دون تردد استطيع ان اجزم ان القضايا المهمة التي تتعلق بقضايا الفساد المالي واغتيالات الكاتم وكارثة الحويجة ومقتل الجنود الخمسة ،لن تظهر نتائج التحقيقات فيها حتى بعد مرور سنة ضوئية كاملة !
مجموعة كبيرة من اغتيالات الكاتم لشخصيات مرموقة ،لعل ابرزها اغتيال المفكر كامل شياع لم تر النور ولن تراه على الاطلاق ، والحال نفسه مع اغتيال الصحفي هادي الهادي ، والاسباب واضحة وهي ان اصابع كهربائية تقف وراءها ،لذلك يصل التحقيق الى مرحلة ما ثم تختفي الاوراق والشهود فيما تبقى دماءالضحية شاهدة على عصر الكواتم والحقائق الضائعة !
انظروا مشهد وزيرين وهما يرويان تفاصيل كارثة الحويجة ، وكيف راحا يتبادلان التهم علنا وبكذب احدهما رواية الآخر بتفاصيل دقيقة .. حقيقية أم من صنع الخيال ؟ لاندري .. انهما وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ووزير التربية المستقيل محمد تميم ،ثم يدخل نائب رئيس الوزراء صالح المطلك على خط الحكاية ليؤيد هذا ويقلل من مصداقية ذاك ويروي حكاية جديدة فيها من هذا ومن ذاك، فيما ضاعت اللجنة التحقيقية في متاهات الوعود والانتظار والتسويف والتهديد ومنع الشهود والنية متجهة على ما اظن الى ان تغلق الملفات وتقيد “الحادثة”ضد مجهول أو يقدمون كبش فداء لها وكان الله يحب المحسنين!
دلونا على قضية فساد من طراز صفقات الكهرباء الفاشلة قدم “ابطالها” وعرّابيها الى سوح القضاء لنثق ان هناك من بحفظ لنا اموالنا واموال اطفالنا ..
دلونا على جريمة اغتيال على رؤوس الاشهاد قالوا لنا هؤلاء هم القتلة وهؤلاء من يقف وراءهم ويشفون غليلنا بتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل ..
هل عرفنا مليارات الفساد التي ضاعت في شارع المطار والسيارات المصفحة لسواد عيون “قادة”من الدرجة العاشرة في مؤتمر القمة المبجل ؟
هل سمعتم او شاهدتم أو قراتم تقريرا منجزا لاحدى لجان التحقيق في الكثير من القضايا نشر في وسائل الاعلام احتراما لهذا الشعب الذي لم يعد يعرف يصدق من ويكذب من ويثق بمن ؟
لم تعد قرارا ت الحكومة والبرلمان معا بتشكيل لجان للتحقيق مدعاة لسعادة العراقي وفرحه لانه بات يعرف بل ويثق ان اللجان هي حقن تخدير للرأي العام وتسويف ومماطلة ،مع الاحترام الشديد لاصحاب النوايا الحسنة، لكي تنام تلك القضايا هي ولجانها المبجلة ويرقن قيدها بذمة ذاكرتنا الضعيفة أو المنهكة بازدحام الاحداث وتواليها السريع !
هذا النوع من التعامل في قضايا تهم مختلف جوانب حياتنا الامنية والاقتصادية والسياسية وتؤشر لمسار المستقبل ، يدل على احتقار للشعب ووعيه وقدرته ..
يدلل هذا التعامل على ترصد وسبق اصرار على اعتبارنا اناسا من السهل تخديرهم والضحك على ذقونهم وجرّهم الى صناديق الاقتراع لصالح لعبة الكراسي الجهنمية !
ايها السادة اكشفوا لنا لصوص مالنا وقتلة ابناءنا ولاتجعلونا كالفيلسوف الذي سألوه في وضح النار وبيده فانوسا يجول في الشوارع .. عن اي شيء تبحث ؟ فأجابهم .. ابحث عن الحقيقة؟