23 ديسمبر، 2024 11:33 م

نظرية الطماطة – 2 / الجانب الا علامي

نظرية الطماطة – 2 / الجانب الا علامي

تجاوزت هنا التسلسل للمواضيع التي يمكن التكلم عتها وقفزت الى الجانب الاعلامي وذلك  لتوفر حدث حي وقع في سوريا الا وهو  نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي (رضي الله عنه) من قبل مجموعات تشير كل الدلائل على ان من قام به المجموعات السلفيه المتطرفة  رغم عدم وجود دلائل قطعيه في هذا الاتجاه وعدم تبني اي مجموعة مثل هذا الامر الشنيع وانما هي تشابه افعال قامت بها مجاميع متطرفه بافعال مشابهه في مناطق مختلفه من العالم الاسلامي.
     هذا الحدث وظف بطريقة طائفية بحتة من قبل كتاب في الصحف وكذلك  تناولته فضائيات معروفه وجيشت الافواه والاقلام  وكان ليس هناك شاغل لنا الا ماحدث لقبر هذا الصحابي الجليل من تدنيس لا يختلف اثنان من ذوي العقل على شناعته لانه مس بحرمة الاموات اولا وتعدي على مكانة صحابة رسول الله محمد (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم). وربما لم يسمع به احدا من هؤلاء  من قبل اولم  يحفظ في ذاكرتهم  ولعلهم عادوا فنبشوا التاريخ ليكتشفوا ان الصحابي الجليل من انصار الامام علي عليه السلام فكان رد الفعل عاطفي يلعن ويشتم ويوزعون اسهمهم يمينا وشمالا مستحضرين  التاريخ الى الحاضر وكااننا امة ابت الا ان تقف عند حدود تلك الفترة التاريخيه وتقييدنا باحداثه.
  لم نسمع لتلك الافواه والاقلام اية ردود فعل ثورية تجاه ما تتناوله افواه فضائيات معروفة واقلام مسمومه  يوميا من نبش لسيرة صحابة رسول الله  , تنبش سيرة ابو بكر وعمر وعثمان و عبالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وخالد بن الوليد وطلحه والزبير وابو عبيده وزوجات رسول الله  عائشه وحفصه واخريات رضي الله عنهم جميعا   و لكن لا تثيار حمية هؤلاء !.
   لم نسمع لهؤلاء كلمة في نبش 600 عائلة عراقيه من اهلنا في  واسط والعمارة ممن نكبتهم السيول الناتجة عن المطر المحلي والسيول القادمه من ايران الجارة والتي جرفت معها الاف الالغام لتشكل تهديدا صريحا لاهلنا. ترى ما كان ليفعلوا كتابنا الاشاوس لو كانت هذه السيول قادمه من  تركيا او السعوديه؟!!! حينئذ كنا سمعنا عن سيول تكفيريه تامريه قطريه اسرائيليه. حقيقة لبس لدينا دليل عن التوجيه المتعمد للسيول من ايران الى العراق رغم سوابقها بتوجيه املاح البزل الى جنوب العراقي في ابي الخصيب ولكن حتى ذلك الغعل لم يثار من قبل الكتاب الناظرين بعين واحده . لذلك نقول لهؤلاء طماطتكم صفراء لا تستخدم في اعداد المرق العراقي.
   كتب كثيرا وسمعنا كثيرا عن سعيد اللافي وعن مندسين وارهابيين في ساحات الاعتصام وهذا ليس عيبا اذا كان المقصود منه التحذير من تطور الامور الى ما لايحمد عقباه والخوف على الوطن وامنه شرف كبير على ان يكون متوازن الطرح وهذا مالم نلمسه بكتابات وتعليقات الكتاب انفسهم اللذين انبروا لحادثة النبش الشنيعه. ودليلنا على ذلك لم ينبس احدهم بحرف او كتابة كلمة لما قاله زعيم عصائب اهل الحق في مهرجان وتحت تغطية  واسناد حكومية واضحة من تهديد ووعيد وكان لديه مخازن اسلحة الحرس الثوري الايراني فالرجل قالها بصراحة ( صيروا عقال ترى اني اكدر اوصلكم حتى لو كنتم في بروج مشيده او مناطق محصنه او سيارات مصفحه والحكم الحكم وين ما صرتوا وحتى اللدول التي ممكن تكون وراكم احنه راح نستهدفهه  وترى احنه اصحاب حلم جميل) بعد شلون يصير الارهاب احمر اصفر!!!!  ومن قبله قالها ابن بطوطه البطاط اين اصواتكم واين اقلامكم؟
  في الجانب الاخر  تنطق اصوات نشاز اخرى وتحشد طائفيا وتصرخ وتتباكى ووسط كل هذا تشيك الصالح مع الطالح وتساهم من حيث تدري او لا تدري بتضييع حقوق حقيقيه للمتظاهرين تعاطفت معها شرائح المجتمع العراقي الشعبيه الغير مؤدلجه والتي رات حقوقها ايضا في هذه المطاليب, ولكن لاسباب عدة منها ذاتيه واخرى موضوعيه لم تستطع ان تعبر عن مساندنها باكثر مما ابدته وربما يتطور الى وضوح اكثر, بعد ان تفرز هذه الاعتصامات فيادات سياسيه اكثر نضوجا ووضوحا وعزيمة وامهر قيادة واحسن تنظيما بعد فسح المجال للنخب الطليعيه لتولي زمام الامور وان لم تخلى من ذلك .
ان الحماس والاندفاع لاستحصال الحقوق لا يكفي مالم يعزل النفعيين واصحاب الاهداف الخبيثه والمغامرين وانتاج قيادة وطنيه واعية للمظاهرات ثابتة الخطى واضحة المطالب قادرة على ايصال المطالب مؤمنة بها وقادرة على الدفاع عنها حواريا وثقافيا  الى ذلك الحين تبقى هذه الاعتصامات مثلها مثل الطماطة الزرقاء تحتاج الى دفيء لاحمرارها ونضجها.