قبل ان ينبس اعضاء المفوضية بتلاوة الكتل الفائزة في انتخابات مجالس المحافظات استحضرني شريطاً من التأمل عندما استوزر الشيوعيين بعض الوزارات مثل مفيد الجزائري ورائد فهمي ومهدي الحافظ او بعض وكلاء الوزارات او مدراء عامين وكان على رأس قائمة الحزب (ابو داود) يجلس في مجلس النواب ويصدح بخطابه المملح بالوطنية والمدافع على الحق بكل صوره… كانوا هؤلاء نخبة من الصدق والضمير حيث كانوا محط لمحبة الناس حتى اسماهم الشارع (حزب الشرفاء) حزب النزاهة… ومع موروث سياسات حزب البعث وبعض المتخلفين من رجالات الدين واصحاب رؤؤس الاموال كانت سموم العدى توجه التهم دون حق او ضمير بل انها جناية اتت على سنوات العراق بالضيم والتخلف.
ووصل الامر بشاعة عندما وقف المعاديين للعملية الديمقراطية والوقوف بجانب ارادة الناس باختيارهم عندما لم يشرعوا او يصوتوا لقانون انتخابات يحمي اصوات الشعب وفي لحظة شجاعة تنادى الشيوعيين ومن معهم من الاخيار مطالبين بتعديل او تشريع قانون جديد من خلال المحكمة الاتحادية وما ان اصدرت المحكمة تأيدها واصدار قرار يلزم البرلمان اصدار قانون انتخابات وقبلوا ذلك مكرهين امام ارادة الشعب فكان قانون سانت ليغو ساعتها نهض الشيوعيون يلملمون هذا النهوض للبدء بالمشاركة بانتخابات مجالس المحافظات ومع ضعف الامكانات وامام المال الذي اغدقته القوى المتنفذة والجالسة على سدت الحكم اضافة لثقلها في المؤسسة الامنية والعسكرية ومؤسسات المال وتواجدهم بالقرب من المفوضية الا ان قاطرة الشيوعيين والديمقراطيين الشرفاء كانت ترصد الجموع وتوجه خطاب المحبة خطاب لبناء العراق لوحدته للديمقراطية للسلام.
ومع كل ما ورد جاء ممثلوا المفوضية ليدلوا بفوز القوائم المدنية والديمقراطية ليبزغ فجرجديد من النصر لهذه القوى التي طرزت نضالها بالدم وتشردت في اصقاع العالم.
ثمانون عام وعاد (الثيل) يعشق الارض ليزيدها اخضرار … آه على صبر الشيوعيين كم كان الحلم جميل وكم اصبح لهذا الفرح طعم.
زغردي يا أمهات الثكالى والشهداء والمنفيين زغردي يا أمي تحت التراب فرفاق ابنك انتصروا وعادوا يغنون (يا أمي لا تبكي علي) مرحى لكم هذا النصر وليفرح شعبنا بهذا الشيخ الذي عاد شاباً.