23 نوفمبر، 2024 10:32 ص
Search
Close this search box.

اسرائيل والازمة السورية وموقع العراق منها

اسرائيل والازمة السورية وموقع العراق منها

ان الازمة السورية تختلف عن الازمات في دول عربية اخرى والتي تحولت بفعل (الربيع العربي) . اذ حاول الاعلام ادراجها ضمن هذا المفهوم ، وهي بحقيقتها ليست ربيعا عربيا ، انما تأسيسا لدولة جديدة تعبر عن الحرب الطائفية (العالمية) التي اندلعت وانطلقت من الشرق الاوسط .
هذه الازمة ليست سورية محورها انما هي وسيلة للوصول الى المحور الرئيس وهو العراق ، الذي تعد ساحته هي المعركة الفاصلة ، ما اذا اندلعت فيه لا سمح الله ، لاسباب كثيرة اهمها انه مركز التشيع وعدم تقبل بيئته للتطبيع مع الكيان الصهيوني كما تقبلت بيئات عربية اخرى هذا التطبيع مثل دول الخليج .
فحتى لو كانت هناك انفاس في داخل العراق ترغب بهذا التطبيع الا انه لا يمكن ان يحدث ولا يمكن ان يعلن عنه ، لان الشعب العراقي زق زقا كرها وبغضا لهذا الكيان الغاصب ، انسجاما مع ثقافته المبنية على نبوءات اهمها اعتقاده بظهور الامام المهدي عليه السلام الذي سوف يتخلص من هذا الكيان .
ولا أأتي بشيئا جديدا عندما اقول ان هذه الحرب يقف ورائها الكيان الصهيوني ومن يقف معه من دول اجنبية وعربية ، الا ان سبب رمي هذا الكيان ثقله باشعال الفتنة والحرب في سوريا ، كونه وصل الى قناعة بصعوبة اندلاعها في العراق ، الذي مر بتجربتها في عام 2005 الا ان الله وقاه منها ، لذا فانه لجأ الى سوريا لتكون منطلقا لهذه الحرب لكي تصل نارها الى العراق ، ولاسباب ، منها الجيرة العراقية السورية ، ولوجود مقدسات كثيرة للشيعة في سوريا ، وهذا الامر ظهرت بوادره بقيام التكفيريين في سوريا بنبش قبر الصحابي حجر ابن عدي ، لاثارة مشاعر الشيعة والتدخل بصورة مباشرة في الازمة السورية .
واعتقد ان هذا الاسلوب هو الاسلوب الذي سيتبعه التكفيريين في سوريا لاثارة شيعة العراق وجرهم الى الدخول في هذه الحرب ، اذ لو دخل شيعة العراق في هذه الحرب فانه سيكون مقدمة لتدخل دولا اخرى مضادة بصورة مباشرة مثل السعودية وقطر وتركيا وحتى مصر ، ومن ثمن تحقيق ما يسعى اليه الكيان الصهيوني بتقسيم العراق واضعافه وتحقيق نبوءة الدولة اليهودية من النيل الى الفرات .
ان اكبر دليل على ضلوع الكيان الصهيوني بهذه الحرب ، هو التدخل الصهيوني عسكريا وقيامه بقصف مواقع داخل الاراضي السورية ، في اول لحظه من شعوره ببدء ضعف الجيش السوري الحر امام الجيش النظامي السوري .
وهذا الامر يؤكد ايضا بان مستقبل العروبة انتهى في العالم العربي ، بعد ان اصبح هذا المفهوم شعارا لتذكير العرب ببعض الامجاد التي يفتقدون اليها اليوم ، والتي نجح الكيان الصهيوني بانهائه تماما .
الا ان هذا لا يعني ان مهمة الكيان الصهيوني ستكون سهلة ، لوجود قوة شيعية كبيرة في المنطقة متمثلة بايران ، وحزب الله في سوريا ، وكذلك التنامي السريع للتيارات الشيعية المسلحة في العراق التي لا تتوارى عن اي مواجهة يمكن ان تجمعها بالكيان الصهيوني او من يتعاون معه .

أحدث المقالات

أحدث المقالات