23 نوفمبر، 2024 10:02 ص
Search
Close this search box.

جمهورية العراق الطاشماطاشية

جمهورية العراق الطاشماطاشية

كل شيء في العراق مثير للدهشة و يدفع الإنسان العراقي الى الحيرة فتارة ترى المشهدالعراقي وتضحك عليه وعندما تتمعن به أكثر تحزن وتبكي من شدة ماتراه يحدث في بلد يعد من البلدان الأغنى في العالم
غالبية الشعب يصفق لصدام ويردد بالروح بالدم وبعد إسقاطه يسحلون تماثيله ويعدموه ويتظاهرون بمظهر المعارضين له طيلة حكمه , الغالبية الأخرى تشكو وتتباكى من الحكومة الحالية وتتهمها بالفاشلةو الفاسدةوالظالمة لكن هذه الأغلبية تعود لتنتخب نفس هذه الحكومة , رجال الدين يدعون الناس الى حسن الأخلاق وبالتالي تراهم يرتكبون أعظم الفواحش , دعاة معارضون من أجل النزاهة بمجرد إستلامهم المناصب يسرقون وينهبون بشكل يفوق كل السرقات الإعتيادية , رئيس الوزراء عاد ليحكم بأساليب ديمقراطية لكنه يعترف أمام الشعب بأنه لايسلم السلطة لأي كان , كلب يرسل بكتاب رسمي الى مستشفى للطب البشري من أجل تفتيت حصاه بالأدوات المخصصة لتفتيت حصى المرضى من البشر , المواطنون يتقاتلون فيمابينهم على الهوية وفي نفس الوقت يرددون شعار أخوان سنة وشيعة , دعاة الوحدة ونبذ التقسيم والفيدرالية يعودون ليطالبوا بالتقسيم ويصبحوا من أكثر دعاة التقسيم , الأحزاب الغير دينية تتمذهب وترفع لافتات تؤيد هذه الطائفة وترفض تلك الطائفة وترفع شعارات دينية , قوى الأمن تستورد أجهزة عاطلة وتستعملها للكشف عن المتفجرات , سيطرات أمنية تسهل للأرهابيين وتتعاون معهم من أجل تفجير مبان الدولة وقتل أبناء الشعب , وزير يعقد مؤتمرات صحفية ينفي فيها عدم وجود الأمريكان على الأرض العراقية في حين المدرعات الأمريكية تقف على بعد أمتار من خلفه , خلل فني يسقط طائرة أمريكية يظهر علينا شخص أسمه منكاش يدعي بأنه قام بإسقاطها في بندقيته ذات الخمسة إطلاقات , متظاهرون عراقيون يدعون السلمية يقومون بذبح الجنود , أمن يدعي بأنه يحمي المظاهرات يقوم بالتجاوز على المتظاهرين ويطلق الرصاص الحي عليهم , في عيد الصحافة تقرر الحكومة إغلاق مكاتب عشر قنوات فضائية , قائمة إنتخابية تفوز بأعلى الأصوات وتحقق المرتبة الأولى لكنها تحرم من تشكيل الحكومة على الرغم من نص القانون الذي يعطي الحق لها , أكثر من نصف عام لم يستطع الساسة من تشكيل الحكومة , رئيس جمهورية ميت سريريا ولازال يتمسك بمنصبه , نائب رئيس الجمهورية يصدر بحقة حكم الإعدام ولازال يتمسك بمنصبه ولم يستبدل بآخر , شباب يعشقون الحرية يقتلون بطرق وحشية بوسيلة قتل إسمها ” البلوكة ” متدينون يقومون بذبح الإنسان بالسكين وآخرون يدعون بإنهم يتغدون مع الرسول عندما يفجرون ويقتلون الشعب , آخرون يدعون بإنهم يشربون الشاي مع الإمام المهدي , حكومة تعترف بأنها قامت بقتل إرهابيين لكنها بعد فترة تعتبرهم شهداء , مسؤولون متورطون بالفساد يفرج عنهم ويتحولون الى مستشارين في الحكومة وفقراء يحكموا بأشد الأحكام القاسية لضلوعهم بإكرامية بسيطة
هنالك المئات من الحالات المتناقضة التي نشاهدها يوميا في العراق لذلك أطالب بإضافة كلمة الطاشماطاشية الى جمهورية العراق إقتداءً بالمسلسل الكوميدي الناجح ” طاش ماطاش ” .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات