لن أجامل بعد اليوم ودماؤنا تنزف , لن أجامل وشبابنا تقتل بساحات العزة والكرامة , لن أجامل ورجالنا ونساؤنا يعذبون بالسجون , لن أجامل وأعراضنا تنتهك , لن أجامل , وأرضنا وثروتنا تنهب بأيدي شذاذ الأفاق , لن أجامل أو أدافع لمن يقول قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم .
بعد عام 2003 تكشرت الأنياب وبانت مفاهيم الحقد والأنتقام جلية, وظهرت عقدة الدونية من الأخر بأساليب سادية أجرامية أنتقامية , وتباينت أفعالهم بالقتل والأعتقال والتعذيب والأغتصاب والتهميش والأقصاء والنفي العمدي والتهجير القسري, وظهرت حقيقتهم بخطابات طائفية مقيتة , عقول تنتصر للون الأخضر وتعادي اللون الأحمر , وتستبيح دماء عمرآ وعليآ, وكأن الأسماء والألوان أصبحت تميز بين الأنصار والأعداء , فتخندقوا مذهبيآ وطائفيآ , وحملونا تأريخآ أسودآ لا ذنب لنا فيه ولا ذنب لأهلهم ومذهبهم فيه , ولكن الحقد أعمى العيون وأغلق العقول , فجعل الجميع يدفع الثمن , لا فرق لأساليب الموت في العراق , فكل الطرق تؤدي الى السماء , وكل العيون تدمع دماء , وكل الأفواه ترفع الدعاء , وكل النساء يجعلن خمورهن تتشقق ورؤسهن تلحف التراب , ونياح الثكالى سمفونية للحزن تطرب أسماع الأعداء .
الى متى نذبح ونقتل , الى متى نموت ونعذب ونشرد , الى متى نسكت ونجامل , حتى نفنى ونرق ونستعبد , ويأتي الأخر لأبسآ نطاق كسرى حاملآ أيقونة المذهب بعمة الجاهلية , ويجعل أرض السواد ضيعة فارسية , لن أجاملكم بعد اليوم يامن نصرتكم عندما ظلمتم , ودافعت عنكم بوجه الطغاة والجبابرة عندما عزت كلمة الحق , ونزفت دمي نصرة لكم , ونزعت ثوبي وألبست أطفالكم وكسيت نساؤكم , وأقسمت رزقي من أفواه أطفالي لأطعم أفواه أطفالكم ونساؤكم , وسهرت الليل وألتحفت السماء لأحمي عرضكم .
أين أنتم اليوم وأنا أصرخ بعذابات الزمن وظلم الأخ لأخيه وأبن وطنه , أين أنتم يامن تتفرجون على سفك دمائي , وتمزيق أشلائي , وتقطع أنفاسي , ناديتكم بأسم الوطن , فأجبتموني بأسم المذهب والعشير , صرخت بأسم العراق , وصدى صرختي تهز الجبال , ولم تهتز شعرة لرجولتكم , تقولون مذهبنا ومولانا في قمقمه لا يجيز نصرتكم , ولا يفتي بتحريم دماؤكم أو نهب أموالكم أو هتك أعراضكم , فتبآ لمولاكم بقمقمه وتبآ لفتوى تهدر دمي .
لن أجامل أو أخاطب الحجر , لقد نصرتم مذهبكم على وطنكم , ومزقتم جسدنا برصاص طائفيتكم , وهشمتم وحدتنا وتراكضتم لنصرة عدونا محتلنا ومحتلكم فمنعتم كفاحه ومقاومته , وأطعمتموه وكسيتموه , وأنتم ترون أستباحته لدمائنا وأعراضنا ونهبه لأموالنا , فسكتم , فقلنا أنه عدوا , ولكن ما حجتكم وأنتم ترون أبناء جلدتكم يفعل بنا أبشع مما فعل العدو , فيقتل أطفالنا وشبابنا ونسائنا وشيوخنا , فسكتم ولبستم تقية الأنتقام , وسمحتم أن تكونوا أداة قتل وتعذيب لأخيكم وأبن وطنكم , ناشدتكم بضمائركم وقيمكم ورجولتكم , فما أهتزت شواربكم وما أرتجفت أوصالكم , فألتحفتم تقيتكم , وهربتم بجبنكم وخسة قمقمكم .
مزقتم الوطن ونهبتم المال العام والخاص , وسرقتم التأريخ والحضارة , فباعته خستكم بأسواق النخاسة , وهشمتم جسد الدولة الجريح , فأقصيتم رجالات الدولة , وجلبتم حثالة الطرقات والآزقة والحانات , فقلتم ديمقراطية , وضحكتم على أنفسكم قبل الأخرين , فلا دولة ولا ديمقراطية , ولا أدري أن كنتم تعلمون أو لا تعلمون بأنكم ((مستخدمون)) كأداة لغيركم , تنفذون أحلامهم وأمراضهم علينا لتمزيق الوطن , وسوف تكونون عبيدآ لنزعاتهم الشيطانية في تمزيق الوطن والدين .
قتلتموني ذبحتموني وشردتموني , فجلستم تضحكون وتتسامرون وتتقافزون طربآ لظلمكم , حتى أستتب الأمر لمولاكم وسادتكم , فكشرتم أنياب الحقد والأنتقام , رأيتم أدواتكم الأجرامية تقتل وتستبيح دماء الأبرياء في العامرية والفلوجة ونينوى وديالى والحويجة , ولم أرى منكم كلمة ولا موقف لنصرة أخيكم ووطنكم , وقلتم مذهبنا ثم مذهبنا , ورئيسنا مولانا وسيدنا , فرقعتم سيوفكم وفتحتم أفواهكم تكفرون الحق وتنصرون الظلم , وتكذبون ثم تكذبون وتقلبون الحق وتكسرون سيف العدل , وتقولوا رئيسنا مذهبنا …!
تبآ لكم ولرئيسكم ومولاكم بقمقمه , وتبآ لنصرة من الجبناء , وتبآ لكلمة حق أردتم بها باطل , , وكم تمنيت أن تعلموا أن أصول أغلبكم قبل أن تتسيد عليكم قلتكم , كان لهم كرامة الأنسان ودماؤه أثمن وأزكى من جدار الكعبة , فهل سأرى منكم رجلآ حرآ كريمآ ينصر الأنسان والوطن , أذآ لتعلموا أنني سأنهض من الرماد كالعنقاء , وألملم جراحي وعذاباتي , وسأبني الوطن وأنصر الأنسان, وأصون كرامته وماله وعرضه , وأنصر المظلوم وأقتص من الظالم بالعدل , لأنني….. أنسان .