19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

نكبــــــــــــــــــــــــة العصـــــــــــــــــــــــــــر

نكبــــــــــــــــــــــــة العصـــــــــــــــــــــــــــر

أجتاحت باريس مؤرخراً أحداث شغب قام بها حركة السترات الصفر (بالفرنسية: Movement des gilets jaunes) والتي أندعلت نهاية العام الماضي بدأت احتجاجات حركة السترات الصفراء يوم السبت الموافق لـ 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 حيث نزل أكثر من 300.000 شخص من جميع أنحاء فرنسا للشارع منددين بسياسات الحكومة فيما يخص الوقودشهدت الاحتجاجات بعض أعمال العنف والشغب كما اشتبكَ المتظاهرون أحيانًا مع قوات الأمن حاول المُتظاهرون عرقلة السير من خلال قطع بعض الطرق الرئيسيّة في البِلاد كما منعوا معظم السيارات من الوصول لمحطات الوقود التي أُغلقَ الكثيرُ منها.
شهد اليوم الأول في سلسلة الاحتجاجات – مقتل متظاهر يبلغُ من العمر 63 عامًا بعدما دهستهُ سيارة مسرعة في أحد ضواحي باريس توفيّ في وقتٍ لاحق من ذات اليوم سائق دراجة نارية بعد أن أصيب بجراحٍ خطيرة خلال محاولة للالتفاف حول الحاجز قبل 21 تشرين الثاني/نوفمبر؛ وحسب الإحصائيات التي نشرتها وزارة الداخليّة وتناقلتها وسائل الإعلام في بداية الأحتجاجات بلغ عددُ الجرحى في صفوف المدنيين 585 شخصًا؛ ستة عشر منهم جراحهُ خطرة مُقابل 115 من ضباط الشرطة؛ ثلاثة منهم في حالة خطرة.
انتقلت الاحتجاجات إلى أقاليم ما وراء البحار ولا ريونيون مما استدعى تدخل الأمن فيما أغلقت بعض الثانويات أبوابها بعدما حاول بعض المتظاهِرين اقتحامهخرجت حركة السترات الصفراء في البداية للتنديد بارتفاع أسعار الوقود وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة ثم امتدت مطالِبها لتشملَ اسقاط الإصلاحات الضريبية التي سنّتها الحُكومة والتي ترى الحركة أنّها تستنزفُ الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تُقوّي الطبقة الغنيّة دعت الحركة منذُ البِداية إلى تخفيض قيمةِ الضرائب على الوقود، ورفع الحد الأدنى للأجور ثم تطوّرت الأمور فيما بعد لتصل إلى حدّ المناداة باستقالة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون.
وبعد تجدد أعمال العنف مرة أخرى يوم السبت في إطار احتجاجات السترات الصفراء˛ والذي أدى إلى جعل الشانزليزيه يبدو كساحة قتال. تزايدت المطالبة بالعقاب في فرنسا˛ على الرغم من تسامحها المعتاد مع احتجاجات الشوارع. وأضرم مثيرو شغب النار في بنك وقاموا بنهب متاجر. وقال جوردان بارديلا مرشح الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان في انتخابات البرلمان˛ الأوروبي على تويتر “قائد شرطة باريس ليس سوى كبش فداء لتغطية عدم كفاءة كاستانير الصارخة”.وقوبل كاستانير بانتقادات من ساسة المعارضة بعد أن بثت وسائل الإعلام الفرنسية مقطعا مصورا له وهو يرقص في ناد ليلي بباريس ليلة وقوع أعمال العنف.
أما في بلدي الذي عانى من نكبة العصر والتي تمثلت بنكسة داعش الذين أستطاعوا الأستيلاء خلال أيام على ما يقرب من 40% من مساحة العراق الكلية. لمدة 1276 يومًا˛ كانت المدة التي مكث فيها «تنظيم الدولة» في العراق. كانت أبرز نتائجها حسب ما ذكره تقرير للأمم المتحدة في عام 2016 بخصوص حجم الخسائر البشرية أن حصيلة القتلى لعامي 2014 و2015 في العراق، بلغت نحو 18802 قتيل، و37 ألف جريح، أضافة إلى نزوح مايقارب إلى 3.2 مليون نسمة.
أما بصدد الخسائر المادية قدّر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخسائر الاقتصادية بـ 100 مليار دولار، ويشير هذا الرقم إلى تكلفة الدمار والخراب في الاقتصاد والبنى التحتية في المدن العراقية التي كان التنظيم قد سيطر عليها، وتشمل الجسور والدوائر والمستشفيات والمصانع، ولا يشمل ما خسره العراق من معدات عسكرية وذخيرة وآليات ومعدات خلال المعارك التي خاضتها القوات الأمنية في ثلاث سنوات ونيّف.
ومع ذلك لم يعاقب احد على ذلك على الرغم من تشكيل لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بشأن سقوط الموصل˛ والتي أنهت تقريرها بشأن التحقيق بسقوط الموصل في 16 آب من العام 2015، حيث أنجز التقرير النهائي بعد عمل استمر 8 أشهر˛ استدعى الاستماع لشهادة أكثر من 60 شخصية عسكرية ومدنية ˛ لها صلة بأحداث حزيران 2014. والذي تضمن أدانة لـ 35 شخصية سياسية وأمنية في مقدمتهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي (رئيس الوزراء حينها) ومحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي وقائد عمليات نينوى السابق مهدي الغراوي.
فياترى ماهو رد شعوب العالم المحتضر تجاه حكومات تسببت بنكبة شبيهة بنكبة داعش؟!