اعلن العلامة الشيخ عبد الملك السعدي اليوم عن تشكيل لجنة لحسن النوايا من المحتجين في ساحات الاعتصا م بمحافظات غربية وشمالية لمفاوضة الحكومة مقترحا ان تكون مدينة سامراء مكانا للتفاوض.
وجاء في نص بيان الشيخ السعدي الذي حصلت (كتابات) على نصه ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رقم (28)
مبادرةُ حُسْنِ النوايا
﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 114).
في بيان سابق وجَّهتُ إلى تشكيل لجنة من ساحات الاعتصام في العراق لتتولَّى إجراء المفاوضات مع الحكومة بشأن حقوق المُتظاهرين؛ وذلك على خلفية التخويل الذي وصلني من المُتظاهرين شاكرا ثقتهم داعيا لهم بالنصر والتوفيق.
وقد رأيتُ من بعضهم حرجا في تسمية أعضاء هذه اللجنة لاعتبارات عديدة، فوجدت الأمر يتطلب أن أضع أسماء هذه اللجنة بعد المشاورات والمُداولات؛ لنُبرهن على حسن نوايا المُتظاهرين الذين لا يبغون إلاَّ إعادة الحقوق المشروعة إلى العراقيِّين.
ونؤكِّد على الأمور الآتية؛ لتكون أرضية للجلوس للحوار واستحصال الحقوق:
1. إنَّ أيَّ مفاوضات تجري ينبغي أن لا تُغفِل موضوعَ الضحايا الذين سقطوا في الفلوجة والحويجة والموصل والرمادي وديالى وغيرها، فلابد من تقديم الجُناة فورا للقضاء العادل، وإنصاف ذوي الضحايا بما يُخفِّف عنهم ألمَ المُصاب الذي حلَّ بهم.
2. إنَّ حقوق المُتظاهرين مشروعةٌ، وأدعوهم إلى العودة إليها، ولا يجوز التفريط بأيِّ حقٍّ منها، ومن واجب الحكومة تنفيذُها بأسرع وقت.
3. إنَّ المُتظاهرين المُسالمين المُطالبين بحقوقهم آمنون لا يجوز للحكومة أن تُتابعهم ولا تُقاضيهم حالا ولا مستقبلا تحت أيِّ ذريعةٍ كانت.
4. لا ينبغي أن تكون الحوارات سِرِّيَّةً في غُرفٍ مُقفلة، وإنَّما يتم إطلاع جمهور المُتظاهرين عليها أوَّلا بأوَّل.
إنَّنا في الوقت الذي نعلم فيه ما بذله المُتظاهرون المُخلصون الوطنيِّون من جهودٍ مُباركة مُضنية في سلميَّة المُظاهرات، والثبات على الحقوق، والصبر على تحقيق مطالبهم المشروعة، ونعلم مدى التسويف وعدم الاستجابة؛ إذ لم يُنفَّذ حقٌّ مشروع يُذكر: إذ نعلم ذلك كلَّه نُشكِّل هذه اللجنة؛ حقنا لدماء العراقيِّين؛ وحفاظا على أرواحهم؛ وتوحيدا للصفِّ العراقي بكل أطيافه؛ وتحقيقا للمصلحة العامة؛ وسدَّاً للذريعة التي تتهم المُتظاهرين بأنَّهم لم يتقدَّموا بلجنة للحوارات؛ حتى نبرأ أمام الله تعالى؛ ثم أمام شعبنا؛ وحتى نكونَ معذورين إذا ما تحوَّل المُتظاهرون إلى خياراتٍ قد تَجُرُّ العراقيِّين إلى ما لا تُحمد عقباه.
وإنَّنا نؤكِّد أنَّ الحوار ينبغي أن تكون في مكان مُحترم لدى كل الأطراف، ونُرشِّح لذلك مقام العسكريِّيَنِ -عليهما السلام- في سامراء؛ لتسودَ أجواءُ الإخاء والرحمة والتسامح كما هو حالُ آل بيت النُبوَّة -عليهم السلام-.
ونؤكِّد أنَّنا لسنا طرفا فيما يُشاع من مفاوضات أو مُخطَّطات سِرِّيَّة داخلَ العراق أو خارجه بين أطرافٍ لا نعلمُ عنهم ولا عن تحرُّكاتِهم شيئا سواءٌ مع حكومة أم مع غيرها ولم يُطلعْنا أحدٌ على أيِّ تفصيل عنها.
وإنَّنا نأمل من إخوتنا المُتظاهرين أن تتظافر جهودهم لمؤازرة أعضاء هذه اللجنة (لجنة النوايا الحسنة)، وشدِّ أزرهم بالآراء السديدة والمُقترحات المُفيدة؛ عسى الله تعالى أن يُجريَ مصلحة العراقيِّين على أيديهم، ويزولَ الإشكال، وتصفوَ الأجواءُ، ويأخذَ كلُّ ذي حقٍّ حقَّه، ويرتفعَ الظُلم عن المظلومين.
وندعو الحكومة إلى أن تُؤلِّفَ لجنةً تحمل معها صلاحيَّاتِ الاستجابةِ لحقوق المُتظاهرين دون تسويف ولا مُماطلة.
وندعو المُتحدِّثين منهم في وسائل الإعلام أن يتجنَّبوا ألفاظ الإثارة والاتِّهامات للمُتظاهرين، ويتركوا كلَّ ما من شأنه تأليبُ النفوسِ وتنافرُ القلوب؛ فإنَّ الكلمةَ يُلقيها الرجلُ لا يُلقي لها بالاً يهوي بها سبعين خريفا في نار جهنَّم.
وندعو كلَّ الأطراف إلى ترك التأويلاتِ والظنونِ الآثمةِ؛ فإنَّها لا تُوصل إلى نتيجة تُرتجى ولا تخدم العراقيِّين بأيِّ حال من الأحوال.
نأمل أن تأتي المحاورات أُكُلَها وخيرَها في هذه الأيَّام الشهور المُباركة شهر رجب وما بعده من شهور الرحمة والغفران.
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: 36).
وأسماء أعضاء اللجنة من ساحات الاعتصام جاهزة، وسوف تُعلن في بيان لاحق وتُسلَّم إلى لجنة الحكومة عند أوَّل اجتماع -إن شاء الها تعالى-.
والله من وراء القصد ،،،
المكتب الخاص
الاثنين: 3/رجب/1434هـ
13/آيار/2013م