حقيقة لم نتفاجى بالذي حصل في صلوات جمعة الغربية كما يحلو للبعض تسميتها هذا الاسبوع وخصوصا مقترحات الاستبيان الاربعة والتي اثبتت فعلا وجهة نظر القائمين عليها بصورة لاتقبل اللبس .
ان تتابع الاحداث وسعة صدر الدولة والحكومة المركزية وليونتها مع طلبات المتظاهرين وخصوصا ونحن نعلم ان اغلبها غير دستورية وفيها تعدي على المصلحة الوطنية العليا اقول نتيجة لذلك تصاعدت اسقف المطالبات حتى وصل البعض منها ينادي جهارا نهارا باسقاط العملية السياسية برمتها واعادة الوضع على ماكان عليه ويمجد القسم الاغلب من المتظاهرين وفي كل ساحات التظاهر بالقاعدة والحرس الجمهوري السابق وبالطاغية المقبور ومن على منصات صلوات الجمعة الدينية والتي اصبحت مع الاسف كسوق عكاظ تدفع للذي يمزق ويقتل اكثر ,واصبح الغالبية من الحاضرين لايعرفون اين يذهبون فهم قد تورطوا ولايمكن لهم التراجع عن موقفهم نتيجة العصبية القبلية وماتفرزه على الانسان والبعض اصبح خائفا من هذه المجاميع المجرمة القذرة فاضطر مرغما وحتف انفه ان يركب الموجه وخصوصا من سياسيي الغفلة المتواجدين غي تلك الساحات فتراه يدافع عنهم وعن مايريدون بكل قوة وهو يعرف انه مقتول لامحال ان لم يقف هذا الموقف ,وشاهدنا كذلك مناظر تقزز مثل قتل قسم من المتظاهرين الذين رفضوا الاستمرار معهم في ارض الحويجة واتهمت الحكومة بذلك وهذا الامر يؤكد ماقلناه سابقا بان احواننا في تلك المناطق هم اول اهداف هذا الخليط المجرم في القتل والتنكيل وهتك الاعراض ,ولكن ليس هناك من مستمع ,عموما في حمعة الخيارات المفتوحة وبعد ان ظن قسم من الناس الطيبين ان الامور في طريقها الى التهدئة خرجت علينا تلك الساحات بمطالب غريبة اقلها هو دمار العراق وهلاك اهله فالدعوة الى الاقليم على اساس طائفي وليس جغرافي هو امر غاية في الخطورة لانه سيدفع باتجاه اقتتال الجزء مع نفسه للحصول على مكاسب اكثر والظهور بمظهر القائد المنقذ وبالتالي عودة كل عناصر الشر والقتل لتلتحق بهذا الاقليم ,والثاني تقسيم العراق على اساس مذهبي وعرقي وقيام دويلات صغيرة ضعيفة بدلا من عراق متوحد قوي وهو امر يصب في مصلحة اسرائيل والقوى الظلامية صاحبة مشروع اضعاف المنطقة وجعلها تحت العباءة الصهيونية القذرة وهذا الخيار سيفتت العراق ويمزقه ولايمكن الرجعة به الى سابق عهده والعاملين على هذا الخيار هم اصحاب النوايا الخسيسة من قادة القائمة العراقية(مصدر المشاكل في عراق اليوم )الذين اعلنوا بصراحة تبعيتهم للقاعدة والبعث ومن على منابر الجمعة وعباؤوا الشارع ,والخيار الثالث هو شن الحرب على الحكومة واسقاطها وعودتهم الى التصدي للحكم والغاء مبدا الشراكة على اساس اغلبية مكونات الشعب وهذا المقترح لعمري هو عز المنى بالنسبة اقاتلي العراق على مر السنين من الحقبة السابقة ومن يقف معهم ,والخيار الرابع هو اسقاط رئيس الحكومة وابداله وهذا المقترح هو دس السم في العسل لانهم يعلمون والكل يعلم انهم لايمكن لهم ان يرضوا عن اي شخصية ياتي بها التحالف الوطني مهما كان نوعه وجنسه لان المطلب طائفي مقيت وسبق لنا ان جربنا هذا الخيار مع الدكتور ابراهيم الجعفري عندما اعترضوا عليه وتسببوا بمشاكل كبيرة للبلد وعندما تبدل الجعفري رجعوا لاسطوانتهم المشروخة فاكثروا القول عن التهميش والاقصاء ولااعلم عن اي تهميش واقصاء يتكلمون وهم يملكون اكثر من نصف الدولة والحكومة .
ان الحقيقة التي يجب علينا الاقرار بها ولو على مضض ان هؤلاء لايقتنعوا ابدا بالشراكة والعمل المشترك والاخوة والمواطنة فهم يريدون الحكم وباي ثمن حتى ولو على حساب دمار العراق ويريدون دمار مذهب الشيعة الذي يكفرونه داخلهم ويكذبون على الناس بانهم اخوة ويحبون اهل البيت واتبتعهم ويريدون ايضا تنفيذ مامطلوب منهم بان يكونوا مطايا يركبهم المشروع الغربي في المنطقة والقاضي ببقاء دولة اسرائيل دولة عظمى تقود المنطة بحسب مصالحها ومن وراءها .
هذا هو ايها الاخوة الاعزاء مختصر كل مايقال ويدور في الخفاء والعلن ولنكن شجعان ونعترف اننا مغفلون وسائرون خلف سراب وسترون كيف سيتصدى قسم من كتاب الغفلة لما اطرحه ويحاولوا ان يوهما الناس ويبعدونهم عن الحقيقة ويبقوا الجوا متشنج ومشحون .
نحن لانتكلم بقص الاساءة والتشهير وانما لاجل توضيح الامور كما هي حتى لايقع هذا الشعب المسكين ضحية المؤمرات والاراء والنوايا السيئة ولتبقى لحمة ابناء البلد متماسكة متراصة لايمكن فصمها والتعدي عليها ,
اؤكد اننا سنرى جمعة اخرى لاتقل عن سابقاتها بالغلو والخطورة مالم يكن هنالك موقف كموقف اهلنا في الفلوجة هذا الاسبوع وكيف رفضوا هذه المطاليب ان العراقيين جميعا يعولون على كل وطني شريف ومخلص بان يتفع عن ذاته ويذوب في ذات الوطن الكبرى ويعيد بلده الى سابق عهدها في التالق والتقدم .