يسعى المنغمسون في مشروع خميني من الشخصيات السياسية والدينية والميليشياوية العراقية الى إسباغ أوصاف وصفات غير إعتيادية بالمرة على النظام الايراني عموما وعلى قادته ومرشده الاعلى خصوصا، علما بأن هکذا أوصاف ليس بوسع وسائل الاعلام الايرانية ذکرها بحق النظام ومرشده الاعلى، ولکن في العراق کما هو معروف فإن الامر مختلف تماما، إذ يبدو إن هٶلاء إيرانيون أکثر من الايرانيين أنفسهم!
عندما يتحدث عضو الهيئة القيادية في المجلس الأعلى الإسلامي صدر الدين القبانجي، يوم الخميس الماضي، ن افشال مخطط أميركي لوضع شخصيات معينة في الحكم في العراق، لافتا إلى أن احزاب اهل البيت أثبتت قدرتها على تغيير اي مسؤول من رئيس الوزراء فما دون. ويشدد على أن”امريكا كانت تجهل قدرة الامام خامئني وتاثيره على الشعب العراقي وصنع المعجزات” وإن العراق”سيبقى مطيعا لمشروع الامام خميني حتى ظهور المهدي.”، فإنه يٶکد أمرين وبصورة في منتهى الوضوح، الاول، بأن درجة التدخل الايراني السافر في العراق قد وصل الى حد لايسمح فيه بإختيار أية شخصية سياسية عراقية في المناصب الحساسة إذا لم يتفق ذلك مع رغبة والنظام الايراني وميوله. والامر الثاني هو التهويل الفريد من نوعه في وصف المرشد الاعلى عندما يخفه القبانجي ب”صانع المعجزات”، وهو ماسنأتي عليه لاحقا في مقالنا هذا.
بالتأکيد نحن نتفق مع الشق الاول لما قاله القبانجي وليس لنا أي مٶاخذة بشأنه، فنفوذ النظام الايراني في العراق من القوة والرسوخ بحيث لايمکن أن يصل الى مصافه ومستواه أي نفوذ آخر، لکننا بخصوصا زعمه بأن خامنئي”صانع المعجزات”، فإننا نتساءل؛ أية معجزات هذه؟ وهل يمکن أن يدلنا أو يحدد لنا نماذج من تلك التي حققها للشعب الايراني؟ بطبيعة الحال من أهم المعجزات التي حققها صانع المعجزات هي؛ إنه تمکن من أن يمحو الطبقة الوسطى في الشعب الايراني ويجعل أکثر من 50% منه يعيشون تحت خط الفقر. کما إن من معجازته الکبيرة الاخرىة التي صنعها إنه نجح في تجفيف بحيرة أرومية وجعل إيران تعاني من مشکلة التصحر. ومن معجزاته الاخرى؛ إنه جعل النظام الايراني متورطا بتدخلات سافرة في العديد من البلدان العربية وبأن يسبغ على النظام الايراني صفة”أکبر راع للإرهاب في العالم”، وطبعا القائمة تطول وتطول ولايخفى على أي لبيب ماتحقق لإيران من تقدم وتطور في العهد الميمون لصانع المعجزات التي لازالت مستمرة ويشار لها بالبنان من سائر أرجاء الدنيا!