17 نوفمبر، 2024 9:31 م
Search
Close this search box.

وزاره ثقافة أم (هيئه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ؟

وزاره ثقافة أم (هيئه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ؟

شمرت وزاره الثقافة العراقية عن ساعديها وانتفضت بعد عرض مسرحي على خشبة المسرح الوطني قدمته فرقة ‏ألمانية مشاركة في إحدى فعاليات دائرة السينما والمسرح، ، معتبرة ‏العرض( قد تجاوز وخرق منظومة القيم الوطنية والأخلاقية والثقافية ومزعجاً لذائقة التلقي العام!!!!!) لاحظ العبارات النارية المنتقاة من ناسك متعبد والحرص النبيل على القيم الوطنية والأخلاقية والذوق العام في بلد أشبه ما يكون بسرك ومجزره لكل هذه القيم …. واصفة ‏الحدث الجلل بأنه( تقصير من قبل إدارة المهرجان، وقد أحيل الموظفون المقصرون إلى التحقيق والمحاسبة…. انتهى الخبر !!!

 بدورنا نتساءل: لماذا كل هذه الضجة ايها السادة في وزاره الثقافة لمجرد عرض مسرحي لم يكن هدفه العري وأثاره الغرائز الرخيصة رغم ان  ذلك المشهد الوحيد  لفرقه مسرحيه أجنبيه هو أمر مألوف او جزءا من السرد او الحكاية التي راعت فيها هذه الفرقة واقع الثقافة والقيم الاجتماعية ألعامه  في العراق وغيرت مشهدا بأخر أكثر منه حشمه بقيمهم لا طقوسنا  وازدواجية شخصياتنا  وإظهارنا لنقيض ما نرغب بمشاهدته…. الا تحفل حكايات إلف ليله وليله والأفلام العربية بمشاهد أكثر عريا مما ظهر على المسرح العراقي وأقام الدنيا وأقعدها؟؟؟؟ وما علاقة الجسد الأنثوي بالقيم الوطنية؟؟؟ بغداد التي كانت تعج بالحياة والحرية والنصب التي يبرز فيها جسد الأنثى إما وصديقه وحبيبه وام شهيد  يراد لها اليوم إن تلبس النقاب الأسود وان تمارس عريها في الكهوف والسراديب وتحني قامتها لمن يحملون المعاول  ويحاكمون التاريخ ويقتصون من تمثال او لوحه لزعيم او شاعر غيبه الموت منذ قرون على غرار ما فعله إتباع الملا عمر بتماثيل بوذا.

.. وهل يستوجب ذلك المشهد كل هذه الضجة و إبعاد احد رواد المسرح العراقي وهو  السيد شفيق المهدي وتجميد وظيفته ومعاقبته ونقله الى مكان أخر بعد فتره قصيرة من عوده الأضواء للمسرح العراقي الجاد بعد غياب قسري طويل …؟؟؟ قد يكون هذا القرار نوعا من سطوه ثقافة الطلقة والساطور وقطع الرؤؤس ووضعها فوق المنابر بعد تلك العاصفة السوداء القادمة من كهوف طورا بورا عبر حلب ودرعا ومرقد ألسيده زينب والتي وجدت ذروتها في نبش قبر( حبر أصحاب النبي  محمد صلى الله عليه واله) الشهيد حجر ابن عدي( رض ) لسبب بسيط ان هذا العرض لم يكن من النوع ألغرائزي الرخيص او حكايات الإثارة  الجنسية المبتذلة التي يشاهدها الكثيرون عبر التسلل بيسر الى  خيمة (العم غوغول) والأشرطة الماجنة التي تباع  مع حبوب الهلوسة على الأرصفة في اغلب مدن العراق وبعض زبائنها يتظاهرون بالزهد والوقار؟؟؟  ولكل يعرف ان جمهور المسرح العراقي  في بلد أصبح عاصمة للثقافة العربية  محدود ويقتصر في الغالب على النخبة المثقفة التي لا يخشى عليها من مجرد مشهد يوحي بالعري في قاعه مغلقه اغلب حضورها من البالغين.. بينما تروج المسارح التجارية لكل ما يتناقض وضرورات بناء الوعي والارتقاء بالذوق وبناء الإنسان الجديد وأشاعه قيم التآخي والديمقراطية واحترام كرامة الإنسان .

