18 ديسمبر، 2024 5:55 م

بلاد العرب أوطاني تطالب بالتعويضات

بلاد العرب أوطاني تطالب بالتعويضات

الشعب العراقي يعاني ظروفآ تأريخية غير مسبوقة , أحتلآلآ وهدمآ وتدميرآ وضياعآ لثرواته , وتسابق الأكلة على قصعته ذئابآ بشرية ساقطة , عاثت بالأرض والعباد قتلآ وتهجيرآ ونفيآ , مع سقوط المنظومة الأخلاقية والقيم والمباديء وتوارث ثقافات دموية , ستؤدي للهاوية بألأجيال القادمة .
لقد تربينا ونشأنا على حبنا لأمتنا العربية وأشتراكنا سوية بالهموم العربية وقضاياه ومنها القضية الرئيسية وهي فلسطين , وعندما كان العراق بخيره معافآ , كانت الأكلة العربية تعيش معززة مكرمة بخيرات العراق فلسطيننين ومصريين وسودانيين وشاميين ومغاربة , وكان الشعب العراقي يقتسم رغيفه معهم وأن كان به خصاصة , ولا ننسى كيف أن العراق أستقبل ما يقارب ثلاثة ملايين مصري ووزعت عليهم الأراضي الزراعية والسيارات وقدمت لهم المساكن والقرى الريفية الجاهزة مجانآ , وكانت جامعات العراق تستقبل الأخوة الأكاديمين العرب لغرض التدريس في الجامعات العراقية , ولم تخلوا أي جامعة من التدريسيين العرب فيها , وعندما ألأتحف الشباب العراقي خطوط الجبهات دفاعآ عن الأمة العربية وبوابته الشرقية وتسفك دماؤه بحرب ضروس أكلت الحرث والنسل , كان الأخوة العرب يهيمون بكل وادي في العراق يعملون ويزوجون ويتمتعون بدولارات العراق , وكانت التحويلات المصرفية مفتوحة لهم دون قيد أو شرط , وكانت الوفود الشعبية والمنظمات العربية وشعراء العرب وأدبائه وفنانيه , تتسابق الى بغداد الرشيد لتغرف من خيراته وهي تهلل علينا (( منصورة يا بغداد )) وكنا أهل العراق نرى الوفود العربية تجلس بأرقى فنادق بغداد وتأكل المسكوف وتشرب لبن أربيل , وتتمتع بركوب المارسيدس وهواء المكيف النقي …! والعراقيين ينامون بالخنادق ويلتهون بقرصات البعوض والناموس في الأهوار والجبال , مساكنهم قبور في الحياة فما ملاجيء الجبهات سوى قبرآ في الحياة .
يؤسفني اليوم أنني أستمعت الى مطالبات المصريين والسودانيين بمظاهرات وأحتجاجات عارمة في عواصمهم للمطالبة بصرف التعويضات المالية التي أقرتها الأمم المتحدة لكل (( متضرري حرب الخليج الثانية –أحتلال الكويت )) وأنهم معتصمين لغاية صرف تعويضاتهم من (( أموال الشعب العراقي )) , عجيب العرب يقتسمون كعكة العراق مع المحتل وصعاليكه وعملئه ويتسابقون لشرب الدم العراقي رغم الظروف الصعبة التي تمر بالشعب العراقي , عجيب والله عجيب كيف سمحت لكم أنفسكم بأن تأخذوا تعويضات وأنتم تعلمون قبل غيركم أنها باطلة قانونآ وشرعآ , وما لكم تتسابقون على قصة الطفل العراقي كتسابق الأكلة على قصعتها , كيف سمحت لكم أخلاقكم ( العربية ) أن تأخذوا رغيف الخبز من الطفل العراقي , وكيف سمحت لكم أخلاقكم العربية أن تأخذوا من ثمن الأدوية التي يحتاجها ( شقيقكم العراقي ) ..!
أنسيتم خيرنا عليكم , أم نسيتم دماؤنا من أجلكم , وتناسيتم ضيافتنا لأبنائكم بالملايين , يامن بنيتم البيوت والعمارات وفتحتم المشاريع والشركات , من أموال العراق , أم نسيتم كيف سحبتم ثروات العراق بأسم الأمة العربية وقضاياها , هل نسينا في الحصار وسنينه العجاف كيف أن شركاتكم تأخذ المناقصات المليونية دون تنافس وفقآ لبرنامج النفط مقابل الغذاء , وترسلون لنا أسوأء منتجاتكم وأردئها بالمطلق , وأثناء الأحتلال أرسلتم أبنائكم ليستخدموا بتنفيذ أجندات المحتل ومليشياته بقتل أطياف الشعب العراقي وشبابه , وحين أرتحل العلماء والأدباء والأكاديميين والضباط  بصحبة عوائلهم نفيآ وتهجيرآ من العراق  بحثآ عن الأمان , كنتم جميعكم أيها العرب تستقبلون العراقيين ليس حبآ بهم وأنما طمعآ بمتاعهم وثرواتهم وخزين حياتهم من الذهب والدولارات , فكان العراقيين يعيشون في (( بلاد العرب أوطاني )) بأموالهم ويدرسون أبنائهم بجامعاتكم بأموالهم , ويستأجرون العقارات لسكن عوائلهم بأموالهم , ويأكلون ويتطببون بمستشفياتكم بأموالهم , وووو بأموالهم , وعند أنتهائها تلغون أقاماتهم وترموهم على الحدود , فأي خسة تحملونها , وأي نذالة تمارسونها , أتدرون أنني لم أسمع أن دولة عربية واحدة , أستقبلت العراقيين وعوائلهم وأسكنتهم وداوتهم وأطعمتهم مجانآ , ولم أسمع بأي دولة عربية قدت الأٌقامة للعراقيين مجانآ , أو أحتسبت فترات أقامتهم لديها (بأموالهم طبعآ ) لغرض منحهم الجنسية أو حتى الأقامة الدائمة (عكس بلاد الكفار الغربية) والمأساة أن دوائر الأقامة في  ( بلاد العرب أوطاني ) تتسابق لأنهاء أقامات العراقيين أو أنهم يكونوا عبيدآ (حاشاهم ) لكفلاء الخليج العربي .
أتعلمون أيها العرب أنني أيقنت الأن أننا كنا بخدعة كبيرة وأننا أجيال من العراقيين عشنا على شعارات (بلاد العرب أوطاني ) ولكن ….. لم يتحقق لنا أي شعار واحد …!
خسئتم أيها الأنتهازيون والمطبلون , خسئتم يامن باع العراق فتى العرب , وأي فتى أضعتم أيها العرب