إن الاستقرار هو أحد القيم الأساسية بالنسبة لأي دولة والطبقة الوسطى هي أساس الاستقرارويعتبر احدى مصادر التهديد الداخلي للعراق هو تآكل هذه الطبقه ،وكلما زاد عدد هذه الطبقة وحجمها، كلما شكلت مصدراً مهماً للاعتدال والأمن والأمان المجتمعي. الطبقة الوسطى مرتكز رئيسي في الحراك المجتمعي لارتفاعها عن حال العوز ، والشراكة في مسؤولية بناء الدولة ومحاسبة الحكومات. في العراق هناك مشكلة التي بدأت الدراسات أخيراً تشير إلى تآكلها في العراق، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة والسكن
والمؤشرات توضح أن الطبقة الوسطى التي ساهمت قي بناءالعراق منذ تشكيله ولغايه 2003 حاليا مهددة بالانقراض وتعاني صعوبات جمة ، فكثرة الحروب أرهقت الحال الاقتصادي لهذا البلد ولعملته النقدية، ادى الى تآكلها إذ اصبح هناك عالم مستبد» خاص بالأثرياء و «عالم تعيس» خاص بالفقراء، ، اضافه الى ما تعرضت اليه الطبقة الوسطى لضربات متتالية خصوصا ، في الثمانينات عبر حرب ايران التي قتلت خيرة شبابنا و قتلت الامل في نفوس الباقين على قيد الحياة، وشجعت هجره العقول خشيه زجهم بهذه الحروب ، ثم جاء حصار التسعينات فهرب مئات الالوف من اصحاب الشهادات الى خارج العراق بحثا عن لقمة عيش لا اكثر، ومعروف عما جرى منذ منتصف التسعينيات هو تآكل هذه الطبقة ولكن الكثير منهم تتآكل مداخليهم بحيث أنهم أصبحوا من الطبقة الدنيا واخيرا ما افرزته الاحداث الطائفيه بالعراق وهجره عده الاف منهم الى خارج العراق بحثا عن ملاذ امن، وهذا بحد ذاته مصدر قلق ويشكل تهديد الأمن الوطني
وبايجاز بسيط الذي يمثل احدى التهديداًت للأمن الوطني الداخلي هو تاكل واندثار هذه الطبقه، ومن هذا الأمر تنبع قضايا مهمه تؤثر سلبا على الأوضاع الأمنية والاجتماعية اماالنتائج التي تبرزنتيجة تآكل هذه الطبقة ارتفاع معدلات الجريمة وتراجع الأمن ، ستكون غير مطمئنة وقابلة للانفجار، ومن البديهي أنه في حال تآكل الطبقة الوسطى ستصبح الأحوال المدنية خطرة ، فمن دون هذه الطبقة لا يمكن للمجتمعات النهوض وسيؤدي تآكلها في مجتمع ما إلى تزايد عدد من الظواهر الاجتماعية السلبية، فهذه الطبقة تعد عامل استقرار في كل المجتمعات.
وهناك علاقة وثيقة بين أساليب تكوين الثروة، والمدى الزمنى المستغرق فى تكوينها من جانب وبين السمات التى تتصف بها الطبقة الوسطى من جانب أخر. وبالفعل فقد بدت هذه العلاقة واضحة فى المجتمع العراقي من عام 2003 ولحد الان ابتداء من( فئه الحواسم) وفئه (سراكيل وحاشيه السياسيين والبرلمانيين) و(فئة غاسلي الاموال) و(فئه المقاولين الجدد وتجار الحروب وامراء الازمات) وفثات اخرى لايسع المجال لذكرها وبالتالي اصبحت طبقه جديده متحكمه بالاقتصاد ومتزاوجه مع السياسه ومتصدره للمشهد الاقتصادي وبدليل الدعم الذي حظى به بعض المرشحين لمجالس المحافظات من الفئات المشار اليها انفا ، فقد ارتبط ما حدث فى هذا الشأن بتدهور منظومة القيم لدى هذه الشرائح حتى بلغت أقصى حالات التردي ممن اصبحت الثروه بمتناول ايديهم بين ليله وضحاها. وأبسط ما يقال فى هذا الشأن أن القيمة الكبرى لدى هذه الشرائح قد أصبحت هى التنكيل بكل ما هو عام: بالمال العام، وبالشعور العام، وبالقانون العام، وبالنفع العام، إن ذلك عكس رسالة الطبقة الوسطى تماما . لقد حملت الطبقة الجديده أقبح مساوئ الطبقات الدنيا، وتملقت فى نفس الوقت أنكى مظاهر الفساد فى الطبقة العليا ،وهناك تناسب عكسي انه مع كل صعود سريع من هذه الطبقة إلى الأعلى منها عبر الإثراء السريع فإنه يحدث على الجانب الآخر سقوط أعداد من الأفراد إلى الطبقة الفقيرة تساوي عشرة أضعاف الصاعدين بمعنى دقيق مع كل فرد يصعد إلى الطبقة الأعلى من الطبقة الوسطى يسقط ما يقارب عشرة أشخاص افقدهم هذا الصعود المفاجئ رأس المال أو الوظيفة أو فرص التعليم أو التدريب.
[email protected]