قال محدثي قرأت الكثير عن ما يكتب هذه الايام عن آل سعود وهي في مجملها تجنّ على الاسرة الحاكمة التي يشهد لها الغرب قبل العرب بأنها قمة في الاعتدال ونبذ التطرف ,أ ليست هي حاضنة الاراضي المقدسة وتقوم بخدمة ضيوف الرحمن على مدار السنة وتوفر لهم الامن والأمان وكافة سبل الراحة في سبيل تأديتهم الفرائض,أ لم تقم السعودية بإنشاء المساجد والمراكز الاسلامية في كافة دول العالم لأجل نشر الاسلام والتعريف به في تلك الدول التي يدين بعض سكانها بالوثنية,ثم انها لم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد,اما عن دخول قواتها الى البحرين فإنها تلقت دعوة من الاسرة التي تحكم البلد منذ عقود لفض المظاهرات والاعتصامات التي تقوم بها فئة من الشعب,ورغم ذلك فهي لم تستخدم العنف كالآخرين وإلا لكانت اعداد القتلى والجرحى بالآلاف ولقضي على التمرد في حينه,ومن ثم ذهابهم الى اعمالهم لبناء الوطن,بدلا من التجمهر وقطع الطرقات وعرقلة حركة المرور,قلت اما كان لها ان تقف على الحياد في البحرين والافرقاء هناك سيصلون حتما الى حل .
لم تشارك المملكة في احداث الربيع العربي في كل من ليبيا ومصر وتونس بل دعت الى واد الفتنة وعدم الخروج على الحاكم وعندما تطورت الامور وأصبحت حياة الشعوب لا تطاق وسقوط عديد القتلى والجرحى سارعت الى استضافة بن علي حيث يمكنه ان يعتمر ويحج ليغفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، اما مبارك فانه لم يستجب للدعوة وآثر البقاء في مصر على الرحيل وهو يعاني اليوم ما يعانيه من مرض وكبر السن ولم يعترفوا له بخدمته في حرب اكتوبر، وهو لا يزال حبيس أربع جدران. وعلاقتها بتنظيم الاخوان هي علاقة مصالح فهي ايدت السيسي في انقلابه ومنحته وديعة غير معروفة الاجل لغرض الوقوف في وجه الامريكان الذين لوّحوا بوقف المساعدة عن مصر.
قلت وماذا عن الشأن السوري الذي اجج مشاعر العرب اجمعين، فكيف للمملكة ان تساند الاخوان في سوريا وتقطع عنهم المدد في مصر؟ كيف لها ان تؤسس منظمات ارهابية لقتل الشعب السوري او لنقل الجزء الذي يقف مع النظام، ان تلك المنظمات التي تمونها السعودية وتمدها بالسلاح اخذت تقتل على الهوية، وتسعى الى احداث فتنة طائفية في بلد شهد له العالم اجمع باحترام كافة الاديان والملل ولكل الحق في ممارسة شعائره، انني لا أجد تبريرا في تسمية فئة ما بالضالة واعتبارها ارهابية بينما تساعد المملكة تلك الفئة في اعمالها الاجرامية بحق الشعب السوري، فهل نحرم ونحلل على هوانا ام ان هناك معايير يجب ألا يختلف عليها اثنان عاقلان في زمن قلّ فيه العقّال.
أ لم يذهب آل سعود الى اماكن صنع القرار “موسكو وبكين”من اجل اسقاط النظام السوري بكل الوسائل، حيث عرضوا شراء اسلحة بمليارات الدولارات وإبرام عقود لتنفيذ مشاريع تنموية بالمملكة، لكن الشيوعيون الكفرة كفروا بآل سعود وما يأتي منهم، وما الاحداث التي شهدتها روسيا مؤخرا بمنآى عن السعودية والعصابات الاجرامية التي تدربها، أ ليس الروس كفرة فجرة في ذهنية آل سعود الى عهد قريب؟
وأخيرا ما تقوم به العصابات التكفيرية في لبنان, أ لم تتبنى حركات تمونها السعودية تلك الاعمال التي اودت بحياة العديد من ابناء الشعب بمختلف اطيافه,أ ما نرى آل سعود يجاهرون بمعاداة فئة من الشعب اللبناني ومحاولة تهميشها وهي تعلم ان هذه الفئة هي التي حررت جنوب لبنان من الغاصب الذي لا يزال يحتل فلسطين وقدمت العديد من ابنائها بين شهيد وجريح ومعوّق,أ ليس الشيعة في لبنان وبمساعدة ايران “الشيعية” وسوريا التي اصبحت في نظرهم “علوية”, هم من احدثوا توازن الرعب مع العدو فلم نسمع عن صولات العدو وجولاته التي كان يقوم بها بين الفينة والأخرى.
أما كان الاجدر بحكام السعودية ان يسعوا الى الصلح بين الافرقاء في سوريا لما فيه خير البلد والأمة، او على اقل تقدير الوقوف على الحياد كما تفعل العديد من الدول، فالسعودية ليست جارة لسوريا حتى يمكن القول بان النظام السوري يحاول ان يصدر أزمته الى المملكة او ان هناك عائلة او قبيلة تقع على الحدود بين البلدين فرق شملها الاستعمار الغربي بترسيمه الحدود بحيث يمكننا ان نعطي مبررا للسعودية في ان تؤازر تلك القبيلة او العائلة بفعل العامل القبلي والضغط الشعبي.
تلكم بعض مكرمات آل سعود، فليمسكوا عنا مكرماتهم، وليتركونا وشأننا فإن توقف الخارج عن التدخل فحتما سيصل ابناء الوطن الى تفاهم، كفا الله المنطقة من شر آل سعود ومن يدور في فلكهم.