18 ديسمبر، 2024 11:38 م

الحسد والجهل؛ الأولى أخلاقية والثانية عقلانية، وهن صفتين ذميمتين، ولو أوجدت الواحدة منهن في الفرد لكانت كافية لإيصاله الى الطبقات المتخلفة في المجتمع، ولذا فأن كُل فردٍ في المجتمع يطلب الكمال وحُسن الأخلاق، لابد من تهذيب نفسه من جميع الخصال السيئة ومن تلك الخصلتين خصوصا.

وبالرغم من شيوع مدى خسة الخصلتين، إلا أن هناك قادة في المجتمع والسياسية، وعلى مستوى أدعياء الزعامة والرمزية، لم يستطيعوا التخلص من هاتين الصفتين وللأسف، فمن يطرح المبادرات والرؤى الأصلاحية للنظام السياسي والحكومي، فنشاهد البعض الآخر جهلاً او حسداً يعترض مباشرتاً وبدون إي سابقةٍ أو تقديم العُذر والتبرير، لكي نستطيع الحُكم على أعتراضهِ بحسن وصفاء النية أو نستطيع الأعتقاد بأن أعتراضه جاء لمصلحة الوطن، فمثلاً؛ عندما طُرح قانون الفيدرالية شاهدنا مدى السخط وتأجيج الشارع ضد من طرح هذا القانون، ووصل الحال بأتهامهم بالتخوين والبحث عن المصلحة الشخصية، والمُلفت للنظر، والداعي للعُجب، بأن المعترضين فيما بعد أبدوا أرتياحيهم وتبنيهم لنفس القانون أو الرؤية! وهذا أن دلَ فأنهُ يدل على عدم الدراسةِ الجدية للقانون ومعرفة سلبياتها وتميزها عن أيجابياتها، وكذا يدل على قصر النظر وعدم المعرفة (الجهل) أو هو بغضاً بطارح المشروع أو متبنيه ولكي لايحسب لهم (الحسد)، نرى الأعتراض، هذهِ الصورة شاهدناها مكررة مرة أخرىٰ في مبادرة أنبارنا الصامدة، والبصرة عاصمة العراق الأقتصادية…الخ.

أيضاً اليوم هذا الأعتراض وللأسف العميق لم نراه غائباً في مشروع التسوية، فهناك من اعترض عليه لأنه لم يبادر هو بكتابة بنوده، والآخر كان أعتراضه جهلاً بعواقب الأمور، وأعتراض آخر جاء بسبب الحسد لحامل المشروع، وآخر بسبب غشاوة الأشاعات والأكاذيب على أعيُن المعترضين من هذا الصِنف، التي أطلقها الحاسدين والجهلة.

وبين الحاسد والجاهل سيكون الضحية البلد والشعب، وبالتالي المزيد من الدمار والهلاك والتهديم لبنىٰ الوطن، والمزيد من التخلف والدماء والحسرات والآهات للفرد العراقي، وبذلك لن نصل إلا لنكَد العيش وتعاسة الحياة، وفي النهاية سيعودون ويندمون ويتبنون المشروع، ولكن عندها ولات حين مندم.