موسيقى واغانٍ ودبكات اشورية سريانية ملأت فضاءات قاعة الرباط في دائرة الفنون الموسيقية، تواصلا مع فعاليات مهرجان أكيتو الثقافي بدورته الثالثة، والذي يستمر ليومين، للإحتفال برأس السنة البابلية التي اقامها اتحاد الادباء والكتاب في العراق / المكتب الثقافي السرياني بالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب السريان، برعاية وزارة الثقافة والسياحة والآثار صباح يوم 2019/4/9.
وباللغة الآشورية كانت انطلاقة الاحتفالية بعرافة الاعلامية الاشورية اقداس ويترجمها الى اللغة العربية الاعلامي فابيان نؤيل قائلا: من رحاب الحضارة التي انطلقت من رماد ماضيها وكنزها ومقياس عظمتها، اليوم يتجدد اللقاء بكم في المهرجان الجماهيري لأعياد اكيتو وبدورته الثالثة حيث تتعانق الارواح القادمة من ارض السلام عينكاوا، بغديدا، كرمليس، القوش وكركوك وكل المناطق بكل ماتحمل من نكهة الاشتياق الى عاصمة الامجاد، وبالتزامن مع اعلان مكتب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عن تغيير اسم ساحة الاحتفالات ببغداد باسم بيت اكيتو، يسرنا ان نحتفل واياكم بهذا العرس الجماهيري تعبيرا عن وحدة الشعب العراقي.
بعدها وقف الحضور لقراءة النشيد الوطني باللغتين العربية والسريانية، فيما قدم الامين العام لإتحاد الادباء والكتاب في العراق ابراهيم الخياط كلمة اثنى فيها على جهود مكتب الثقافة السريانية في اتحاد الادباء لتنظيمهم مهرجان (أكيتو) الثقافي بدورته الثالثة بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتّاب السريان.
مشيرا الى ان الشعب يحتفي بثلاثة أحداث مبهجة) فاليوم هو التاسع من نيسان، ذكرى سقوط الدكتاتورية الغاشمة البغيضة، أعتى نظام دمويّ، وأحزننا أن يسقط بيد الاحتلال، ألا لعنة الله والشعب على الغزاة وعلى مَن فتح لهم الأبواب، صدام الذي طغى) مضيفا الى ان اليوم كذلك أُطلق اسم “أكيتو” على ساحة الاحتفالات الكبرى وسط بغداد، وهي المناسبة التي تشكل الحدث الثالث في اقامة المهرجان، كما دعا في كلمته الى ضم صوت اتحاد الادباء الى صوت مكتب الثقافة السريانية وصوت اتحاد الأدباء والكتّاب السريان في استحداث مديرية في وزارة الثقافة باسم المديرية العامة للثقافة السريانية.
اما كلمة اتحاد الادباء والكتاب السريان فقد القاها رواند بولس رئيس الاتحاد، قائلا (ان احتفالنا اليوم في بغداد حاضرة التاريخ هو استحضار وتواصل مع ارث عريق وثري بمعانيه ومدلولاته) مشيرا الى ان اجدادنا القدامى يحتفلون سنويا، شعبيا ورسميا بهذا العيد وبانتظام وبمراسيم مهيبة وطقوس متنوعة لمدة 12 يوما في بابل ونينوى وبمشاركة الجميع بعفوية وحيوية من عامة الشعب والكهنة والملوك والفنانين. مؤكدا على ان هذه الاحتفالات والطقوس تعكس مدى حرص الانسان الرافديني على الارض وخصوبتها وانتماءه العميق الى وطنه. مضيفا: (هكذا وقبل الاف السنين كان سلوك الانسان الرافديني بهذا النبل والحرص، فأين نحن اليوم في ظل كل هذا التحضر والتمدن والرقي مابالنا ومابال حكامنا وكيف تستقيم الأمور). وفي ختام كلمته شدد على ان الاحتفال بعيد اكيتو في بغداد هو خطوة على الطريق الصحيح، مثمنا دور وزارة الثقافة والسياحة والاثار المتمثلة بشخص وزير الثقافة الدكتور عبدالامير الحمداني، مؤكدا على مقترح الاتحاد بأهمية اعتماد اكيتو عيدا وطنيا سنويا تحتفل به جميع البلاد من خلال مهرجان دولي لمدة اسبوع.
اشور ملحم مسؤول المكتب الثقافي السرياني قدم كلمته باللغة الاكدية الاشورية، والتي كانت ترجمتها (بمناسبة احتفالات اعياد اكيتو نبعث تحياتنا، ونتمنى ان يكون الشعب دائما بحياة سعيدة ونرفع ايدينا سوية للصلاة ونقول المجد لله في العلا وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة الى ابد الابدين.
وفي لقاء مع معاون مدير دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم فقد اكد على استمرار دائرة الفنون الموسيقية في نهجها لاشاعة الفرح وترسيخ الهوية الوطنية عبر الإبداع والتنوع المجتمعي والثقافي، في اقامة مثل هذه الفعاليات الفنية.
هذا وقد استمرت الاحتفالية بتقديم الشعر السرياني والاغنيات الشعبية السريانية وانتهت بفقرة الدبكة الفلكلورية والتي شارك فيها عدد من الحضور تماهيا مع الاجواء الطربية المفرحة.