22 نوفمبر، 2024 6:02 م
Search
Close this search box.

التجسس مهمة قذرة لتخريب البلدان ..القسم الاول

التجسس مهمة قذرة لتخريب البلدان ..القسم الاول

التجسس، ظاهرة قذرة وقديمة قدم الإنسان و صورة من صور ضعف الإيمان، الى الجانب الانحراف الأخلاقي والسلوكي،وضعف الشخصية التدينية ، وقلة مراقبة النفس، فهو يدلُّ على دناءتها وخسَّتها، وضعف همَّتها، وانشغالها بالتافه من الأمور عن معاليها وغاياتها ويؤدي إلى فساد الحياة؛ فتصبح مليئة بالشكوك والتخوفات، فلا يأمن الإنسان على خصوصياته من أن تنكشف أو تظهر للناس، بل يعيش المرء في حالة من الشك الذي لا ينتهي واصبحت حالة شائعة في السياسة الدولية منذ اوائل القرن الماضي وخاصة اثناء الحروب العالمية ( الاولى والثانية من القرن الماضي ) وكانت إلى فترة قريبة من الأعمال المجرمة بالقانون الدولي ولكنها أصبحت في الظرف الراهن اداة للسيطرة على الشعوب لسرقة مقدراتها وموضوعا للتباهي رغم أنها أداة تخريب للعلاقات الدولية والسلام العالمي وهي خلافا للاستخبارات ذات الصلاحيات الوطنية. ولها تواصيف مختلفة واساليب ايضاً في مراقبة الخصوم ووسيلة لتخريب البلدان أوشراء المنظمات المعادية أوتمزيق الحركات المخالفة أوتصفية الاشخاص. (لأنَّ الظنَّ يبعث عليه حين تدعو الظانَّ نفسه إلى تحقيق ما ظنَّه سرًّا، فيسلك طريق التجسس) وتعتمد على شبكة من الجواسيس ترسلها الجهات والحكومات والمجموعات إلى أراضي المقابل لجمع المعلومات في مساعي للحصول على المعلومات العسكرية والسياسية والعلمية والإنتاجية ذات الطابع السري المهم. ويعمل الجواسيس عادة ضمن منظمات يتلقون من خلالها أوامر بإرسال معلومات معينة. وقد يُجبر البعض على التجسس دون رغبتهم. .( من ثمرات سوء الظن التجسس كما يذكر، فإنَّ القلب لا يقنع بالظنِّ، ويطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس وهو أيضًا منهي عنه، قال الله تعالى: ﴿-;- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾-;-12سورة الحجرات فالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي عنه في آية واحدة، ومعنى التجسس أن لا يترك عباد الله تحت ستر الله، فيتوصل إلى الاطلاع وهتك الستر؛ حتى ينكشف له ما لو كان مستورًا عنه كان أسلم لقلبه ودينه). قال الغزالي: (مهما رأيت إنسانًا يسيء الظن بالناس طالبًا للعيوب، فاعلم أنه خبيث الباطن وأنَّ ذلك خبثه يترشح منه، وإنما رأى غيره من حيث هو، فإن المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العيوب، والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق ).في الماضي كانت الاستخبارات البشرية الأكثر اعتمادا لعدم وجود وسائل مثل الان في عمليات مستخلصة متكونة من العملاء الجواسيس والخلايا التابعة لها. وتقوم وكالات الاستخبارات بتقييم وتفسير المعلومات الواردة منهم وباحثيهم . في حين تستخدم بعض الحكومات اليوم طائرات تجسس منها بدون طيار وأقمارًا صناعية وشأنها شأن الكثير من الممارسات المتطورة في العمليات مع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال، أو من بعض الأجهزة الآليَّة مثل أجهزة التنصُّت الإلكترونية.وساعد التقدم التقني والرقمي في تطور عمليات التجسس والتنصت وأصبحت وكالات الاستخبارات تعتمد كثيرا على التجسس الإلكتروني الذي وصفه نيكي هاجرن التجسس بـ“الجيل الرابع من الحروب”، وتنوّعت مصادرة المعلومات وآليات الحصول عليها، من أمثلة ذلك:وكما نشاهده في منطقة الشرق الاوسط حيث اخذت هذه الظاهرة بالازدياد بشكل كبير وذلك لأسباب كثيرة من بينها الأوضاع السياسية وما بعد ما سميت ” ثورات الربيع العربي “في ليبيا ومصر وتونس خلال السنوات الماضية وحروب سورية والعراق واليمن الأمر التي وفرت لشركات التجسس العالمية سوقا نشطة جديدة لبيع برمجياتها للحكومات وخاصة العربية