وصلت نسبة المياه الواردة للنهرين دجلة والفرات من المصادر الداخلية والخارجية الى مستويات فوق الطبيعية بسبب الامطار والسيول للسنة الرطبة ( 1018- 1019 ) . وهذه المياه يحلم بهذا العراق كونه متضررا من دول المنبع والتي تعود المشكلة لسببين رئيسين هما :
ضعف السياسة الخارجية للعراق والسياسة المائية مع دول المنبع وعدم ادراك السياسيين العراقيين لخطورة الموقف او تناسي المشكلة الرئيسية.
استغلال دول المنبع الطبيعة البراغماتية للسياسيين العراقيين وضعف المتفاوض السياسي والفني والقانوني.
تلك المشكلتين وضعت العراق تحت مطرقة دول المنبع لتسويف حقوق العراق المائية مع الدولتين الجارتين تركيا وايران.
وسلك السياسي العراقي نهجا تضمن زرع القناعة التامة في ما يخص ثقافة شحة المياه , او ان العراق لا يحترم المياه الواردة اليها وتضييع حصصه , واستطاع زراعتها في قلب المجتمع العراقي بان المياه التي ترد العراق محدودة ولا داعي للتهيئة واتخاذ التدابير الخاصة ببرنامج حصاد المياه كما يسمى الان , وتناسي وضع الخطط المستقبلية للحفاظ على المياه الواردة للعراق , مثل ما حصل اليوم وتلك الثقافة اليائسة خلقت العديد من المشاكل داخليا وخارجيا واهمها المشاكل المتعلقة بالمياه داخليا ويمكن ايجازها على النحو التالي :
عدم الانباه الى حوض النهرين واهمها دجلة التي تفتقر للسدود النظامية خصوصا اسفل الكوت .
طمر اغلب المناطق الرئيسية لدجلة بشكل خاص اسفل الكوت الى البصرة والتي لم تعد تستوعب نسب مياه عالية من وارداتها الداخلية والخارجية واصبحت مهدده للمناطق التي تمر بها اثناء الفيضان .
عدم استغلا مجرى نهر دجلة الواسع كسداد صغيره يمكنها توفير من مليار الى مليار ونص مثر مكعب وكافة الظروف مهيأة لذلك .
عدم استغلا السداد المنشأة على دجلة وتفعيلها خصوصا سدة العمارة وسدة القلعة وعدم اكتمال حوض السداد المشار اليها لتكون عاملة اثناء الفيضان .
استغلال حوض الفيضان في هور الحويزة والذي كان معدا كخزان اثناء الفيضان للمشاريع الزراعية الدائمة ومشاريع وسكنية علما بان مساحة الحوض 300 كم2 ويعد ضمن الاهوار الاستراتيجية الشرقية لمحافظتي ميسان والبصرة .
ان الاهوار الاستراتيجية للحويزة بعد التجفيف هي ( 1900 ) كم2 مقسمة الى اهوار معدة للانغمار وهي ( 1600 ) كم2 والمحصور بين السدة ( أ ) والحدود الايرانية والمتبقي وهي ( 300 ) كم2 ضمن حوض الفيضان الذي استغلته الناس للزراعة والسكن علما بان هذا الحوض يحرم التعامل معه كمشاريع دائمة وان الذي يستغله للزراعة يتحمل مسؤولية الفيضان ان حصل وللاسف الشديد ان كافة المسؤولين عن ملف الاهوار لا تعرف الحدود الاساسية للاهوار الاستراتيجية بشكل عام وللاسف اغلب هؤلاء هم مسؤولين الصدفة وليس الخبرة.
للاسف الشديد تنازلت وزارة الموارد المائية عن حوض الفيضيان ومحاولتها الى تقليل مساحة هور الحويزة اضافة الى مساندتها من قبل المحافظتين ميسان والبصرة على قبول المقترحات التي من شأنها تقليل مساحة الهور هذا لضعف اصحاب القرار وقلة الخبرات لدى القيادات الادارية والسياسية وعدم فهمهم للوضع الايكولجي للمنطقة .