18 نوفمبر، 2024 3:47 ص
Search
Close this search box.

الشعوب دائماً تنتصر

الشعوب دائماً تنتصر

من البديهيات أن  الحق كل الحق في الثورة مع الشعوب  عندما تحس بالضيم والظلم من طرف الانظمة الجائرة المستبدة والمتعنصرة والغارقة في وحل التعنصر والطائفية، ونهب الثروات وتسخيرها لخدمة احزابها وتياراتها دون ان تقدم شيئ للمواطن غير الاقوال التي لاتستند الى افعال تذكر،تكون الثورة حقا شرعيا بالنسبة الى الشعوب اذا ما بلغ الانتقاص من الكرامة حدا لا يمكن السكوت عنه. وتستكمل الثورة شرعيتها عندما تتم بطرق مدنية متحضرة وبأشكال نضالية سلمية مثل الاضراب والاحتجاج والمسيرات والمقاطعة والعصيان. ولكي يتم المحافظة على قيم الثورة يجب أن تبنى السياسة الرشيدة على احترام مبدأ الكرامة وعلى معاملة طيبة للناس ومساعدتهم في سبيل تحقيق آدميتهم٠
ما حصل في مصر خلال التئام القليلة الماضية حقيقه يصبح درساً لكلك الشعوب الأسلاميه ، لأنهم استطاعوا من إبراز القوه للشعب الذي حاول التكفير تمزيقهم ، وأعطى درسا قيما لكل شعوب المنطقة وجرعه من القوه أن تقول لا لحكام التسلط والجور ٠
جاء انتصار شعب مصر في إزاحة مرسي عن كرسي الرئاسة استكمالاً لإرادته في إسقاط مبارك، تمسكاً برفض ما يتعارض مع ارادته وتوجهه نحو حكم ديمقراطي يترجم التصاقه بالحرية والعدالة والمساواة ، ولم يلتفت الإخوان، ولا سيما مرسي، لذلك التاريخ المجيد والعريق بتجاهل ما يختزنه الشعب من قدرات تطيح بأية سلطة تجدف عكس تيّار مشاعره الملتزمة بمواكبة عصر التطور والتقدم وطي صفحة التقوقع والانكماش، وما أصاب الاقتصاد والحياة الاجتماعية من ركود ومعاناة على مدى سنة فقط، إضافة الى تشريعات ووضع دستور لا يتفق مع ما هو عليه شعب حضاري يمتاز بالمعرفة وبُعد الرؤية للبقاء في موقع اتخاذ القرار العربي، وما يجب ان يكون عليه الموقف الدولي من قضية فلسطين وتحرير الأرض.
وكان جهلاً التفكير، ولو للحظة، بأن ثورة الشعب المتجددة بالملايين يمكن تخطيها، كما في بيان التمسك بالحكم، واعتباره نتيجة انتخابات ديمقراطية، وقد جاء الإدراك متأخراً وأدى بصاحبه إلى الاعتقال والإقامة الجبرية لرموز ملتفة حوله، وهذه خاتمة طبيعية لمن يعتبر نفسه ذا قدرة على الاستمرار في نهج العودة بالبلد إلى الوراء والظلامية وليس بمقدور حاكم أو سلطة الانتصار على الشعب سيّد السلطات، وقد أكدت ثورة الأيام الأربعة على هذه الحقيقة التاريخية، وأثبتتها بإزاحة من ابتعد عنها بمظاهرات ملايين المواطنين بعد ثلاثة أيام.
وكما هو جيش مصر وطنياً وقومياً وأكثر اقتراباً من النّاس، كان طبيعياً أن يستمر دعماً وتضامناً مع الشعب، وقال كلمته الحاسمة بكثير من الوعي واستشراف آفاق المستقبل، إذ جاء قراره الحازم والحاسم بعد مشاورات مع الفاعليات السياسية والدينية ليأتي موقفه معززاً بإرادة شمولية أنهت عدم الأخذ بمطالب الثورة وعدم التنبه لإزالة حكم الفرد، واستطراداً محاولة أخونة من ينفتحون على العالم بإيجابية واحترام متبادل ومصالح مشتركة.
وما بقي غير مفهوم، هو الموقف الأميركي، الذي أعاد إلى الذاكرة شعار «الفوضى الخلاقة»، بدليل عدم المبالاة بما يراق من دماء ويُزهق من أرواح وزيادة التدمير، ولا يكون التبدّل في هذا النهج إلا بعد فوات الأوان، والثابت هو انتصار المبشّرين بفجر عربي جديد، فالذي حققه شعب وجيش مصر يُعيد الثقة بتحقيق دول الربيع العربي طموحات أبنائها وآمالهم.

أحدث المقالات