من أجل مراقبة الأوضاع والسيطرة على شعوبها خوفا من انفلات الامور من ايديهم ومبالغ خيالية قد لا يتصورها العقل . الولايات المتحدة الأميركية تمارس التجسس على دول أوروبا و على معظم الدول وخاصة الدول النامية حتى أن الأوروبيين في أنشطة التجسس المختلفة سيما مع البلدان النامية ركزوا على جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية وأنشأوا مراكز ومنظمات على أنها بالظاهر هيئات مدنية معنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان فيما هي في الحقيقة أوكار تجسس . وقد كشف سنودن بوثائق سرية مُسَرَّبَة، إن عمليات التَجَسُّسِ طالت وزارة الخارجية الفرنسية، ومراسلات الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف والرئيس المكسيكى إنريكى بينيا نييتو، كما طالت المقر الرئيسى للأمم المتحدة ذاتها، وقد ظهر تقريرٌ لإحدى الهيئات الأمريكية المهتمة بالعلوم؛ يفيد إمداد الولايات المتحدة عددا من الدول بأجهزة لمراقبة المواقع الإلكترونية والتَجَسُّسِ على النشطاء. من الوسائل الحديث للتجسس هي الحالة الإلكتروني التي اصبح أحد أخطر وأجدى أنواعه الوسائل المتطورة دائماً هي واحدة منها واستفاد وادرك الكيان الاسرائيلي أهمية هذا النوع وجند إمكانياته بهذه الوسائل للتجسس على بعض الدول العربية وعلى رأسهم فلسطين حيث ضبطت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة شاحنة محملة بأحذية عسكرية مُزودة بشرائح تعقب إلكترونية سرّية بغرض التجسس على عناصرالمقاومة وتتبّع ورصد تحركاتهم.ومصروسورية والعراق والكثير من الدول الاخرى حسب المعلومات الاعلامية التي تنتشر ، بالإضافة إلى حلفائها كالأمريكيين والغرب، وبذلك امتد ذراع التجسس الإلكتروني إلى أقصى حد ممكن يخدم مصلحة الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية تدفع شهريا لعملائها الذين يتم تجنيدهم، مبالغ تتراوح بين ألفي إلى ثلاثة آلاف دولار، بحسب المنطقة التي يعملون فيها، وجميعهم يتلقون مرتباتهم الشهرية عبر شركة تحويل عالمية ومعروفة، لها فروع في أغلب دول العالم، بهدف جمع معلومات عن عن الاحزاب والكيانات العاملة في الساحة العراقية وكذلك القيادات الامنية وخاصة قيادي الحشد الشعبي في الأنبار وفي اي مكان لتواجدهم”. التي بدأت بالفعل بتهديد بعض شيوخ العشائر ممن كانوا يقاتلون مع داعش بتسليمهم للجهات الأمنية لكي يعتقلوا او يعملوا معهم بصفة مخبر سري” .والعراق اصبح ساحة مفتوحة ومخترق السيادة على أرضه من قِبل داعش والولايات المتحدة والكثير من الجهات الاستخبارية الدولية ، فمن الطبيعي أن يكون مخترقاً استخبارياً لعدم استقرار الدولة المؤسساتية فيه والصراعات الحزبية ، ومن هنا علينا أن نعلم بأن آثار التجسس الاستخباري على العراق لن تزول في مدة زمنية قريبة و قد تستمرلعشرات السنين المقبلة. وبات التجسس يُمثّل قطاعاً ومورداً اقتصادياً للاجيال الحالية وخاصة الشباب العاطلون الذين يفتشون عن موارد للعيش وقد تكون صدمة إن قلنا إنهم قد يجندون أيضاً مديرين عامين في مؤسسات عراقية وضباطاً كبار، وأنا لا أستغرب إن سمعت في يوم ما أن وزيراً أو شخصية حكومية في اعلى المراتب متورط في عمليات تجسس على العراق لمصلحة تلك الدول” فمن خان من القيادات العراقية التي سلّمت الموصل والرمادي وصلاح الدين لا اعتقد انه يهون عليها اي شيئ سوى مصالحهم ولم يبقَ من الوطن سوى الشرفاء، الذين ساهموا في القضاء على عدو مشترك واحد وهو داعش ما اثبت وطنيتهم ووفائهم للارض فقدم الكثير منهم ارواحهم وما اكثرهم رحمهم الله واعلى مقامهم . ولا يمكن إيقاف تلك الظاهرة وإنهاء آثارها السلبية ونتائجها التي أثرت على العلاقات الدولية إلا من خلال معاهدة دولية تضم جميع الأطراف الفاعلة خاصة أمريكا ومعها الأوروبيين…انتظروا القسم الثاني.

أحدث المقالات