23 أكتوبر، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

ثقافة وزارة الثقافة!

ثقافة وزارة الثقافة!

كنت أود أن أكتب عن الأداء الخجول لوزارة الثقافة في ظل اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية خصوصا وإن الوزارة لم تستطع أن تبني لها ولو غرفة واحدة منذ سبع سنوات وبقيت تعيش على صدقة بنايات النظام السابق، غير أن كتاب آخرين لم يتركوا لي شيئا حول هذا الموضوع.. كنت أود أن أكتب عن الهوة بين هذه الوزارة والمثقفين العراقيين هذه الهوة ألتي صارت تتعدد أسمائها وتنذر بانحطاط آخر للثقافة العراقية، غير أن كاتبا تكلم عن هذا الموضوع وأعطاه حقه.. كنت أود أن أكتب عن هزالة الأداء العام لهذه الوزارة خصوصا وهي تمثل ثقافة العراق بكل منجزاته التاريخية العظيمة وأسماء مبدعين حلّقوا في فضاء العالمية، نعم كم كنت أود ولكن كاتبا آخر أغناني عن هذا عندما شبه هذه الوزارة ب ” الجثة الملقاة على قارعة الطريق في شارع حيفا”.
وزارة الثقافة تصم آذان قلبها جيدا تجاه استغاثة أولئك الذين ساهموا هم وأمثالهم أصلا بوجود شيء أسمه وزارة الثقافة! فبدري حسون فريد يتأوه على سرير الغربة من مرض أقعده وكذلك مطرب الشعب فؤاد سالم والملحن فاروق هلال بينما يرقد حسام الدين الآلوسي  على سرير بائس في مدينة الطب… فهل فكرت وزارة الثقافة بإعطاء هؤلاء ولو قليلا مما أعطوه للثقافة العراقية!؟
آخر ” منجزات ” وزارة الثقافة هو تحقيق سبق عالمي ضمن مشروع جديد من نوعه على مستوى كل بلدان العالم يتمثل بسرقة مخصصات الكتّاب والأدباء الأعضاء في اتحادهم التابع لهذه الوزارة! فبعد أن طالب أكثر من مائتين عضو تم قبولهم سنة 2011 بمبالغهم التي يفترض إنها تصرف على شكل سنوي وبواقع مليون ومائتا ألف دينار عراقي رفض الوزارة ذلك وعللته بان المخصصات المالية لا تشمل الذين مضت سنة واحدة على قبولهم.. وفي هذه السنة طالب هؤلاء الأعضاء بحقوقهم ولكن صوت المماطلة والتخدير كان حاضرا لا سيما بعد مضي أكثر من أربعة أشهر علما أن كل الأعضاء في الاتحادات والنقابات قد استلموا مخصصاتهم! ترى أية ثقافة وأي فكر تحمل لوائه الجهة المسئولة على هذا الموضوع !؟ وكيف ستبرر للثقافة العراقية والعربية أخلاقها هذه وقد تم وضعها على رأس المدن العربية الثقافية !؟ وهل للسيد معالي وزير الثقافة علما بذلك؟ بصراحة أقولها – ومن وجهة نظر شخصية – لست أستغرب هذه السلوكيات ” الثقافية ” الشاذة بعد قام بعض المسئولين في هذه الوزارة في مثل هذا الشهر قبل عامين بسرقة الجوائز المالية المخصصة للفائزين بمسابقة وزارة الثقافة والتي خُصصت جوائزها أصلا من منظمة الحماية الفكرية العالمية!!  

أحدث المقالات