22 نوفمبر، 2024 9:40 م
Search
Close this search box.

مطربةُ الحي تصالح جمهورها

مطربةُ الحي تصالح جمهورها

ترد لفظةُ مطربة الحي للتعبير عن الشيء الذي لا يروق لأهلهِ رغم إستحسان الآخرين له.
وتعود تلك المفردة إلى أيام العباسيين، حيث ورد عن أبي الفرج الجوزي ومن باب المصادفة كانت أبياته شكوى من جماعة من أهل العراق اختلف معهم لأمرما حيث يقول:

عذيري من فتيةٍ بالعراق قلوبهم بالجفا قُلَبُ

يَرون العجيبَ كلامَ الغريب وقول القريب فلا يعجبُ

وعذرهم عند توبيخهم مطربة الحي لاتطربُ.

وهي أيضا منسجمة مع العبارة الإنجيلية بنفس المعنى واختلاف اللفظ (لا كرامة لنبي في قومه)، أي إنَ الشخص لا يلاقي الاحترام والتقدير..

لقد شهدت الأسابيع الأخيرة حراكاً ملموساً للدبلوماسية العراقية باتجاه الجوار الإقليمي والدولي بغية تحسين العلاقات مع دولٍ تبنت مواقف سلبية تجاه الشعب العراقي بناءً على تصوراتٍ معينة كشفت المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية بطلانها.

هذا الحراك نابع من حرص الحكومة على ضرورة التحرك نحو الآخر وإزالة الضبابية وسؤ الفهم الذي انعكس سلبيا تجاه القضية العراقية برمتها.

رغم ان العقل والمنطق يدعو للترحيب بتلك الخطوات عسى ان تكون مفتاحاً للحل وإزالة المعوقات أمام عودة العراق للحضن العربي وما يقابل ذلك من انفتاح تلك الدول، يترجم إلى تمثيل دبلوماسي وزيارات متبادلة وإقامة مشاريع تخدم البلد، خصوصا والعراق بحاجة إلى من يمد له يد العون كونه خرج للتو من معركة حاسمة مع عصابات داعش وما خلفته من دمارٍ شامل للبنى التحتية في المناطق التي كانت مسرحا للقتال، إلا أننا نلاحظ التعاطي السلبي من الإعلام الذي يفترض به أن يكون داعماً لخطوات الحكومة، نراه على العكس من ذلك حيث لغة التشكيك بنوايا تلك الدول وإطلاق الأحكام المسبقة على مواقفها، يرافق ذلك التقليل من حجم وتأثير السياسة العراقية وعدم فاعليتها بوصفها مسلوبة الإرادة أنها لا تملك سلطة القرار.

هذا الأمر لم يعد مشجعا لأغلب الدول المراد وِدَها، حيث يمنحها ذريعة مجانية للإعتذار عن التعامل بإيجابية مع ما يُطَرح على طاولة النقاش والتفاوض ناهيك عن إرسال رسالة رمادية عن تشتت الموقف السياسي .

إن ذلك من شأنه ترسيخ فكرة الولاء للخارج التي تُتَهم بها السياسة العراقية والقائمين عليها ، كون تلك المواقف صادرة من جهات تحمل الصفة الشرعية بلحاظ حجمها البرلماني.

هذا التعاطي السلبي أيضا يتم بنفس الطريقة والمنهجية مع القضايا المحلية إذ تحاول تلك الجهات بمواقفها السلبية التغطية على النجاحات التي حققتها الحكومة والتي يعتبر الإنسجام بين مؤسسات الدولة وتنامي الوعي المجتمعي وإندثار النزعة الطائفية من اهم مصاديقها يضاف إليه عدم إتخاذ المواقف بناءً على اللحظة الإنفعالية.

أحدث المقالات