 ثم عن أي قيم أخلاقيه ووطنيه وذوق عام  يتحدث قرار وزارة الثقافة او( هيئه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)  والكل يعلم الى أي مدى انحدرت  إليه هذه القيم وتراجعت وتغيرت معانيها ومواصفاتها … ألا يشبه هذا القرار تلك النكتة عن رجل دخل الى إحدى دور العبادة ففوجئ برجل الدين وهو يمارس الفاحشة مع مومس فبصق على الأرض محتجا على سلوكه فصرخ بوجهه رجل الدين قائلا : أتبصق في بيت الله سأنهي الذي انا منشغل به ألان وادعوا الله لينتقم منك !!!
 عن أي قيم وطنيه وأخلاقيه يتحدث كاتب بيان وزارة الثقافة الغيور في وطن  شبه ممزق يقف على برميل بارود ترفع فيه رايات القاعدة وإعلام الإرهاب على المنصات في كبد النهار ويمثل بجنوده العزل بعد ذبحهم  وتحرق جثث الآخرين وتلقى على قارعه الطريق  ويتحول فيه اللصوص والقتلة والسماسرة المباعين ببراميل النفط العربي  والجواسيس الى نخب يقررون مصائر الناس لان بيدهم شراره الحرب الطائفية والتمرد والعصيان  ويجاهر ون دون خجل بوقف إحكام الإعدام بحق مرتكبي المجازر والذابحين والمزورين وإطلاق سراح ذئاب ألحقبه السوداء الذين حرثوا الأرض بالمقابر الجماعية وعفروها بغاز الخردل وتكريمهم وأعاده كتابه التاريخ في خيام قطاع الطرق الذين أصبحوا( صناع قرار) يقررون مستقبل السلام والحرب في دوله تعيش اضعف لحظات قوتها…. لا هم لساستها سوى إبقاء مؤخراتهم على كراسي السلطة  التي ينسحب منها معالي الوزراء ويعودون اليها بعد تنفيذ شروطهم في لقاء أكثر عريا من هذا المشهد المسرحي الخليع وفقا لشروط لعبة الابتزاز وما يحصلون فيها على مكاسب تاركين اثأر أحذيتهم على الدستور والوطن ومصالح الناس وامن البلاد وأحلام الفقراء.
 قد يكون من الأجدر على هؤلاء المتناوحين على الشرف والأخلاق  والقيم الوطنية  ومن لا هم لهم سوى اقتحام  بعض دور اللهو بين الحين والأخر لإشغال  الناس وكسب الأعداء وأثاره صراع وهمي مفترض بين متدينين وعلمانيين كأنه لا تكفي ألدوله والمجتمع كل هذه الألغام والمشاكل والأزمات ….  الاهتمام بدلا عن ذلك  بإطفاء خطاب الفتنه الطائفية عبر تصريحات الساسة الخليعة التي تلاحقنا منذ  سنوات عبر فضائيات وصحف ومحطات يدير بعضها أناس معروفون للوسط الإعلامي بسيرتهم (العطرة) التي تزكم الأنوف دون ان نتحدث عن خفايا تمويلها ومن يرسم سياستها وخطابها الموجه لتمزيق أللحمه الوطنية وتأجيج الفتنه الطائفية…..
. الحفاظ على الوطن وقيمه الأخلاقية وذوقه العام يا وزارة الثقافة يتحقق عبر وضع حد  لبرامج ومسلسلات تبثها الكثير من الشاشات والمواقع المأجورة والمنفلتة التي لا تصلح إلا لترويج العري السياسي والأخلاقي والفكر الفاشي والتحريض على القتل وتسويق مفردات ساقطة لا علاقة لها بأمه تربت على الفكر والاحترام والبلاغة والشعر ودف ألكلمه  والحياء…. عبر أدانه جميع القوى التي تروج في خطابها لأفكار فاشيه او صور وإعلام ورموز لجلادي الشعب وقتلته  وفصول  حقبه النحر على الهوية والتطهير العرقي والقائد الضرورة والدعوة لتكرار النموذج الشامي عنوه في العراق  .. تكريس القيم الوطنية والاخلاقيه والحفاظ على الذوق العام يتم ايها السادة في وزارة الثقافة من خلال قدرتكم على تقديم البديل الواعي القادر على  لجم ومواجهة  منابر الفتنه والدعوة لقتل الأبرياء والشحن الطائفي وإنشاء الميليشيات العشائرية وإطلاق الأوصاف النتنة ضد أبناء البلد الواحد…. في تصديكم الواعي لحماية ملايين الأطفال من ثقافة العنف والتوقف مليا عند حادثه اغتيال الشهيد عميد كليه الإدارة والاقتصاد في الرمادي الذي اغتاله في الفلوجه طفل لا يتجاوز الحادية عشر عاما بمسدس كاتم للصوت درب عليه من قبل سفاحين اندسوا وسط المتظاهرين الشرفاء الذين يطالبون بحقوقهم.

