منذ ان ان انهت حماس اتفاق التهدئة استشعرت غباء قرار كهذا حيث ان من يتخذ قرار بانهاء اتفاقية او وقف لاطلاق النار او هدنة يجب ان يكون قد درس امورا عدة ، منها انه يجب ان يكون بموقف اقوى من الخصم ليجابه رد فعل الخصم على هذا القرار. كذلك يجب ان يكون على علم بمواقف اعضاء مجلس الامن العشرة غير الدائميين اضافة للخمسة الدائميين ، هل تصب في صالحه ام لا ؟ وايضا يجب ان يحترس من ردة الفعل السريعة للخصم بضرب قواته فيقوم بتمويهها واعادة انتشارها وافراغ المقرات الدائمة لها . فهل فعلت حماس ذلك ؟
اولا – باعتراف حماس فأن اسرائيل تملك قوة جوية ومدرعات ومدفعية متفوقة لا على حماس التي لا تملك شيئا من ذلك بل على جيوش المنطقة كلها ، كل ما تملكه حماس هي صواريخ دعائية عديمة الاثر ( حتى انها اقل اثرا من صواريخ فأر العوجة المقبور) وعدد من الرشاشات والاربي جي ، الشيء الوحيد الذي كانت تتميز به حماس وتتفوق به على اسرائيل هي الروح القتالية للمقاوم الفلسطيني ، وهذا ايضا ضحت حماس بقسم كبير منه في اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي نتيجة غباء قادتها بعدم تمويه مقراتهم بعد انهاء التهدئة والدليل على غبائهم هو تصريح احد قادتهم في الليلة الاولى للعدوان بأنهم اخذوا على حين غره ، فهل كان هنية وشلته يتوقعون من عدو معروف بالقسوة أن يتوسلهم لاعادة الهدنة .
لربما يقول قائل ما فائدة التهدئة وغزة محاصرة منذ اشهر ، اجيبه نعم كان لابد من انهاء التهدئة ولكن بدهاء السياسي المتمكن حيث تقوم المقاومة بعمليات تدفع اسرائيل لنقض التهدئة بدون ان تعلن حماس ذلك لتكسب اعلاميا على الاقل حيث اننا اليوم نعيش عصر الاعلام.
ثانيا – هل تطلعت حماس ودرست موقف المجتمع الدولي قبل اتخاذ اجرائها بانهاء الهدنة . ان نظرة بسيطة لاعضاء مجلس الامن الخمسة عشر تدل بل تؤكد استحالة استصدار قرار لصالح الفلسطينيين . وما يزيد اتخاذ القرارات غباءا ان مجلس الامن استصدر قرارا بوقف اطلاق النار رفضته اسرائيل فور صدوره ، فما كان من غباء قادة حماس الا ان رفضوه ايضا ، اما كان الاجدر بهم ان يصمتوا ليظهروا في مجلس الامن ان اسرائيل هي المعتدية وهي التي لا تريد السلام ؟ والادهى من ذلك يطلع علينا هنية ليذكرنا بالفكر الصدامي المقيت قائلا (لو ابيدت غزة فلن نستسلم) أهذا فكر قادتنا ؟ اهذه حنكتهم ودهاء سياساتهم ؟ ان مقولة هنية تذكرني بمسرحية البير كامو (الافواه اللامجدية) . اسمحوا لي ان اختصرها لكم لتحكموا على انتصار هنية وشلته .
تحكي المسرحية عن قلعة يحاصرها الاعداء لمدة طويلة فتشح مؤونتها فيعرض الامر على قائد القلعة فيأمرهم بقتل الافواه اللامجدية ليوفر طعامهم وعند سؤالهم عمن تكون الافواه اللامجدية ، يجيبهم انهم العجزة الذين لا يستطيعون القتال فينفذ الامر ويقتلوا ويستمر الحصار ويتكرر السؤال ويرد نفس الجواب ويقول ان الافواه اللامجدية هم الاطفال الذين لا يستطيعون القتال وينفذ الامر كذلك وتتكرر القصة ثالثة ليأمر القائد بقتل الافواه اللامجدية التي هي النساء اللواتي لا يستطعن القتال ، وفي نهاية المسرحية نشاهد مقاتلين من المدافعين عن القلعة الصامدة يتساءلون عمن نقاتل ومن اجل من ؟ لقد فقدنا تاريخنا الذين هم آبائنا وفقدنا حاضرنا اللاتي هن نساؤنا وفقدنا مستقبلنا الذى هو اطفالنا . اندافع عن الحجر ؟ انه لا يستحق دمائنا فيفتحوا ابواب القلعة ليدخلها الاعداء بدون قتال .
هنية هنيئا لك ضحيت بالافواه اللامجدية دفاعا عن الحجر الذي هو عندك الكرسي و…..
سلاما عليك يا غزة التي اختطفها اولادها واستباحها اعداءها .
سلاما الى كل طفل وامرأة وكهل كبير راح ضحية عدو حاقد وابن عاق .
سلاما لكل مقاوم راح ضحية خداع قادته .
اما من بقي في غزة فاقول لهم يا اهلنا ابصقوا بوجه العرب الذين حضروا لمشاهدة مسرحية البير هنية الجديدة سواء من شاهدها من قطر او من شاهدها من الكويت فالاثنين فردتي حذاء واحد واسألوا ممثل المسرحية الفاشل عن ثمن النصر الذي يدعيه .
وسلاما عليك امة الاعراب.