اليوم خرج القسم الأكبر من أهالي محافظة نينوى تلبيةً لنداء السادة أعضاء خلية الأزمة المحترمون.لم يخرجو أطراً أو بطراً ولكنهم خرجوا ليقولوا للعالم أجمع نحن اهل نينوى الأصليين بكفائاتنا العلمية بقادتنا العسكريين بفلاحينا وعمالنا بكل مذاهبنا خرجنا نحمل مكنسة التنظيف لشوارعنا ومدينتنا الجميله التي عانت الأمرين نتيجة الحروب ..خرجنا نحمل المكنسه بشيعتنا وسنتنا مسلمين ومسيحيين شبك واكراد وعرب وتركمان توحدنا مكنسة التنظيف بعد أن فرقتنا اوساخ السياسة وهمومها ..خرجنا من حمام العليل وتلعفر والحمدانية وسنجار والقيارة وتلسقف والشورة وبرطلة وبعشيقة وكل اهالي مدينة الموصل ونحن نلبي طلب اللواء نجم الجبوري والدكتور مزاحم الخياط واللواء الركن حمد النامس .خرجنا لاتراقبنا النزاهة ولامفتشين عموميين وانما غيرة ضمائرنا على مدينتنا هي رقيبنا الاول والاخير.خرجنا ولم نفكر بالدولار وانما بالانسانية فقط..
خرجنا ولم نشاهد اي عضو برلماني أو وزير في هذه الحملة لان حمل المكنسة بالنسبة لنا شرف وبالنسبة لهم شيء معيب ..
كنت اتمنى أن أرى كل المسؤولين الذين صعدو على اكتافنا منذ عام 2003 ولحد الآن ليغسلو كل ذنوبهم بحمل هذه المكنسة الشريفة .وعسى أن يتذكرو هذا الشارع المملوء بالغبار والذي اوصلهم الى ماهم عليه ….
نعم أيها القائد العسكري نجم الجبوري واخوك اللواء الركن حمد النامس …نعم أيها القائد المدني الدكتور مزاحم الخياط ..رأيتمونا ونحن ننظف مخلفات الحرب لنعلن للعالم أجمع اننا رجال سلام في مدينة السلام ..نحب السلام.. وسلام على من اتبع السلام …
لاتلومونا اذا بكينا على مدينتنا فهي معشوقتنا وكل عاشق يحب أن يرى معشوقته بأبهى واجمل صورة…اليوم نحن سندكم بتنظيف المدينة وغداً نحن سندكم بالإعمار فلاتحرموننا شرف المشاركة من ذلك ..
أن اهلكم في الموصل سوف يتذكرون هذه الأيام ويكتبونها في اسطر التاريخ عن علاقة الشعب بالمسؤول …اليوم نسينا نهائياً انكم رموز سلطة وعرفناكم رجال خدمة لأهالي هذه المدينة التي مازالت جراحها تنزف رغم مرور ثلاث سنوات على انتهاء الحرب فيها …
نعم والف نعم لكل من حمل مكنسة الشرف هذا اليوم ولا والف لا لكل من قضى ليلته في مضاجع الليالي الحمراء في عمان واربيل .وهو محسوب على هذه المحافظة .ولن يرحم التاريخ بعد هذه الصحوة الموصلية كل من تسول له نفسه للوصول على اكتافنا .فغبار الشارع الموصلي اليوم البسنا عباءة العز والشرف .عباءة المواطنة الصالحة والكرامة والحرية.. فهنيئا ً لكل من حمل مكنسة التنظيف هذا اليوم طبيباً كان اوطالباً استاذاً جامعياً أو معلماً
للقوات الأمنية اوعاملاً فلاحاً اومهندساً أو موظفاً …ولم يتردد أو يستحي من جبروت النفس لحظة واحدة ..
وسلاماً على أصحاب المكانس وهم يسطرون…اروع ملاحم التنظيف لشوارع مدينتهم مدينة الحدباء