاعتبار، فإن الإسرائيلي سيقول إن هناك خيارًا ألا يدفع شيئًا ويحصل على فوائد عملية السلام، وإن استطعت فهم هذا تدرك أن الوضع الراهن من وجهة النظر الإسرائيلية أفضل بكثير من الخيارين الآخرين”.

ويورد الكاتب، نقلًا عن كبير المفاوضين الفلسطينيين، “صائب عريقات”، قوله تعليقًا على فوز “نتانياهو” الآخر وتهديد ضم المستوطنات، إنه من الواضح أن الإسرائيليين اختاروا طريقًا بعيدًا عن حل الدولتين.

إستخفاف اسرائيلي بغير اليهود..

ويجد “ماكي” أن “الإستخفاف المفضوح بحقوق غير اليهود الذين تحكمهم إسرائيل بدا واضحًا يوم الانتخابات، عندما قام حزب الليكود بإرسال متطوعين ليهربوا كاميرات مخفية إلى 1200 محطة تصويت يستخدمها المواطنون العرب”.

ويلفت الكاتب إلى أنه “في صباح اليوم الذي تلا الانتخابات، أفاق الناس في قرية عين يبرود في الضفة الغربية، الذين لا يحق لهم التصويت مثل جيرانهم في مستوطنة أوفرا الإسرائيلية، ليجدوا أن المستوطنين المتطرفين قاموا بكتابة الشعارات العنصرية على جدرانهم وعلى السيارات، وقاموا بتمزيق عجلات السيارات، ورسموا نجمة داوود، وكتبوا كلمة (انتقام) باللغة العبرية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة