الموهوبون أصحاب المهارات في اللغة والموسيقى واقصد الشعراء والأدباء والفنانين والملحنين يعملون بكل جهودهم المبذولة الى توظيف النصوص اللغوية والمقاطع الموسيقية وتقوية أثارها في ذهن المتلقي بغض النظر عن وسيلة الاتصال به فالشعراء يستخدمون خير الكلام للتعبير عن أفكار او مفاهيم معينة فيضعون قصائدهم على موائد الجمهور والدعوة عامة للجميع ((للقراءة طبعا))فتدخل ميادين المجتمع مثلما فعل مظفر النواب وزامل سعيد فتاح وكاظم إسماعيل كاطع وعريان السيد خلف وفي الفن كذالك باعتباره جزءا من التصور الاجتماعي حاول الفنان طالب القره غولي الإفصاح عن قدراته وموهبته للنهوض بالنص الشعري والغنائي ليضع له مايستحق من الصياغة اللحنية بأداته الموسيقية كالعود والكمان او القانون. ولا اعني القانون الذي اتاح للملحنين الجدد كما يحلو للبعض ان يسميهم الفرصة ليباغتونا بأغان ساذجة تبدأ وتنتهي بسرعة البرق دون جدوى هولاء الذين اعتدوا على نفوسنا بتدهورهم الوجداني وزجروا الاغنية بلحن نشاز ولم يرسب ذوق الجمهور ولن يغفو بعد لينام على أصوات تبعث أشارات ورموز لفظية تلوث الفضاء الموسيقي وتصيبه بالغثيان ..اعزائي /ان اللغة قطعة من العقل واذا تراجع العقل تراجعت معه الاشياء وتبعثرت النفوس واختفت الروعة وضاع الجمال وتبخرت المعاني .اليوم تبكيك أرواحنا والبنفسج …. يافارس الانغام والالحان رحمك الله
بذلت ما بوسعك وقدمت ارثا كبيرا رحلت دون ان توصي لانك تعلم .ان لك جمهورا وفيا يقدر ويثمن أسمائك وألحانك وأغانيك كيف ننسى روحك المتدفقة التي سكبتها في روائع كروحي والبنفسج وحاسبينك وهذا انا وهذاك انت وبذلت جهدا رائعا وضع الاغنية العراقية في اماكنها ومراتبها الصحيحة رغم الظروف السياسية التي احاطت بها وبفناني العراق في سبعينيات القرن الماضي وما اعقبها من سنوات الحرب الضروس والحصار والدمار التي عصفت بنا لكنها اماتت الطحالب والاشواك والثمار السامة ولم تتمكن من اقصاء معاني الجمال والحب والخير والحق في الغناء العراقي .
ادعو جميع الفنانين والكتاب والمثقفين الى وقفة جادة ومسؤولة للحفاظ على هيبة ما خلفه طالب القره غولي من عطاء فني وان يطلق اسمه على صرح جديد تتبناه النفوس الطيبة واقامة مهرجان سنوي يحمل اسمه الذي لا ينسى.
تبكيك روحي والبنفسج …..يا فارس الاغنية الحزينة
انت كل العمر …..وايامه وسنينه