العالم الذي نعيش فيه اصبح مشبعا بالمواد الكيمياوية التي توسعت استخداماتها حتى دخلت جميع جوانب حياتنا واحتياجتنا اليومية فجميع ما يملأ بيوتنا من حاجات وطعام وملابس ومواد تجميل ومنظفات تدخل فيه المواد الكيمياوية بالاضافة الى اجسامنا التي تتصاعد فيها تراكيز المواد الكيمياوية .من المؤكد أن الكثير من هذه المواد اصبحت حاجة اساسية في عالمنا الحالي ولو عدنا الى اكثر من ثلاثين عاما لوجدنا الناس يستخدمون الماء لتنظيف الارضيات والجدران والزجاج والاثاث والسيارات مع قطعة من القماش وقد يستخدمون مسحوق الغسيل الذي كان يستخدم لكل شيء ولم يكن هناك مواد سائلة متعددة لمختلف الاستخدامات ولم تظهر هذه المواد الا بعد ذلك على الاقل في بلدنا.كان استخدام المواد الغذائية المعلبة قليلا جدا ولم تكن قناني الماء البلاستيكية تستخدم بهه السعة .التقدم العلمي فرض انتاج مواد كيمياوية لمختلف الاستخدامات وبتدخل العالم الاستهلاكي والشركات الرأسمالية الصناعية وعالم الاعلانات التجارية ,بدأت صناعة الكيمياويات الاستهلاكية تغزو عقول الناس واعمالهم وحاجاتهم اليومية وخصوصا النساء اللواتي استهدفتهن الاعلانات التجارية بشكل خاص واتسع دخول الكيمياويات في حياة الانسان ليتحول عالم الانسان وخصوصا عالم المرأة الى عالم الكيمياويات التي تسيطر على حياته ولنلقي نظرة على عالم الكيمياويات في عالم الانسان .
– ملابس الانسان : تحولت الملابس من الاقمشة المصنوعة من الالياف الزراعية الى الالياف المصنوعة من الكيمياويات او منتجات اللدائن وهي اهم الكيمياويات الصناعية التي تغزو حياة الناس ولا يكاد نوع من انواع القماش يخلو من البوليستر الذي هو اهم المركبات التي تدخل في صناعة الملابس .واؤكد هنا انه مهما ادعى مصنعو الاقمشة بأن اقمشتهم طبيعية فلا يكاد يوجد قماش لا يزال طبيعيا بشكل كامل في الوقت الحاضر (اي منتج قطني او كتان او صوف او حرير دون وجود بوليستر اوغيره في تركيبه ) ولا يقتصر ذلك على الملابس , بل أن الاحذية والقماصل كذلك حدث في صناعتها تطور كبير من الجلد الطبيعي الى المواد الكيمياوية او ما يسمى الجلد الصناعي وهو يشبه الى حد كبير الجلد الطبيعي وقد يعتقد الكثير من المستهلكين انه جلد طبيعي.
-مواد التجميل :لا يكاد بيت يخلو من مواد التجميل ,وهي تتوزع بين العطور الى محاليل الى اصباغ الى كريمات الى جيلات ودهون الى مساحيق الى سبريهات الى صوابين وتستخدم على الوجه والشفاه والجسم والشعر والكفين والقدمين ولاغراض مختلفة من تغطية الى تجديد الى تبييض الى تقشير الى شد الى ترطيب الى تعطير الى صبغ للشعر والبشرة .
-مواد الحقن وهي مواد لتجميل الجسم تستخدم من قبل مراكز التجميل لنفخ وشد البشرة او لازالة التجاعيد وعلامات الكبر او تغيير اشكال الشفاه او الانف او الوجه.
-المنظفات المنزلية: تعتبر المنظفات المنزلية من اكثر المواد المنزلية استخداما وقد اتسعت استخداماتها اتساعا كبيرا من تنظيف الارضيات الى الجدران الى تنظيف الاثاث الخشبي الى الزجاجي الى تنظيف المواد المعدنية ومواد تنظيف التي تستخدم في الغسالات الخاصة بالاقمشة والستائر و غسالات الاواني المنزلية وتعتبر هذه المواد من اكثر المواد انتشارا في البيئة وغزوا لها ومن المواد الخطيرة التي بدأت تدخل في اجسامنا من خلال تناولنا للطعام المقدم باواني مغسولة بهذه المواد او فواكه او خضراوات مغسولة بها وتتصاعد تراكيزها في اجسادنا وتؤثر تاثيرات قد تظهر نتائجها مستقبلا .
