منذ 2003 ومرجعية النجف الاشرف مارست دوراً مهماً في إبعاد المجتمع العراقي من شبح الحرب المذهبية،ولأكثر من مرة،وعلى الرغم من النفخ في نارها من السياسي نالا أن ماء النجف كان يطفئ كل هذه الحرائق،ويمنع حدوثها بأي وسيلة كانت،حيث تمارس المرجعية دوراً ابوياً للجميع فلم تعتقد بنفسها أنها مرجعية الشيعة،بل هي أبوية للجميع بغض النظر عن القومية والطائفة والجميع ينظر إليها بعين التقدير والاحترام لدورها المهم في حماية أركان الدولة وصون روابط الشعب العراقي،ولم نسمع يوماً أن القيادات السنية أو الشيعية نالت من المرجعية الدينية،ومن حاول المساس بها فلا يجد نفسه إلا في مزبلة التاريخ مهاناً مخذولاً،كما أن المرجعية الدينية وقفت بالضد من الحكام الشيعة قبل الآخرين وأغلقت الأبواب بوجوههم ،ومنعت الزيارات لأي مسؤول عراقي مهما كان، وهذا هو دورها وديدنها على مر الأزمنة،وهي تمارس دور الحارس على مصالح الأمة الإسلامية والحفاظ على حقوقهم، والتمسك بالروابط المجتمعية ومنع انزلاق نحو الهاوية .
محافظ الموصل وفي تصريح له على قناة آسيا أساء كثيراً لنفسه،بدل من ينال من قدسية المرجعية الدينية، فهي من كانت السبب في جلوسك اليوم محافظاً، وهي السبب في تحرير مدينتك بعد تسليمها من قياداتها السياسية إلى تنظيم داعش الإرهابي وخلال ساعات،كما أن الحشد الشعبي قدم الشهداء والضحايا من أجل تحرير مدينة الموصل وعودتها إلى أهلها،فالمحافظ وهو يدعي “أن المرجعية الدينية هي لأهل الجنوب وأننا لا نملك مرجعية،ولا توجد لدى السنة مرجعية دينية أو سياسية ” .
هذا التصريح جاء على خلفية مطالبة المرجعية الدينية بضرورة محاسبة المقصرين بعد تقديم استقالتهم على خلفية حادث العبارة في جزيرة أم الربيعين والتي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء،وتقديمهم للقضاء ، حيث يعكس هذه الفاجعة حالة الفساد المستشري في دوائر الدولة كافة،ودوره في الحفاظ على الحياة اليومية لأبناء المدينة كافة .
بغض النظر عن أسلوب المحافظ السمج،إلا أن القانون ينبغي أن يأخذ مجراه في محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة التي حلت بالمحافظة وتقديم المقصرين للقضاء، وتفعيل دور الرقابة والنزاهة في محاسبة الفاسدين،وسارقي المال العام،كما على الجهات القضائية فتح تحقيق فوري لحادثة غرق العبارة،والمقصرين في هذه الحادثة الأليمة وتقديمهم للقضاء، أما بالنسبة للمحافظ فحاله كحال من ذهب إلى مزبلة التاريخ وبلا عودة.