23 ديسمبر، 2024 10:18 م

مرسي .. وأمثاله كُثر!!

مرسي .. وأمثاله كُثر!!

أضطر الكثير من المصريين الى التصويت لمرسي خشية فوز المرشح الاخر الذي يعد من اركان نظام حسني مبارك المباد. فالمصريون مع ان موقفهم ليس ايجابياً ازاء حركة الاخوان المسلمين والتي رشحت محمد مرسي لرئاسة الجمهورية في الانتخابات التي اعقبت سقوط نظام حسني مبارك في العام قبل الماضي.. الا ان كثير منهم وجده أهون الشرين اذا ما قيس بالمرشح الاخر محمد شفيق.
طرح مرسي برنامجاً حكومياً، وتعهد بأنه سيلتزم بعد فوزه. وتضمن برنامجه مشاركة جميع القوى السياسية التي شاركت في الثورة ضد مبارك في الحكم الجديد. واقامة الحكم المدني وتعيين نواباً للرئيس من بينهم قبطي وامرأة وشاب بأعتبار ان الشباب كانوا عماد الثورة ضد مبارك.
كذلك تعهد مرسي بالرفاه الاقتصادي والزم نفسه بتدبير 200 مليار دولار من دول صديقة للاستفادة منها في الاستثمار .. و .. و.. وكثير من الوعود لو صدق الرئيس لتغيرت احوال المصريين الى الافضل.
لكن مرسي رئيس الجمهورية تغير بمجرد اعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية. فلم يعين نواباً من الاقباط والنساء والشباب. وبدأ (تخوين) الوزارات ثم (تخوين) المحافظات!! بعد ذلك. واستبدل ضباط الجيش من القادة الكبار بأخرين. وتحول نحو القضاء فطرد (النائب العام) خلافاً للدستور وحاصرت مجاميع الاخوان المسلمين المحاكم كلما عرض عليها قانون يحد من سلطات رئيس الجمهورية. وجاء بقضاة من الاخوان المسلمين لتولي مناصب مهمة في الجسم القضائي المصري.
وكان مرسي قد تعهد في برنامجه الانتخابي ان يعمل على استعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني وخصوصاً حقه في اقامة دولته وعاصمتها القدس. لكن، ما ان فاز مرسي بالانتخابات واطمئن على منصبه حتى ابرق الى رئيس اسرائيل (شمعون بيريز) مهنئاً اياه بمناسبة استقلال اسرائيل وصفه فيها بالصديق العزيز وتمنى دوام النجاح للجارة اسرائيل وتعهد بتوثيق العلاقات بين الشعب المصري والاسرائيلي!
وكان مرسي قبل توليه الحكم وتحديداً قبل جلوسه على كرسي الرئاسة، قد دعا الى تشكيل لجنة عربية واجنبية (رباعية) تتكون من مصر والسعودية وايران وتركيا تتولى حل القضية السورية سلمياً وبعيداً عن اي تدخل عسكري خارجي. لكن مرسي وبأيعاز من السفارة الامريكية بالقاهرة، اعلن الحرب على سورية وسحب سفيره منه وطرد سفيرها، وكشف اخيراً عن عداء طائفي للحليف الستراتيجي لمصر على مدى سبعين عاماً.
خلاصة القول ان محمد مرسي قبل فوزه بالانتخابات كان قد قدم نفسه على انه مدني وليس ديني وانه سيوفر العيش الكريم للمصريين، وانه سيعيد حقوق الشعب الفلسطيني.. غير انه انقلب على كل ذلك بعد ان ضمن كرسي الرئاسة.
يقول سياسيون متابعون لاحداث الشرق الاوسط ان معظم الزعماء الذين تولوا سلطاتهم بأعتبارهم (سياسيين اسلاميون) يكاد يكون الواحد منهم نسخة من الاخر، فمرسي من مصر، وراشد الغنوشي في تونس، وغيرهما في ليبيا، وغيرهم في بلدان عربية اخرى.. كلهم قد عرف عنهم الاستبداد والانفراد والامعان في احتقار شعوبهم.. ولا فرق بينهم وبين الانظمة السابقة! وكأن جينات اولئك المقتولين من الديكتاتوريين او المحبوسين او الفارين قد اورثوها للزعماء الجدد!!