هناك دعوات لتمكين الشباب، وجعلهم يمسكون مفاصل الدولة المهمة، لذلك ندعوكم لأطلاق العنان لأفكاركم ونرى هل يستطيع الشاب العراقي تحمل هذه المسؤولية؟
لنتخيل ان رئيس الجمهورية العراقي، شاب عشريني، شعره “سبايكي” يلبس بنطلون ضيقا نسبيا لونه اخضر مع حذاء يميل للأحمر وجورب قصير، وقميص زهري، وهو يمشي بخطوات ثابتة على عزف حرس الشرف.. ممكن تخيل الصورة!
دعونا نتخيل رئيس الوزراء شاب ثلاثينيا، وفي اجتماع عسكري مهم تتصل عليه خطيبته، فيقطع الاجتماع ويتحدث معها، ثم يترك الإجتماع لأنها غاضبة منه لعدم شرائه دبا أحمر في عيد الحب..(لا انتصرنه)
أو لنتصور أن وزيرا عشرينيا، لم يستطع الحضور لاجتماع مجلس الوزراء، لأنه كان طيلة الليل يحاول انقاذ زميلته من الموت في لعبة البوبجي وتأخر في النوم!
شاب بالمواصفات التي تخيلناها بعقولنا نحن “الشيبة” لا يمكن أن ينجح في إدارة نفسه، كيف سيستطيع إدارة بلد! فهو اتكالي متمايع، منشغل في لبس الإكسسوارات الغريبة، أما ألوان ملابسه فكل جزء منها بلون مختلف وغير منسجم مع الآخر، و يصرف مبالغ كبيرة على قصات شعره، مع استخدام كميات كبيرة من الجل.
قد نستغرب كيف يطرح البعض مشروع تمكين الشباب،وتسليمهم بلد؟! له تاريخ لألاف السنين.
لنتوقف قليلا، ونضع أنفسنا بمكان الشباب ولنفكر بعقلهم، ونتسائل إذا تمكنا من تسلم مناصب عليا في الدولة، هل سننجح في إدارة البلد؟ هل سنستغني عن الترف واللعب والجل “والحبيات” وننشغل ببناء البلد؟
الوضع مخيف ومربك، فالمسؤولية كبيرة، والتحديات ليست سهلة بتاتا.. لكن هل تلك المخاطر أكبر من خطر داعش؟ وهل اللعب والملابس أغلى من الروح؟
فهؤلاء الشباب سرعان ما حلقوا رؤوسهم، ولبسوا ملابس الموت وهبوا للدفاع عن البلد، لمجرد سماعهم الفتوى عندما تعرض البلد للخطر، ومن يشكك في ذلك، ليس عليه سوى زيارة النجف الاشرف، ومقبرتها العظيمة ليرى صور الشهداء، التي وضعت على جنتهم في الارض، ويرى كيف كان هؤلاء الشباب قبل الالتحاق لقتال داعش.
الشاب العراقي، دائما يملئ المكان الذي يوضع فيه، فمن العدل أن نعتقد لو قدر للشباب ان يتمكنوا من ادارة البلد، لا ينجحون في أدارته فقط، انما سيبهرون العالم بنجاحهم.
ليجرب اي منا، ويطلب المساعدة، ستجد العشرات يضحون بأنفسهم من اجل انقاذه، وحتما ستجد اغلبهم شبابا عراقيين.
لا تظلموهم.. فهم يستحقون الفرصة، فربما يكون الخلاص على ايديهم..من يدري؟