انتابني حزن شديد وانا اخرج قلمي البائس لاكتب عن العراق وابناؤه وشعبه المسكين المستكين وهو يصارع من اجل الحياة وسط ظروف واوضاع استثنائية من حيث تحكم الاوباش ومن معهم به وبمصيره ,اذا لابد من القول والكتابة والتذكيرللايضاح والتنبيه .
ولابد قبل البدء من الاشارة الى انه يوجد اليوم من ابناءه من هم على درجة كبيرة من العلم والفهم مايؤهلم لقيادة العراق الى بر الامان ولكن؟؟؟؟؟
العراق بلد الحضارات ومهبط الانبياء ومقر الاولياء الصالحين اجتباه ربه بالخير والبركة والرحمة طول الوقت وعلى مر الزمان لذلك كلما كان يوشك على السقوط والتعب تتدخل الارادة الالهية السمحاء لتنقذه وتعيده الى وضعه الانساني الطبيعي ,لذلك يعتبر وضعنا اليوم وضع غير طبيعي وغير محبذ ولكن دعونا نقبل به على امل ان نغيره مستقبلا الى الافضل .
اصل المشكلة التي نعاني منها اليوم هي نحن حيث لم نوفق في اختيار من يستطيع السير بنا الى برالامان ويحقق طموحاتنا في العيش الحر الكريم فانتقينا القادة على اسس ضيقة جدا لاتنفع بل تؤذي فهذا الاختيار العرقي المتعصب وهذا الديني المستبد والطائفي المقيت والحزبي المغشوش والفئوي اللعين وكل هذا لم يقدم شيئا بل زاد الطين بله واوجد التنافر والشقاق وغياب الثقة بين مكونات الشعب فكل يدعي المظلومية والتهميش وضياع الحقوق ,فعمل الاغلب مع الاسف على استخلاص حقوقه بصورة غير قانونية فمرة بالارهاب المباشر واخرى بدعم الارهاب وتلك بالسرقة والفساد الذي استشرى كالنار في الهشيم واخرى بالارتماء باحضان في دول لايهمها العراق واهله بل مصالحها اولا واخيرا وحالات اخرى كثيرة اتعبت المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وجعلته يترنح ويوشك على ان يخر ساقطا من غير قدرة على الوقوف .
اذن هذا كله جرى وبرضا وقبول المنتخبين فكيف سيكون الحال والحل بقادم الايام وهل توفرت القناعة لدى الشعب بفشل من انتخبوهم بقيادتهم ام تبقى الجزئيات التي ذكرناها انفا تتحكم باراء الناس ومايريدون ؟اقول على الجميع ضرب كل ماتقدم بعرض الحائط والتوجه الجاد والسليم لاصلاح ماتم تخريبه ومحاولة بناء ماخرب وبناء الانسان قبل هذا كله لانه يعاني من ضياع وتيه لايدانيه شيء من هول ماتعرض له من ضرب في الصميم ,اضافة الى العمل على توعية الناس بما جرى باسلوب سلس طيب يوصل الامر للشعب بلا كسر لكبريائه ومساعدته على تقبل الامر والعمل على الاصلاح ,ثم التعاون ونكران الذات وبذل مايمكن بذله والا مانقول في كل بحور الدم المستمرة والتي لاتزال تجري بلا وجع لقلب سياسي وبلا رمشة عين على الضحايا والخراب فبالامس في الموصل وحادث العبارة وقبله في الكرادة وخان بني سعد ومسجد مصعب بن عمير واحداث مدينة الصدر والحلة وداعش الكلب واعوانه ومافعلوه في مدننا الطيبة وكيف خربوها ,علينا الاعتراف وبشجاعة ان من دمر وخرب العراق لايزال يمتلك سلطة القرار والتشريع ولايزال ممثلا في الحكومة والبرلمان وهو يعمل لايقاع المزيد من الاذى بشعبنا ولايهتم لاي شيء فكيف نصلح ونعمر وهم كالعصا في العجلة علينا نبذهم واخراجهم من الجسد العراقي وبعد ذلك السير للبناء والاصلاح .
كلام قيل سابقا وسيقال مستقبلا وانا اعرف ان تاثيره غير موجود ولكني امام الله تعالى ابرىء ذمتي واضع الكرة والقرار لدى الشعب والخيرين من ابناءه الكرام .
رحم الله شاعرنا التونسي ابو القاسم الشابي حين قال
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر