23 ديسمبر، 2024 9:07 م

ماهي جريمة السيد كمال الحيدري ؟

ماهي جريمة السيد كمال الحيدري ؟

لم يرتكب االسيد كمال الحيدري إثماً ..كل الذي فعله هو أنّه أراد الإصلاح والتجديد  ، وهو أمرٌ فعله من قبل العديد من الفقهاء والعلماء والفلاسفة المسلمينعبر التاريخ الماضي والحاضر .. فلماذا قامت الدنيا ضدّه ولم تقعد حتى الآن ، وتم وضعه تحت مقصلة التجهيل والتفسيق والتضليل والخيانة ؟!!.
كان السيد كمال يدرك جيداً  ( وهو الباحث المتمرس  ، والفقيه المنفتح ، وأستاذ الفلسفة والمنطق في حوزة قم ) ، صعوبة مهمّـــة تنقية التراث الإسلامي من العقائد الفاسدة ، والأفكار الشاذة ، والروايات الكاذبة ، والتأويلات السقيمة ، وتطهيره من أدران الغلو ، والتدليس ، والتلفيق ، والتطرف .. لكنّه لم يتردّد أبداً ،وأخذ على عاتقه القيام بهذه المهمة المقدّسة بجرأة وشجاعة وصبر وعلمية رصينة .
بالرغم من أنّ السيد كمال قد قوبل في البداية بعاصفة من التهليل والمديح والتمجيد ، عندما كان يحرث بقوة ومهارة في بطون الفكر السلفي ، ويطيح بأوثانهومغالطاته في قناة الكوثر الفضائية ، حيث أثار ظهوره عليها إعجاب وتقدير الكثيرين الذين صاروا ينظرون إليه كبطل شيعي استثنائي تنحني له الرؤوس ، ويُفرش السجاد الأحمر ، بمجرّد ورود اسمه في ثنايا الحديث ! .. لكنه ،وياللأسف الشديد، عندما حوّل مسار محراثهصوب التراث الشيعي ، عازماً تطهيره هو الآخر مما علق به من أدران .. تنكّر له مريدو الأمس ، وكشّروا عن أنيابهم ، وانهالوا عليه بسيل من الإتهاماتوالأراجيف التي لها أوّل وليس لها آخر !! .
قبل سنوات قرأت كتاباً لمفكرعراقي شاب  يُدعى ( عبد الرزاق الجبران ) ، قال في مقدمته أنّ الحقيقة ليست بعيدة ، لكن الأسماء تبعدها ، ولذلك علينا – كما قال – (( أن نبحث عن الحقيقة خارج الأسماء .. قد نجد شيئاً منها لدى بوذي ، قد نجدها مع صعلوك ، مع إنسان دون صلاة ، خارج المعبد .. خارج الفقهاء ، خارج الفلاسفة .. ) . إذن هي التابوات المقدَّسة التي يتحصّن خلفها دعاة التحجّر والإنغلاقوالمذهبية ، حيث يرفضون أي محاولة للخروج على قناعاتهم الحديدية حتى وإن جاءت من أصوات من داخل قلاعهم نفسها .. ولذلك فليس من الغريب أن نراهم يرفعون أسلحتهم المحرمة في وجوه دعاة الإصلاح والتجديد أمثال السيد كمال الحيدري .
تحية من الأعماق لسماحة السيد كمال .