….. بينما المطلوب وطنيا وأخلاقيا من وزارتكم  دعم الأقلام والأصوات التي تسعى لمحاربه الفكر الإرهابي وقطع يد المفسدين و عدم التغطية على اسخن مسلسل فساد وهو  فضيحة أجهزه كشف المتفجرات المغشوشة التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء من العراقيين والمطالبة بتعويضات عنها من الشركة الموردة ومعاقبه المتورطين فيها من المسئولين العراقيين وفق المادة (4) إرهاب وتنفيذ القصاص الرادع بهم لأنهم تلاعبوا بدماء الأبرياء من قوات الأمن والمدنيين لا الاكتفاء بمجرد كبش فداء واحد والحكم عليه بأربع سنوات من السجن او إغلاق ملف صفقه السلاح الروسي بحجه عدم كفاية الادله؟؟؟؟؟  هذه القيم التي توهم قرار وزاره الثقافة انه انتهكت لمجرد مشهد يوحي بالخروج عن العفة يتناسى الالتفات الى سيل المشاكل أليوميه ومعاناة المواطنين من سوء الخدمات والإسراع بإنقاذ ألاف المدنيين في الجنوب الذين تحاصرهم السيول؟؟؟ وتذكر ملايين العراقيين في المهجر الذين يشعرون ان لا جسور بينهم وبين دولتهم باستثناء الجواز والذكريات والأهل والأصدقاء .

الحفاظ على الشرف والخلق والفضيلة ايها السادة رعاه وسياس الثقافة  العراقية لا يتم بتحميل مسئوليه مشهد مسرحي لمدير عام تعامل مع الأمر من رؤية فكريه خاصة قد لا تروق للبعض وقد يكون أصاب او أخطا بل  باتخاذ كل السبل لمنع اللغة الطائفية التحريضية والألفاظ البذيئة التي اعتاد عليها بعض الابواق وصناع القرار والمعميين ومن يسمون أنفسهم بالنخب التي وصلت الى نعت برلمانيات بما لا يليق ان يخرج من فم من هم في قاع المدينة وأبناء الشوارع…..
العري الحقيقي ايها السادة يا سدنه الثقافة الحكومية  ليس عري الجسد فقط إنما في  اعتياد الناس على مشاهد القتل اليومي  دون ان تتحرك فينا مشاعر الشفقة والإنسانية ورفض العنف… حين لا تئن ضمائرنا وتحرق مآقينا ملايين الأرامل والأيتام والمهمشين والعاطلين والمعوقين ضحايا الدكتاتورية والإرهاب…. العري الفاضح إمام الله والضمير والتاريخ والمقدسات  هو  إطعام أسركم من المال السحت المسروق من بيت مال الشعب وتحول الرشوة والسرقة إلى ظاهره اجتماعية… العري الذي يخدش الحياء هو  في التفريط بوطنكم وتقديم حلول التقسيم كلما ظهر خلاف سياسي أو أزمة  ولوي ذراع ألدوله وعدم إنصاف الضحايا والسكوت على الجلادين وعدم إنزال القصاص بهم…
 وقديما قالوا لأخير في قوم شرفهم في فرج نساءهم فقط!!!!

أحدث المقالات