-الاكياس البلاستيكية وقناني الماء وقناني العصير والمشروبات الغازية وعلب الطعام والملاعق البلاستيكية وغيرها.غزت هذه المواد عالمنا حتى اصبحت عبئا واضطرت الدول المتقدمة الى السعي لاعادة تدويرها للتخلص من الكميات الهائلة المنتجة ولتحد من تلويثها للبيئة.
-المواد المنكهة والحافظة للاغذية المعلبة وهي مواد تستخدم اما لاضافة نكهات او طعم او لاطالة فترة صلاحية الاغذية المعلبة والمحفوظة ومنع تلفها وتستخدم في جميع المواد المعلبة من البان الى عصائر الى لحوم الى مواد غذائية ولا تعرف نتائج استخدامها الطويل لعدم وضوح تأثيراتها على الصحة.
-الكيمياويات الزراعية وهي مواد مخصبة او مبيدات للحشرات والافات الزراعية تستخدم لتكثير الانتاج ومنع الاصابات المرضية في المنتجات الزراعية.
-الادوية : عالم الادوية عالم كبير واتسع كثيرا خلال العقود الاخيرة وبالرغم من الضوابط التي توضع على انتاج الادوية الا انه لا يزال فيه الكثير من الاسرار التي يصعب اكتشافها من خلال ما هو متوفر من امكانيات ودائما ما يتم سحب ادوية او منعها من التداول في دول معينة لظهور تاثيرات لم تكن معروفة على صحة وحياة من يستخدمها وقد حدثت حوادث اضطرت شركات الادوية خصوصا في الدول الغربية الى دفع تعويضات الى المتضررين بسبب استخدام ادوية ادت الى اضرار على صحة مستخدميها.
-مركبات الكلوروفلورو المسؤولة عن احداث التلف في طبقة الاوزون وهي الطبقة في الغلاف الجوي التي تحمينا من تأثيرات الاشعة فوق البنفسجية والتي يمكن أن تسبب سرطان الجلد في حالة التعرض الكثير لها وفي مناطق معينة من الارض كاستراليا هناك اصابات عالية بسرطان الجلد بسبب ذلك.
-مواد التعقيم: وتستخدم للتعقيم واتسع استخدامها في المجالات الطبية ثم في الاستخدامات المنزلية والصناعية وبدأت تستخدم بتراكيز معينة حتى في الصوابين المنزلية والاعلانات التي تظهرعلى الفضائيات عن مواد منظفة تحتوي على مواد تعقيم مثال على ذلك.
-مخرجات مصانع المواد الكيمياوية الى البيئة سواءا في الهواء او المياه او التربة قد تؤدي الى تلوث تراكمي يؤثرعلى المحيط سواءا كان صناعيا او سكنيا او زراعيا وقد تصل تأثيراتها الى مواقع بعيدة.
-الاضرار الصحية والبيئية : هناك اضرار صحية حدثت ولا تزال تحدث بسبب المواد الكيمياوية ولا تزال تنشر بحوث وتقارير تؤكد هذا الارتباط,والمواد الكيمياوية حاليا مرتبطة بانواع كثيرة من انواع التحسس الجلدي والتنفسي وتأثيرات المواد الكيمياوية على المادة الوراثية في الخلية وتسببها بانواع معينة من التأثيرات معروفة كما أنها من اسباب العقم والتشوهات الخلقية للاجنة والمواليد ومن اهم الاسباب المرتبطة بالسرطان وبعض السرطانات ثبتت علاقتها بمواد كيمياوية معينة كسرطان المثانة وعلاقة مادة الاسبست بسرطان الرئة معروفة طبيا و العاملين في مصانع المواد الكيمياوية ملزمين بلبس ملابس واقية للجلد وبعض الاحيان للعينين والجهاز التنفسي لمنع تأثيراتها الضارة.
-هناك مواد يسعى الانسان الى التخلص منها او تدويرها كالمواد البلاستيكية ولكن بعض المواد تخرج للبيئة وتتحول الى ملوثات وسيستمر تلويثها للبيئة في حالة عدم وجود تعاون عالمي بهذا الخصوص.ونسمع في بعض الاحيان بحدوث كوارث بيئية بسبب انفجارات في مصانع للمواد الكيمياوية مما يؤدي الى تلوث البيئة المحيطة وقد تبقى تأثيراتها على الحياة لعقود .