مهما حرصت على انتقاء كلماتك ، ستجد دوما من يسيء تفسيرها ، هذا ومثله قد وضعته في اهتمامي عندما شرعت بالكتابة مضطرا . كون السنين الاربع قد التفت وتكورت على نفسها وانقضت معلنة عن انتهاء دورة انتخابية للمجلس المحلي ، ومجيء سنين اربع بعدها تبشر بزمن القادمين الجدد ، او جددت لهم الجماهير البيعة في الدورة الانتخابية السابقة . نعم كانت هنالك شعارات وبرامج ووعود ومزايدات ، واكاذيب .. وفي هذه الدورة تكرر ذلك , لم يتغير شيء وكل واحد يقول انا مرشحكم فأنتخبوني حتى من دون ان نعرفه او نخالطه او نختبر افعالة او اعمالة , حتى ان بعضهم لم تراه الجماهير في الحياة اليومية ولكنه زايد وقال : انا مرشحكم ( رغم انوفكم ) وهذا المسكين غير آبه بحكم الصناديق ورأي الجماهير وسمعته ، ( ان الزرازير لم قام قائمها …. توهمت انها صارت شواهينا ) . وانا وغيري الكثير كنا لا نراقب ذلك فحسب . بل كنا نتوقع ونخمن ونحدس ، ونخرص , ونرجم بالغيب احيانا , ونضع ارقاما من تلقائنا لمن يكتسح الساحة . فكانت كل التوقعات تنصب حول حزب الدعوة لاسباب منطقية وموضوعية ، منها على سبيل المثال لا الحصر هو الذي يقود السلطة … وهو الاكثر قبولا بين الناس من باقي الاحزاب الدينية .. وله كل الامكانات المادية والمعنوية … وله الاعلام والصحوات والاسناد ومجالس العشائر , ورؤساء الدوائر والوظائف وله دعاة ومريدين , لهم امتيازات ويرتبط به منظمات الارامل والشهداء والسجناء واهل الانتفاضة وتنظيمات مهنية اخرى ، نقابة المعلمين ، المحامين ، الاطباء ، تنظيمات نسوية ، واخرى طلابية ، وعمالية ، وفلاحية …. الخ ، اذن حساباتنا على تفوقه كانت مبنية على المنطق وعلى الحقائق المنظورة على ارض الواقع ، فكنا نتوقع له ان يفوز باكثر من عشرين مقعدا في محافظة ذي قار .. والحديث هنا ينصب على هذه المحافظة . اما المتحالفين معه فسيأتون باعداد باهتة تدخل ضمن العشرين مقعد ليشكل اغلبية ويتربع على عرش كرسي المحافظ وعرش رئيس المجلس ، سيما وان شعاره حكم الاغلبية . اما التيار الصدري فكان مثلما توقعنا سبعة مقاعد ، الا ان المفاجئة هي في كتلة المواطن في الحقيقة لم يكن العدد الذي حصلت عليه هذه الكتلة يدخل في حسابات المراقبين ، فكان مفاجئة ، وعود الى قائمة دولة القانون جعلنا نتسائل اين الخلل ..؟ هل هو بالمرشحين ..؟ ام بالذين رشحوهم ؟ ام بالذين ساندوهم من عناصر حزب الدعوة ذاته ..؟ حيث من المستحيل ان يكون الخلل في الحزب وقائده وهذا ما يقوله الشارع . وربما يتفلسف احدهم ويقول ( ان اصواتنا اكثر من الدورة السابقة ولكنها ذهبت الى حلفائنا ) هذا التبريرقاصر وغير مقبول سيما وان حزبك يقود القائمة فلابد ان يفوز مرشحوك بشكل ساحق . اما التظامن والوفاء فكما توقعت لهم الجماهير حصل كل منهم على اثنين زائد امراة ، وهذا هو حجمهم ويشكل لهم انجاز ومبارك لهم هذا الانجاز . اذن نعود الى الاسباب .. هل هي البيروقراطية والتعالي والعزلة عن الجماهير في ذي قار ..؟ بل والترفع عن الجماهير ..؟ اذا لماذا ’ فانتم بالامس كنتم منها ويطالكم العوز والجوع والحرمان مثلها . .. لماذا ترفعتم عن جماهيركم ..؟ واعلموا ان ايما واحد وجد في نفسه كبرا الا من مهانة يجدها في نفسه … الم تعرف عندما اشتغلت بالسياسة ان الالقاب لا تكسبك الرفعه– بل الناس من يسبغون عليك الامجاد .. وان السيرة الحسنة كشجرة الزيتون .. نعم انها لا تنمو سريعا ولكنها تعمر طويلا . والا بماذا نفسر حصول الدكتور محافظ البصرة على 130 الف صوت .. ومحافظنا لم يحقق الفوز حتى .. ويحقق محافظ ميسان رقم يقرب من محافظ البصرة .. ورئيس مجلس محافظتنا ينتكس ، مع ان ظروف المحافظات الثلاث متشابهة والتخصيصات المالية متقاربة وكلها مظلومة … !! اذن ماذا يحدث ..؟ نعم الذي حدث ان الجماهير اصبحت لا تصغي لصيحات المضللين الذين يطلقون زوجة من لاينتخب الاسم الفلاني . او يكفرون الذي لا يرشح القائمة الفلانية … هذه الشعبذات امست لا تنطلي على المواطن الذي عرف كيف يثأر لكرامته من الذين انتخبهم وتنكروا له .. او الذين دعوه لانتخاب مرشحي احزابهم واغلقوا ابوابهم بعد الفوز دونه . .! اذا هو الحس الوطني العالي ، والانتماء للوطن ، والثأر من الذين اخلفوا وعودهم .. ودليلي انك لو حللت قائمة دولة القانون في المحافظة المطروحة للانتخابات على سبيل المثال سيتبين لك وطنية المواطن وثأره وحرصه على العراق والمدينة . اما الذين فازوا في هذه القائمة فتأكد ان الانتماء الحزبي هو الذي اوصلهم وليس المواطنين وهذا اكيد . كون العزوف عن الانتخابات كان اعلى من النسبة المعلنة . واننا اذ نسجل هذه الحقائق المّرة على البعض فأرجوا ان لا يستاؤا من كلام اديب ، فكل شيىء ذا كثر رخص الا الادب اذا كثر غلا .. والا ما فائدة القلم اذا لم ينتج فكرا .. او يضمد جرحا او يرقأ دمعة .. او يطهر قلبا .. او يكشف زيفا .. او يبني صرحا لسعادة الانسانية .. فاذن هو الانذار المبكر لانتخابات البرلمان … فعلى كل واحد ان يعرف حجمة من الان وان يحسن علاقته مع اسياده الجماهير ، ليعيش بضمير مطمئن الذي هو خير وسادة للراحة ، حيث من يزرع المعروف يحصد الحمد . نعم هو ناقوس خطر مبكر للاحزاب التي اخفقت والتي تدعي بانها نجحت فقوة السلسلة تقاس باضعف حلقاتها .. اما انك تسير وراء الزمان عندما ضحك لك ، فكن على حذر .. لان الزمان لا يضحك كثيرا .. واعلم اخي السياسي ان من لايمضغه الفم لاتهضمه المعدة .. فلا تتخطى رقاب الناس على انهم فحمة وانت فرقد 00ولا تكلمهم من وراء كتفك وانت مقطب الحاجبين متضايق متذمر 00 انهم من اتى بك الى هذه الرفعه 0 وسعيد من اتعظ بغيره – والحمد لله رب العالمين