لم يشهد التاريخ امرأة عاقلة ,حكيمة ,كيسة , ومتالقة في سلّم وقمة الحكم بهذا المستوى الحضاري الراقي الا جاسيندا ارديرن التي تشبه في عقليتها وكياستها وانسانيتها ملكة سبأ السيدة بلقيس .
المرأة الحكيمة قادت قضية شائكة ومعقدة كقضية مجزرة المسجدين في بلادها والتي راح ضحيتها عشرات المسلمين بسبب الخط الصهيوني – الترامبي الحاكم في الغرب , لدرجة انها تجردت من ارثها الفكري والنفسي والسيكولوجي لتقدم للعالم انموذجا تمثل في كيف تكون انسانا وحضاريا وقياديا .
جاسيندا بكل تصرفاتها في الحادث الجلل والمأساة الكبرى جسدت الحالة الانسانية الحضارية بكل تجلياتها ومظاهرها وعناوينها , حيث شكلت بعدا فكريا نموذجيا جديدا ليس في بلادها وحسب بل وفي المنظومة العالمية جمعاء فاستحقت ان تكون اعظم من قديسة واكبر من زعيمة واشجع من الرجال .
جاسيندا المراة الجلدة حالها كحال نساء عربيات صابرات منيبات قاومن المصائب ووقفن بوجه الحوادث وكن بحق كالجبال استطاعت ان تحق الحق وتصون حقوق الضحايا وتعكس الصدق الانساني وتصون بلادها وتوحد شعبها في مواجهة الحرب التي اريد لها ان تواجه مظاهر الاسلام وفكره النير الوهاج حيث ارتدت الحجاب كحالة تضامنية مع المنظومة المستهدفة عنصريا مما تردد صداه حتى لدى قنوات الاعلام حيث اقتدت بها المذيعات ومقدمات البرامج في التلفزيون النيوزيلندي ليرتدين الحجاب كظاهرة تضامنية حضارية مع المسلمين المنكوبين, بالله اسالكم كم حصلت مصائب في عالمنا الاسلامي , هل وجدنا مذيعات قناة العربية او الجزيرة او ام بي سي يتضامن مع الضحايا ولو بارتداء السواد وهذه الحالة ذاتها هل وجدناها في بعض مذيعات قناة العراقية خصوصا ونحن اليوم في حالة عزاء ومصاب لما حدث وحصل لاخواننا واعزاءنا في الموصل الحدباء – ام الربيعين ؟. هذا ماحصل في نيوزيلندا بل الاكثر من ذلك تم رفع الاذان من كل الاذاعات والقنوات التلفزيونية في هذا البلد كما ان الكنائس رفعت الاذان على اسماع طلبة المدارس الذين وقفوا مشدوهين امام صوت الاذان والشهادتين كما ان المسلمين تفاجئوا بقراءة رئيسة الوزراء حديثا نبويا كما ان رئيسة الشرطة في نيوزيلندا تبين انها مسلمة وافتتحت كلمتها بالبسملة والصلاة والسلام على خير الانام رسولنا ومقتدانا محمد (ص) .
تعتبر هذه الخطوات تعبيرا عن التعاطف مع المسلمين في البلاد بعد الهجوم الدموي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش، الذي راح ضحيته 50 شخصا، وقد سبقتهن في ذلك رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن التي ظهرت وهي ترتدي الحجاب.
وتضامن آلاف النيوزيلنديين مع ضحايا المجزرة، وحضروا صلاة الجمعة، التي أقيمت بساحة “هاغلي بارك” أمام مسجد النور، فيما رفع الأذان بجميع أنحاء البلاد التي وقفت دقيقتي صمت تكريما لضحايا المجزرة. تاتي هذه الخطوات والمواقف في نيزيلندا في وقت يخطط اللوبي الصهيوني الترامبي الشيطاني لتحرك لطرد المسلمين من كل انحاء اوربا باعتبارهم غزاة وارهابيين وماالى ذلك من اتهامات ومزاعم معلبة ونتنة ضد الاسلام والمسلمين .
وقد تضاعفت جرائم كراهية الإسلام فى الغرب حيث بلغت 230 جريمة قتل وضرب وطرد وحرق لبيوت مسلمين بفرنسا.. وبريطانيا تعترف بان عام 2015 كان أسوأ عام مر على المسلمين.. وحرق المساجد والمصاحف مشهد متكرر فى أوروبا
كما تنامت حالة العداء للمسلمين، فى فرنسا، بصورة كبيرة، وزادت الاعتداءات عليهم بعد الهجوم المسلح على مقر صحيفة “شارلى إيبدو” الفرنسية، وتنفيذ هجمات باريس نوفمبر الماضي.
ورغم الهجمات، التى تزايدت وتيرتها عقب الهجوم، وانتشار شعارات مناهضة للعرب مثل “أيها العرب اذهبوا بعيداً” و”العرب قذرون”، و”اخرجوا من بلادنا يا عرب”، إلا أنه لا يوجد مؤشر على وجود تنظيم موحد أو حركة تجمع المناهضين للإسلام والعرب، كما هو الحال فى ألمانيا ودول أوربية آخرى.
ودعت زعيمة اليمين المتطرف فى فرنسا، مارى لو بان إلى إعادة النظر فى عقوبة الإعدام ووضع قيود مشددة بهدف محاربة الأصولية.
وفي بريطانيا أوضح تقرير حقوقى تزايد معدل حوادث الكراهية والاعتداء على المسلمين أربعة أضعاف، وأن 2015 كان أسوأ عام على المسلمين فى المملكة المتحدة، وذلك بعد عدة هجمات مسلحة شهدتها مدن أوروبية مؤخراً، مؤكدا على تأثير الإعلام وطريقة تعامله مع الأحداث.
وأظهر التقرير الصادر عن مؤسسة “تِل ماما” (Tel Mama) البريطانية ارتفاع معدل جرائم الكراهية والاعتداءات الموجهة ضد المسلمين فى بريطانيا أربعة أضعاف عقب الهجمات التى شهدتها باريس.
وفى بريطانيا، وتحديداً فى إنجلترا وويلز، تنامى العداء للإسلام وجرائم الكراهية ضد المسلمين، وفقاً لما أظهرته دراسة نشرت مؤخراً.
وشهدت ألمانيا احتجاجات واسعة ضد الإسلام والمهاجرين، فى 2015 على وجه التحديد، وانتظمت فى ظل حركة “بيديغا”، حيث شارك نحو 100 ألف شخص فى تظاهرات كارهة للإسلام والمهاجرين، وحشدت حركة “بيديغا” نحو 25 ألف متظاهر فى شوارع دريسدن وحدها، وآلاف آخرون شاركوا فى تظاهرة مماثلة فى كولون.
وكانت حركة “بيديغا”، وهى اختصار لشعار “أوروبيون وطنيون مناهضون لأسلمة الغرب”، بدأت أولى مظاهراتها فى منتصف أكتوبر 2015 فى مدينة دريسدن على وجه التحديد، وبمشاركة 200 شخص فقط، وتلعب الأن دور كبير جدا فى زيادة جرائم كراهية الإسلام فى أوروبا كلها وليست ألمانيا فقط،،،
ان ماجرى في نيوزيلندا شكل ردا قويا على هذه الكراهية في الغرب كما شكل صورة جديدة لامكانية استعادة الاسلام دوره في الغرب بعد محاولات التحريف والكراهية فشكرا لرئيسة الوزراء في نيوزيلندا وشكرا للشعب النيوزيلندي الكريم .