يتصل الشاعر زانا خليل يتصل بالطرق الشديدة الخفايا والتي تؤدي إلى تحريك المفاصل الوهمية في الهوة السحيقة من أعماق الإنسان تلك التي تحدث نتيجة فعل آني غير متوقع أو تحريك ما لمجمل التصورات المكبوتة في أعماق النفس البشرية لإستعادة حريته المطلقة في الكتابة وهو هنا يصل لفكرةٍ لـ (بروتون )تعني من أن الشعر لايرمي إلى إيقاع الوعي في نوع من الخلط غير العضوي إنما إيقاعه في تلك المرحلة التي أسماها بروتون بمرحلة الممالك الثلاث ، وبالقرب من ذلك إشتغل زانا خليل ونصوصه (في مقابل الأبدية )للتخلي عن الصور الكمية للملَكات وكذا لاعلى مفهوم الجزء والكل إنما كان إشتغاله على مخارج الومضات التي تبعث بدلالات متلازمة بحيث يوحي الشاعر بأنه أعد المتلقي للدوران خلف الضوء الشديد الإيهام ضمن زوايا الإنفعال والتي تكون فيها الرؤيا تارة مشوشة وتارة شديدة الوضوح ضمن كَم من الركام العاطفي الذي يحمل معه قوته وأجساده السحرية التي تملك هي الأخرى قدراتها على التلاعب بحالات الظهور والإختفاء في شكل من أشكال تحديث مفردة هنا ومعاكسة مفردة بأخرى أو الجمع بين مفردتين يشتركان في خاصية الإفتراق ثم التقارب أي أن هناك إيصالا ما بين العلاقات الخارجية والعلاقات الباطنية وهو معطى الشاعر لعمليات ( الوعيx اللاوعي ) تحت أنوار الذاتية الكاشفة كما يرى السرياليون في أفكارهم الشعرية التنظيرية ، في مخيلة زانا خليل بيئات مختلفة ، بيئات غير متجانسة، وهذه البيئات الشعرية تمثل مراكز الإستقطاب لحركة المفردات المتنافرة في النص والتي كما ذكرنا تملك خواصها في البعد والقرب والإفتراق والتلاقي والإيهام والتوهم وهذا التشكيل يعني أن هناك خاصية في التحول في الصور الشعرية خصوصا عند إستخدام المؤثر الرمزي الدال الذي إكتسب صفته من فعل المفردة ونوع تاثيرها ضمن المشهد الشعري أو من لحظة حفزت ضرورتها في وضع علاقة ما بين طرفين متقابلين ليسا بالضرورة أن يكونا من الأحياء بل شحنهما الشاعر بطاقة شعرية ما جعلهما من ضمن الموجودات الحية لتأخذ هذه الموجودات في نشاطها ماتستطع لبلوغ التجاور مع مايراه الشاعر مناسبا لنصوصه وهو شكل أخر من أشكال توسيع البناء الغامض والذي ذكرناه في البدء ويقوم على رغبة معتمة لبلوغ حاجة نفسية معتمة رغم أن المشهد الشعري يشير الى كيانه الصريح وهذه النقلات التي تؤسس لإستقطابات متعددة توصل الإرتباطات الضوئية بعضها مع البعض وهو مايؤمن خلق مساحة كاشفة ذات أبعاد ثلاثية تتكاثف في ضوئيتها كلما توالد النص الشعري أثناء عملية الخلق فالتعبير هنا يعني أن هناك قوة نافذة تشير الى مستوى من الدمار الداخلي مع بقاء الأشياء في تناقضاتها الجدلية فالعقل مثلا لدى زانا خليل يُشير ويقترح لكنه يُهزم بالنهاية وهذا المفهوم شبيه بالمفهوم الذي إتفقا عليه إيلوار وبريتون من أن النص (هزيمة العقل ) وكذا من أن هناك شعور ما بأن الشطحات المقننة لدى الشاعر تأخذ شكلا منظما رغم ندرتها ولها أبعادها ونظامها الهندسي في نقطة ما قد تكون نقطة للتلاقي ضمن الإرتدادات الزمانية لمجمل نصوصه التي تملك وصفها المطلق وتأويلها اللامحدود :
في غرفه
تُشبه التابوت
وفي فندق
باب غرفه ،،
إن الإحساس بالإيجازفي النص يعني الإحساس بالتكاثر وكذا يعني أن الكتابة بتنوع بيئاتها تكون خارج معطياتها وهي شي أي الكتابة شئ من الهلوسة العقلية المكبوحة ، شئ من الإختلال البصري ، شئ من كيميائية الكلمة والتي تهئ منطقة ما تنفلت عندها الحواس ويكون عندها إكتساب اللذة وارفا ليتم التعبير عن إنتصار النرجسية ضد مناعة الأنا وكأن زانا خليل قد هضم البيان الأول لبريتون في مفهوم الكتابة الآلية تلك الكتابة التي على نقيض من قوانين الأدب كافة فهي لاتستبعد أي نوع من سبق التصميم بل تنفي أي رقابة للوعي لتلتقي بدافع غريب صادر عن اللاوعي وأن كان هذا الدافع وعياً بعينه :
قرب تمثال لأحد المدمنين على الــ (لوتو )
راكب ظهر سلحفاة ما
مقابل بسمة مجنون ما
مقابل أبدية وهي تغطي عيوننا بالنعاس
في مقابل المقابل
أعزفكِ
وأكتبكٍ أنا
إن الإحتفاظ بالظواهر فوق المألوفة يحتاج إلى إدراك طرقها التقنية التي تخلقها التموضعات النفسية وهو مايؤكد على أن هناك رسالة ما وهي رسالة يرسلها الشاعر لنفسه في جدلية الوحي الذي هبط بالأسطورة المبهمة والجميل هنا أن مجال الإيهام في نصوص الشاعر مجالا مدركا ضمن مفرداته لكنه لن يكون مدركا ضمن مايقع بوجدانية الشاعر ووظيفة شعره ،جراء ذلك يقدم الإلتباسُ جوهَرَهُ لتتعدد الإرساليات والهدف من ذلك الإستمرار للمحافظة على قوة التركيز ووحدة المجانسة في عموم النص ومن خلال ذلك يتم التقاط مجرى الضرورة في الوهم الإنساني والذي يقع في مركز ما من المكان ذلك المكان الذي رآه زانا خليل في باب غرفة وفي غرفة تُشبه التابوت ،
هامش / زانا خليل / شاعر من كوردستان العراق ،
يكتب باللغة الكوردية
نصوص / لــ زانا خليل
ترجمة / كريم ده شتي