لم يكن الهاشتاك الذي أطلقه” السيد مقتدى الصدر”(الجولان عربية) غريبا و لا هي المرة الأولى من نوعها التي ينطلق منه فيما يخص القضايا العربية و الاسلامية و الأوسطية…
فمنذ ان استلم زمام الامور كزعيم شعبي و قائد ميداني لاكبر شريحة مؤمنة به في العراق كقائد وزعيم روحي ووطني .. كانت اهتماماته تنصب في الاندماج والانصهار بقضايا العرب والمسلمين و ليس العراق فقط..
فبياناته و تغريداته و خطبه و تأليفاته تعطي المتلقي زخما و حرارة كبيرة للاهتمام بالبيت العربي من دون تعنصر و لا تحزب…
منها دعمه للقضية الفلسطينية، ضد الكيان الغاصب الاسرائيلي بكل ما أوتي من قوة و منها نصيحته للاشقاء اليمنين بأن يحلوا مشاكلهم بينهم من دون تدخل اي طرف… و منها دعمه للشعب البحريني المظلوم في مطالبته بحقوقه الوطنية… و غيرها كثيرمن المواقف تجاه قضايا الأمة …
ان العمق العربي بالنسبة للعراق مهم جدا كما ان العمق الشرق أوسطي، مهم في عمل التوازنات بين القوى، كي يكون هناك استقرار حتى يمكن للعجلة الاقتصادية ان تسير و تكون برامج التنمية في وضع احسن لكل الشعوب…
الا ان العدو الإسرائيلي، لا يمكن ان يرضى بهذا الاستقرار بحال من الاحوال بل يريد ان تكون المنطقة ضعيفة ، ولا يهم كيف!… سواء في الحرب بينها او بافشاء الفساد ،او بشراء الذمم او بتقسيم اراضي الدولة الواحدة، او بافقار الشعوب او أي وسيلة اخرى، حتى لو كانت هذه الوسيلة تتعارض مع قيم الانسانية و العدالة…
و ابسط و اكبر مثال على ذلك هو سماحها لتنظيم داعش الارهابي الذي قتل النساء و الأطفال و الشيوخ و هجر العوائل و دمر المدن الآمنة في سوريا و العراق…
و ما كانت اسرائيل ان تدعم التنظيمات الارهابية الا بمساندة القوة العسكرية و السياسية لامريكا متمثلة في رئيسها (ترامب) و جيشها الذي يعتبر اكبر جيش في العالم…
و من هذه المعطيات نستنتج ان امريكا و اسرائيل بدأتا في العمل بمعزل عن العالم و المجتمع الدولي فكشرتا عن انيابهما و اتضح ان الذئب كان يلبس صوف الخروف…حيث كان الاعتراف المشؤوم بالجولان كارض اسرائيلية من دون الرجوع و الاحتكام الى المحاكم الدولية و بالخصوص الامم المتحدة مع العلم لا يختلف اثنان ان الجولان اراضي سورية عربية بامتياز.. و هذا القرار الامريكي من قبل ترامب يأتي بعد قراره الاول في الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اليهود و نقل سفارة امريكا اليها يعد تصرفا هجينا و همجيا اتجاه العرب و المسلمين…
فاذن… ليس هناك في الافق ما يمكن ان نسميه (سلام) في الشرق الاوسط بل الامور تتجه نحو التصعيد السياسي و العسكري ما لم تعي القوى الكبرى في العالم مخاطر سياسة ترامب و عبثه في مقدرات الشعوب فهو كالطفل و بيده عود ثقاب مشتعل و واقف وسط براميل من الكازولين والبنزين و النفط..
نعم القوى الكبرى في العالم كروسيا و الاتحاد الاوربي و الصين و كوريا الشمالية مسؤولة امام التاريخ في وقف هكذا معتوه و الا فانها الحرب الثالثة و الله اعلم…
و الله بالغ امره و لو كره الكافرون…
الشيخ احمد الحسيناوي
٢٢ رجب الاصب ١٤٤٠
٣٠ آذار ٢٠١٩