خاص : ترجمة – محمد بناية :
الاثنين الماضي؛ وفي خطوة غير تقليدية تتعارض مع المعايير الدولية وواقع المشهد العالمي، استهدف “البيت الأبيض”، جيش “حراس الثورة الإسلامية”، الذي هو مظهر الشرف والقوة والأمن الوطني لـ”الجمهورية الإيرانية”.
وهذه الخطوة الأميركية، المستقبحة، جديرة بالدراسة والتحليل. بحسب “حميد رضا آصفي”، المتحدث الأسبق ياسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (غام غم) الإيرانية الصادرة عن هيئة الإذاعة والتليفزيون.
المعايير الأميركية المزدوجة..

تأتي هذه الخطوة؛ على مشارف إجراء الانتخابات في الأراضي المحتلة كنوع من دعم رئيس الوزراء الصهيوني الحالي. ولا يمكن أن نتجاهل هذا التوقيت المتزامن أو اعتباره من قبيل الصدفة.
ولطالما ساند “الحرس الثوري”، باعتباره عضد القوة الإيرانية، “جبهة المقاومة” ضد المطالب التوسعية لـ”الكيان الصهيوني” والراعي الأميركي. لذلك فـ”الولايات المتحدة” و”الكيان الصهيوني”، الجريح بصدد المواجهة بعد الفشل في فرض السيادة على الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وتحاول “الولايات المتحدة”، بتبريراتها المضحكة، ركوب الرأي العام العالمي. فالإدارة الأميركية، التي هي ملاذ للتنظيمات الإرهابية الإيرانية، وغير الإيرانية، في موقف لا يخولها الحديث عن مكافحة الإرهاب.
ففي الوقت الذي غضت فيه الإدارة الأميركية الطرف عن جنسية المتورطين في حادث 11 أيلول/سبتمبر السعودية، وكذلك جرائم “الكيان الصهيوني” الإرهابية في المنطقة، وكذلك إعتداء الحكومة السعودية الواضح، ليس فقط في “اليمن”، وإنما حتى على رعاياها خارج السعودية، (مثل جمال خاشقجي)، تتبنى تبريرات لم تجد مطلقًا أي آذان صاغية في العالم.
أسباب التهور الأميركي..
والسبب الرئيس في الخطوة الأميركية الأخيرة؛ هو الفشل المتعدد في منطقة غرب آسيا، وتحديدًا “سوريا” و”لبنان” و”العراق”. لذلك هي بصدد الانتقام لتلكم الخسائر المتكررة.
كذا تزامن الخطوة الأميركية مع توطيد علاقات الأخوة بين “طهران” و”دمشق”، وكذلك “طهران-بغداد”، والمخاوف من ظهور محور جديد للمقاومة في المنطقة، هو من جملة أسباب الإجراء الأميركي ضد “الحرس الثوري”.
من جهة أخرى؛ نجاح زيارة الرئيس الإيراني إلى “العراق”، وما ترتب عليها من إنجازات إيجابية، تلاها زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى “إيران”، زاد من عصبية “الولايات المتحدة” أكثر من أي وقت مضى.
وهي، بأوهامها الباطلة، بصدد الحيلولة بكل الطرق دون تقارب دول المنطقة وسقاية بذور التخويف والتشاؤم في المنطقة، والتي كانت قد غرستها قبل فترة طويلة.
يأتي هذا الإجراء؛ في ضوء الموقع الأميركي العدائي حيال “سوريا” وموقفها الأخير من “مرتفعات الجولان”، وكلها سلسلة من إجراءات جهاز السياسة الخارجية الأميركية يتزعمها، “مايك بومينو” و”جون بولتون”.
لكن الإدارة الأميركية؛ بهذه الخطوة، لن تتوقف على طرف، وإنما ستؤدي إلى تنامي موجة النفور من “الولايات المتحدة” في العالم الإسلامي، وتعاظم “جبهة المقاومة” وتضعيف المكانة الأميركية المهزومة في المنطقة.
ويتعين على “الجمهورية الإيرانية” الاستفادة من جميع أدواتها وإمكانياتها في فضح وإفشال هذه المؤامرة.
وفي هذا الصدد؛ فالإجراء المضاد والضغط على “الولايات المتحدة الأميركية” هو من جملة آليات المواجهة بالمثل مع “الولايات المتحدة”. ولابد من حشد جميع أجهزة ومؤسسات “الجمهورية الإيرانية”، بما فيها جهاز الدبلوماسية والتشريع والقضاء، للرد على الإنتهاكات الأميركية للحقوق الإيرانية في العالم.
هذا بخلاف الحوار الجاد مع “أوروبا” و”الصين” و”روسيا” وتحذير هذه الأطراف من عواقب هذه الخطوة غير القانونية بشكل أكثر صراحة ووضوحًا. ويجدر الإلتفات إلى ضرورة أن تنبع المواجهة ضد “الولايات المتحدة الأميركية” عن موضع قوة وذكاء ووعي وعناية بحساسية المسألة والثقة الكاملة في النفس، لأن تجارب الماضي أثبتت أن المرونة مع “أميركا” إنما تسببت فقط في غرور ة وأنانية وإحساس “أميركا” بالتفوق.