انسحب الصدريون من حكومة نوري المالكي الاولى واوكلوا له مهمة اختيار وزراء بدلاء عنهم. لم يعد احد منهم لا نادما ولا مندوما.. لم يخضع لصفقة او لترهيب او ترغيب ولا خان دما ولا .. بطيخ. المجلس الاعلى الاسلامي تخلى عن طيب خاطر عن منصبه السيادي الرفيع (نائب رئيس الجمهورية الذي كان يشغله الدكتور عادل عبد المهدي). ولو بقي عبدالمهدي نائبا اول للرئيس حتى الان لكان اليوم في ظل غياب الرئيس جلال طالباني عافاه الله وانعم عليه بالصحة رئيسا للجمهورية بالوكالة طبقا للدستور. لكن الدكتور عادل استجاب لقرار المجلس وتخلى عن هذا المنصب الرفيع ولم يعد لا بصفقة “بائسة” ولا غير بائسة ولم يخضع لا لترهيب ولا لترغيب ولم يخن دما ولا .. مشمش ورقي.
وعندما اتفق المجلس بزعامة السيد عمار الحكيم ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري على فك الشراكة بينهما ابقوا , ظاهرا على الاقل, مسافة من الود والاحترام المتبادل بدون كذا وكيت. لم يؤثر عليهم احد ولم يخضعوا لا لترغيب ولا لترهيب ولا خان احدهم دماء الشهداء ولا .. قيمر السدة. انسحب النواب والوزراء الكرد بنوع من “صولة الفرسان ” عائدين الى اربيل والسليمانية ودهوك. ولم يدر بخلد ايا منهم النظر الى بغداد “لحظة الزعل” حتى لو قيل له ان “جدك السابع عشر” ينتظرك في حي الاكراد بمدينة الصدر. ولم يعد منهم احد لا للبرلمان ولا للوزارة ولم يخضع لا لترهيب ولا لترغيب ولم يخن دماء الشهداء المؤنفلين ولا .. لبن اربيل. عادوا عندما “صوكروا” النقاط السبع “نقطة تنطح نقطة” التي تم الاتفاق عليها بين المالكي ونيجرفان البارزاني.
اما دولة القانون فـ “بهي , بهي” . لو قال لهم المالكي “ذبوا ارواحكم بالشط” لتسابقوا اليه زرافات ووحدانا “لايسالون اخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا”. ماسكون للسلطة بيد من حديد وخشب وصاج وما “ينطوها”. وحدها القائمة التي فازت باعلى الاصوات. تنسحب من الباب فيعود بعض النواب وبعض الوزراء من الشباك. تعترض من الشباك فتخرج منها الحرة مرة والبيضاء مرة اخرى. وفي الانتخابات المحلية الاخيرة تشظت الى عدد من الكتل. المفارقة انها كلما هددت بالانسحاب خسرت نوابا ووزراء سرعان ماتصدر بحقهم بيانات باعتبارهم باعوا القضية, وخانوا دماء الشهداء.
انا لا الوم من عاد منهم بعد الانسحاب الى الحكومة او البرلمان لسبب بسيط هو ان عودته تشبه “الجندي الفرار” الذي يعود نادما لوحدته العسكرية حيث يبقى مكسور الخاطر امام زملائه والعريف والنائب الضابط وامر السرية .. بل الوم القائمة التي يبدو ان قيادتها “لم تجيك” جماعتها بشكل “مضبوط”. والا لما فجعنا يوميا ومع اول دوي انفجار يذهب ضحيته عشرات الشهداء بوزير عائد واخر يمهد للعودة الاسبوع المقبل هازئين بدماء هؤلاء الشهداء مثلما تقول البيانات.. وكأنك يا .. ابا حمزة ما غزيت.