في تحدٍ صارخ لكل القوانين والأعراف السياسية يحافظ محافظ البصرة(أسعد العيداني) على عملين في آن واحد، فهو محافظ البصرة(وهذا المنصب دسم، فإذا منصب محافظ الموصل وصل سعرة 300 مليون، لعد البصرة شلوووون؟!)، وكذلك نائب في البرلمان العراقي(لا متيه هاي ومجلب بذيج).
مجلس محافظة البصرة بدوره(بعد ما ملوا) أمهلو العيداني 72 ساعة لحسم موقفهِ(لو محافظ لو نائب) لكن العيداني ولسان حاله يقول: (يمدلولة شبكَى بعمري؟ غير الألم والحسرة، جسمي عايش ابغداد وروحي ساكنة البصرة)، عندها كان لا بُد من تدخل وسيط لحل المسألة…
كنتُ اريد الوساطة لكن غلبني النعاس فنمتُ، ورأيتُ(خير اللهم اجعله خير) صادف تلك الليلة نزول الشاعر السياب من منصتهِ(بعد ما غركَـ من المطر وخاف من السيول توصله، كَال اشوف مكان أختل بيه) واذا بهِ يجد المحافظ جالساً يولول مع نفسه، فخاطبه السياب: هل انت مثلي نزلت لتبحث عن مكان تختبئ فيه؟ فألتفت إليه المحافظ وعرفه(أهووو هذا الداوي شجابه؟) قال: لا.. (أنت عشت فكَر ومتت فكَر مدري شلون سوولك تمثال، وحتى تمثالك فكَر محد يوصله، كلها كَاعده يم المتنبي) البصرة كُلها لي! قال السياب فمالك تجلس ها هنا؟!(جنك ططوه) من أنت؟ قال: أنا المالك الشرعي للبصرة، قال السياب: مه ومن باعك اياها؟ قال: يا سياب مالك والسياسة؟ لقد قضت على حياتك، فهل تريدني أن أقضي على تمثالك؟ إذهب وعُد إلى منصتك وإلا نسفتك في شط العرب؛ فهقه السياب مستهزءاً وقال: لكن ماذا ستقول للناس؟ وكيف ستبرر لهم فعلك هذا؟ قهقه المحافظ وقال: نؤطره كما أطرنا سوابقه، أقول لهم: تمثالك صنم وأنت وثن والأصنام والأوثانُ من سنن الجاهلية، وقد حرمها الاسلام، ويجب نسفك كما نسف موسى النبي عجل السامري؛ فركض السياب مهرولاً عائداً الى منصتهِ والمطر يضرب أُم رأسهِ، وهو يردد ويقول: مطر مطر مطر… الناس في خطر… فالسيل في النهر… والموت في سقر…
فذهب المحافظ يتمشى رافعاً مظلتهُ، وإذا بفارس وجواد يتجهُ نحوه، فقال: السلام على والي البصرة، فرد عليهِ المحافظ: وعليك السلام(هذا النوب الخبل منين)، ماذا عندك؟ فقال الفارس: إني أحمل لك رسالةً من الزبيرين. فقال: ماذا جاء فيها؟ قال الفارس: الخليفة يأمرك بأن تعلن البصرة إقليماً مستقلاً، وأن تهيج الرأي العام على ذلك، معتمداً على الشرقية، ولا عليك فقد تم الدفع.
بقي شئ…
ماذا سيفعل مجلس محافظة البصرة إن لم يستجب العيداني لطلبهم؟!(“حرام” كما قال المثل: بيت انغمش هدو هدو، وصلو باب الحوش وردو)
…………………………………………………………………………………….